«الحابول» سلم إلى أعالي النخيل

نقوش الماضي
02:11 صباحا
قراءة دقيقتين
العين: هديل عادل

«الحابول» حزام حبلي يلفه متسلق النخلة حول بدنه وجذع النخلة؛ ليكون كالعتلة، تساعده على تسلق النخلة وتحميه من السقوط، ويتألّف الحابول من ثلاثة أقسام هي: «الكفة» منتصف الحابول الذي يتكئ عليه متسلق النخيل، «الساق» وهو الحبل الذي يربط بطرف «الكفة» الأيمن، و«الغبط» الحبل الذي يربط بطرف «الكفة» الأيسر.
تحتاج صناعة «الحابول» إلى جهد وقوة وصبر من الحرفي في فتل وفرك ليف النخلة، بعد نقعه في الماء وتجفيفه، حيث يفرك ويفتل الليف باليدين؛ ليشكل حبلاً متيناً طويلاً، ويؤخذ الحبل بعد أن يعدّ ويكون بطول عشرين باعاً، ويلف بالقماش ثم يطوى من المنتصف، ويفتل الجزآن على بعضهما، ليشكلا جديلة تُشد أكثر بإدخال عدد من عصيّ جريد النخلة بين فتحات الجديلة، وتسحب الواحدة تلو الأخرى مع شد طرفي الحبل بعد سحب كل العصيّ، ويبقى ما طوله باع ونصف الباع من كل طرف دون شد بالعصي، ليربط كل طرف منها بحبل سيلتف حول جذع النخلة، وبذلك تكون الجديلة نسيجاً متيناً من القماش والليف وخشب الجريد، وتصبح قادرة على حمل رجل قوي البنية يقطع بجهد السعف الجاف والقطوف الناضجة.
ويتميز صانعو الحابول بما يملكونه من مهارة ودقة في إجادة صنع الحبل وتثبيت العصي، واليوم بعد التغير الحضاري الذي شهدته الإمارات وانعكس على كل أشكال الحياة فيها تغيرت آليات قطف ثمار النخيل، وطرق تشذيبها، ولم يعد هناك حاجة إلى الحابول أو غيرها من آلات الزراعة التقليدية، لكن ذلك لم يُنهِ وجود هذه الصناعة، فما زال الكثير من المزارعين رغم كل الآلات الحديثة، يلجأوون إلى الحابول، يستخدمونه كمعين لهم في تسلق أشجار النخيل، إلا أن حابول اليوم يختلف قليلاً عن الحابول في الزمن الماضي، فلم يعد يلجأ الحرفيون إلى ليف النخيل في صناعته، بل يستعينون بالحبال البلاستيكية المصنعة، ورغم ذلك لا يزال إلى اليوم من يفضل الحبل المصنوع من ليف النخيل، فالكثير من الإماراتيين الذين يتمسكون بالتراث يستخدمونه في زراعتهم، وحتى الحرفيون باتوا يعلمون أبناءهم هذه الصناعة؛ لكي تظل في ذاكرة إنسان الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"