نتنياهو يترنح رغم دعم ترامب وبوتين

02:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

بدأت مكانة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، تترنح قبل قرابة شهرين من الانتخابات البرلمانية؛ حيث إن النيابة العامة استدعته لجلسة تحقيق، فالدراما السياسية التي رافقت فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة، وأدت بالتالي إلى حل الكنيست وقرار إعادة الانتخابات، لن تؤثر في الإجراءات القضائية التي تتعلق بجلسة الاستماع لأقوال نتنياهو وهو مطلوب لجلسة تحقيق بعد الانتخابات بأسبوعين.
وكان المستشار القضائي قرر في مايو/أيار الماضي، تأجيل جلسة الاستماع لنتنياهو، إلى الثاني من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، علماً بأن الموعد السابق الذي حدده، هو العاشر من يوليو/تموز المقبل، وطلب نتنياهو، تأجيل جلسة الاستماع لمدة سنة، بذريعة حجم مواد التحقيق، إلا أن المستشار القضائي وافق بشكل جزئي على الطلب، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يبرر هذا التأجيل الطويل.
وينتظر أن يرد نتنياهو على طلب المثول أمام التحقيق خلال الأسبوع الجاري، ما جعل مكانته الحزبية تهتز بظهور أصوات تطالب بإجراء الانتخابات داخل الحزب لاختيار رئيس جديد. وكان نتنياهو، يأمل في تشكيل حكومة أغلبية تمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية، لكنه فشل، إلا أن آمال نتنياهو، تبخرت بعد رفض ليبرمان الانضمام للحكومة مع أن الأخير يؤيد إصدار مثل هذا القانون الذي يحصن أعضاء الحكومة من القضاء، لأنه هو الآخر اتهم بقضايا فساد كثيرة ونجح في الإفلات منها.
وبذل نتنياهو كل ما في وسعه لتشكيل حكومة جديدة، لكنه لم يستطع فاتصل بحزب «أبيض - أزرق»، المنافس ثم بحزب العمل فهو كان يخوض معركة نجاة شخصية وليس سياسية.
وقد حظي بحملة من العلاقات العامة الترويجية التي خاضها بدعم من الرئيس ترامب والرئيس بوتين، للظهور بمظهر رجل الدولة المحبوب دولياً؛ حيث أشاد به ترامب مراراً، واتصل الأمريكيون بليبرمان لإقناعه بالانضمام لحكومة نتنياهو، وأعد له الأمريكيون مؤتمر وارسو لإبرازه على الساحة الدولية، وزاره الرئيس اليميني البرازيلي في القدس، واستقبله الرئيس الروسي بوتين، وسلمه رفات جندي «إسرائيلي» فقد في معركة السلطان يعقوب في لبنان سنة 1982، لكنه مع ذلك فشل في كسب أغلبية برلمانية.
الآن بدأ بعض معارضي نتنياهو التحرك لإزاحته؛ حيث تم رفع التماس عاجل إلى محكمة «الليكود»، نهاية الأسبوع الماضي، يطالب بإلزام رئيس الحزب ورئيس الحكومة، ومديرية الانتخابات في الحزب، بإجراء انتخابات لرئاسة «الليكود» وقائمته للكنيست، وتقدم بالالتماس أوري بيرتس، وهو عضو في الليكود، وجاء في الالتماس أنه بموجب دستور الحزب، فمن لحظة حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات جديدة، يجب إجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة الحزب، واختيار مرشحي الحزب.
ووسط هذا المزاج المناكف لنتنياهو، بدأ الأمريكيون والروس، حملة علاقات عامة لدعم نتنياهو مجدداً، فأعلن السفير الأمريكي ديفيد فريدمان، تأييده لضم المستوطنات إلى دولة الاحتلال، وهي التصريحات غير اللائقة دبلوماسياً ونفتها الخارجية الأمريكية على مضض، لكنها أوحت للفلسطينيين بأحد مساوئ «صفقة القرن».
وكذلك أعلن نتنياهو، عن اجتماع غير مسبوق بين روسيا وأمريكا و«إسرائيل» في القدس المحتلة للتشاور الاستراتيجي. وهو هنا يعود لتذكير الناخب «الإسرائيلي» بمكانته الدولية، وأنه لا يوجد منافس مثله يستطيع التعاطي مع الدول الكبرى من موقع الند.
الطريف في الأمر أن نتنياهو في الانتخابات الماضية، سارع إلى لملمة أصوات اليمين بكل أشكاله واخترع أحزاباً جديدة لليمين، لكي لا تتشتت أصواته واضطر إلى تأييد زراعة الماريجوانا للتصدير بعد أن رفع حزب يميني صغير شعار السماح بتعاطي الماريجوانا علناً دون قيود لجذب متعاطي المخدرات.
وفي الحملة الحالية ضم إلى حكومته وزيراً مثلياً لكسب أصوات المثليين، وهم قوة كبيرة في المجتمع اليهودي؛ حيث يشارك عشرات الآلاف في مسيراتهم السنوية، لكن هذا أزعج حلفاءه اليمينيين المتدينين، فأرسل إليهم يقول إن التعيين مؤقت ولأسباب مؤقتة، وكان وافق في مشاوراته معها على منع الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن معينة واحترام عطلة السبت بحظر العمل العام فيه.
في المحصلة يبدو أن نتنياهو، مستعد لكل التنازلات لكي يبقى في منصبه، وكان يراهن على «صفقة القرن» كرافعة سياسية له، لكن تأجيل طرحها جعل السفير الأمريكي فريدمان، يكشف عن بعض بنودها لدعمه. ومع ذلك تشير بعض التقديرات إلى أن عدم حسم الملف النووي الإيراني قبل الانتخابات سيفشله مرة أخرى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"