6 أعوام.. ومازلت في وجداننا

06:03 صباحا

خالد عبدالله تر يم

والدي د. عبد الله عمران تريم
لأنك كنت استثنائياً في تفاصيل شخصيتك وحياتك، فقد قهرت نظرية النسيان، وأن الإنسان ينسى مآسيه بمرور الزمن، فتخفّ الفواجع، والإحساس بآلامها، فأينما تتجه تجد محبيك يزداد ذكرك فيهم توهّجاً، يزداد حنينهم إليك، لينهلوا من ينابيعك الفكرية التي تروي ظمأهم في خضم هذه الأحداث والتقلبات التي تعيشها المنطقة، ولا تخضع لفكر أو تفسير عاقل أو متزن، ولتعينهم على صعوبات الحياة، سواء في مستوياتها الاجتماعية أو السياسية أو العقائدية.
كان رحيلك يا والدي، في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام، صدمة بكل ما للكلمة من شروح وتفاسير. ويشهد الله أن إحساسنا به كأنه وقع أمس، أو اليوم، فأنت نموذج شديد الاختلاف، من يجالسك ويستمع إليك تجعله في غاية الفهم، والاطمئنان، وتكون قدرته على التفسير والتحليل والتنبؤ عالية، فالثقافة العميقة التي كنت تمتلكها لم تحتفظ بها، بل كانت الدروس التي كنت تعلمها لنا ولكل محبيك ومريديك، وكل الذين وثقوا بشفافية إيمانك وإحساسك بمن حولك.
مرور الأيام يثبت بالفعل، أننا فقدنا كنزاً غالياً من الفكر والمبادئ المتجددة والفهم العميق للأحداث والعلاقات الإقليمية والدولية، فقد كان زادنا والمجهر الذي نستكشف به أدق التفاصيل، ونتعرف إلى خبايا الأشياء، و«أننا» هذه لا نعني بها محيطك الأسري، ولا إطار العمل، أو الأصدقاء والمتابعين، إنها إطار الإمبراطورية الصحفية التي صنعت، والعم المرحوم تريم عمران تريم، قرّاءها الذين يقبلون على صفحاتها، فيجدوا فيها ضالتهم ويستزيدوا.
نحمد الله أننا استطعنا الاستمرار في حمل هذه الأمانة الثقيلة، التي كان حبيبنا الراحل يقضي لأجلها جلّ وقته، وما كنا لنستطيع لولا الحب الكبير لفقيدنا الغالي، و«دار الخليج» التي أحبها، وعانى من أجل أن تصمد في أقسى الظروف، وتستمر، ويقوى ويشتد عودها، وتصبح عالماً متكاملاً من الإصدارات الصحفية التي تلبي رغبات جميع الملتزمين أسرياً، ووطنياً.
في الذكرى السادسة لرحيلك، نمْ قرير العين، واهدأ بالاً، فإننا نزهو بوطن يتطور وينجز داخلياً باستمرار، ويحقق إضافات نوعية متميزة، ويسير باطراد إلى منصات التتويج العالمية، بفضل قيادة حكيمة على رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه حكام الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"