«إنقاذ».. إنسانية الإمارات براً وبحراً وجواً

يستجيب لأي استغاثة على أرض الدولة
03:55 صباحا
قراءة 4 دقائق

الشارقة: أمل سرور

ليس مستغرباً أن تجد كل يوم صوراً متجددة ومتنوعة لسير «عيال زايد» على نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائم على الخير والمساعدة ومد يد العون للغريب قبل القريب.
ولأننا في «عام زايد»، تبدو التجربة الإنسانية الشبابية، التي يقودها علي محمد الشمري فكرته مع مجموعة من المتطوعين تحت اسم فريق «إنقاذ الإمارات» المتخصص بالبحث الجوي الشراعي، والإنقاذ البري والبحري، والغوص، والأعمال التطوعية الإنسانية والبيئية.
أعضاء الفريق الذي يفوق عددهم 250 فرداً، لا ينتظرون سوى صوت استغاثات البشر؛ ليهرولوا إليهم بسرعة البرق، وفي كل إمارات الدولة.
مهمة أعضاء الفريق مد يد العون مجاناً لمن تتعطل سياراتهم أو لفاقدي الطريق في الأماكن الوعرة؛ إذ يتخصصون بالبحث الجوي والشراعي والغوص والانتشال، ويمكن التواصل معهم عبر أرقام متاحة على جميع صفحاتهم في مواقع التواصل، في حال تعرض أي إنسان على أرض الإمارات لطارئ قد يمثل خطراً عليه أو على الآخرين.
عندما تنصت إلى حديث علي الشمري، قائد الفريق، تشعر بالأمل والتفاؤل في شباب هذا الزمن الذي ربما ينظر إليه الكثيرون بعين من السخرية تارة، وأخرى باتهامات تلاحقه بعدم تحمل مسؤولياته. علي الشمري يعد أن ما يقوم به فريقه إحدى صور الوطنية، فضلاً عن صيغته الإنسانية؛ بعد إنقاذ الكثير من الأفراد، وتفوق الفريق في هذا المجال، الذي يعد الأصعب والأخطر؛ لأنه يتعلق بإنقاذ أرواح استغاثت به في أخطر وأدق مواقف يمكن أن تتعرض لها.
عمل الفريق ليس له وقت محدد، هكذا يتحدث الشمري بصوت هادئ «لكن يبقى عنصر الوقت هو المتحكم الأكبر في حياتنا كفريق؛ لأننا ببساطة علينا أن نستجيب للنداء في أسرع وقت براً أو بحراً أو جواً، والأهم في عملنا هو أننا استطعنا أن نكون يداً واحدة وخلية نشطة تعمل دون توقف أو تردد، لا نهدف إلا إلى بث السعادة والأمل في قلوب الآخرين، في حال تعطل مركباتهم على الطرقات الداخلية والخارجية».
يبدو أن قائد الفريق قد شعر بما يدور في ذهني وقبل أن أبادره بالسؤال أجابني: لا أحد يمولنا، ولا نتلقى دعماً سوى من أنفسنا، أي أننا نمول فريقنا ذاتياً، وأحمد الله كثيراً على هذا التفاهم الموجود بين الأعضاء.
وينتقل الحديث بنا عندما يتحدث الشمري عن الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الفريق أثناء تأدية عمله، التحدي والعزيمة والإصرار شعارنا في حالات الإنقاذ، فرغم ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق وصعوبة الوصول إلى بعض الأفراد، إلا أن ذلك يزيدنا إصراراً على تنفيذ مهماتنا، نجد أنفسنا نسابق الريح للوصول إلى المنكوبين، في أي وقت أو مكان، خاصة أن مهماتنا ليست بالأمر السهل، وتتنوع ما بين المركبات التي قد تغرز عجلاتها في رمال الصحراء، أو في السيارات التي تكون وسط الأمطار الغزيرة التي تتعرض لها بعض إمارات الدولة في كثير من الأحيان، وقد يصل الأمر إلى رحلات الغوص في الأعماق،ويضيف يوجد متخصصون وشباب من ذوي الخبرة في المجالات كافة».
وعن الطيارين الشراعيين يقول قائد الفريق: لدينا الكثير منهم ومن الغواصين؛ حيث يضم الفريق أكثر من 30 شخصاً ممن لديهم المهارة والخبرة في إنقاذ الآخرين، منهم عدد من المحترفين والمتدربين والمتخصصين في الغوص، وقاموا بالكثير من المهام الصعبة، ويأتي في مقدمتها سحب قوارب تعرضت للغرق في البحر، أو انتشال أخرى من القاع، حفاظاً على الأحياء البحرية.
لمتسلقي الجبال والخيالة وقائدي الدراجات البحرية والمسعفين في الفريق، نصيب لا بأس به من مهامه، ويقول الشمري: عملهم لا يختلف عن بقية الأعضاء، فكل فرد يقوم بدوره على أكمل وجه، وساهموا في إنقاذ الكثير من الحالات رغم صعوبة الوصول إليهم.
ملامح الفخر والسعادة لا تغيب عن صوت الشمري؛ عندما يتحدث عن مجهودهم في تزيين بحيرة الخان بالشارقة والمساهمة في تنظيفها.

صفية الياسي: أتلقى بلاغات السيدات

يفاجئك علي الشمري؛ عندما يذكر أن الفريق يضم 5 إماراتيات لا يبخلن بوقتهن في تقديم المساعدة للنساء. يقول: ليس هنالك أي شيء مستحيل على المرأة الإماراتية، التي عززها وكرمها وأثنى على دورها والدنا المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لدينا 5 عضوات، بعضهن أمهات ولديهن وظائفهن وأسرهن، إلا أنهن لا يتوانين عن المساعدة متى تطلب الأمر، فإنقاذ الأرواح من مهامهن، خاصة الإنقاذ البري، فمتى تعرضت سيارات لعطل، يتسابقن لتقديم المساعدة دون تردد.
صفية الياسي واحدة من أعضاء الفريق؛ عندما تتحدث معها تشعر منذ الوهلة الأولى أنك أمام امرأة مختلفة بكل المقاييس، فهي خريجة جامعة تخصص تقنيات وتعمل موظفة في هيئة الإمارات للهوية، وأيضاً سيدة أعمال. تقول: مشاركتي في الفريق غيرت كثيراً من شخصيتي، أصبحت أكثر مسؤولية وأعمق فهماً لكثير من الأمور الحياتية، التي نتعرض لها، أصبحت أكثر يقيناً بأن المتعة الحقيقية في الدنيا أن تشارك الآخر آلامه وآهاته، والأجمل أن تكون سبباً في إنقاذ شخص . وعن مهامها تقول: أتلقى الكثير من البلاغات من سيدات تتعرض مركباتهن لمشاكل، وأحمد الله أنني أنجح دائماً في تقديم العون لهن.
الياسي لا تقتصر مهامها في الفريق على الإنقاذ البري؛ بل تمتد للعمل في مجال الغوص، الذي تتلقى فيه تدريبات شاقة؛ للوصول إلى أفضل مستوى، وحلمها أن تشارك في مهام إنقاذ الطيران.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"