«علاء الدين»والعندليب والزعيم

03:35 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

لماذا يعود هذا الشاب إلى الوراء في الوقت الذي يتمنى كثير من الفنانين الشباب العرب الحصول على فرصتهم الذهبية بالعمل في «هوليوود»؟ هو الآتي إلى بلده الأم مصر من قمة الشهرة العالمية التي حققها، وهو الذي سطّر اسمه سريعاً بين أسماء النجوم الكبار، وحصد إعجاب الجمهور والنقاد حول العالم بعد أدائه شخصية علاء الدين في فيلم «ديزني» الرائع. لماذا يرجع إلى نشأته الأولى ليعبر عن سعادته البالغة لأنه في مصر؟ مينا مسعود، الشاب الذي هاجر طفلاً مع أسرته إلى كندا، لا يترك فرصة إلا ويعبر فيها عن فخره بأصوله المصرية، ويحرص على التحدث بلهجته الأم أمام الصحافة الأجنبية. حل ضيفاً على مهرجان «الجونة السينمائي»، فساهم عن عمد في الترويج ل«أجمل مدن العالم.. القاهرة»، كما كتب على صفحاته على مواقع التواصل.
ليست المفاجأة في حب مينا لبلد أمه، وأبيه، وأجداده، بل في تمسكه بهذا الحب وهو في «بلاد العم سام»، في وقت يخجل فيه البعض من شبابنا من التحدث بالعربية. والمفاجأة في تصريحه بحلمين يتمنى تحقيقهما: أن يعمل مع النجم الكبير عادل إمام، وأن يقدم عبد الحليم حافظ في فيلم عالمي. لم نتوقع أن يكون الممثل الشاب الذي ترعرع في الخارج ودخل «هوليوود» من أوسع أبوابها، وعمل مع إحدى أهم شركات الإنتاج في العالم، «ديزني»، ووقف أمام نجوم كبار ومحبوبين، أمثال ويل سميث، أن يحلم بعمل عربي، والوقوف أمام أحد نجومنا الكبار، والسعي لتقديم العندليب سينمائياً، وتجسيد شخصيته. ومما قاله مينا أيضاً في «الجونة»، أنه يسعى لاحتضان المواهب الشابة، وتقديم فرص العمل السينمائي لهم، فهو رغم صغر سنه، ووصوله إلى القمة سريعاً، لم يُصب بالغرور، ولم يتنكر لأصله، بل يريد للآخرين الحصول على الفرص نفسها. هو يحلم بالداخل العربي، بينما شبابنا يحلمون بالخارج، وبالعمل في الغرب تحديداً، ومنهم من أصابه الغرور وهو ما زال على أعتاب حلم الشهرة، أو أنه يعمل في الخارج، إنما «كومبارس».
أحلام مينا ليست مستحيلة، فلقاء الزعيم عادل إمام ليس بالأمر المستحيل، بل نتمناه على أمل أن يثمر نجاحاً مبهراً للنجمين، ينعكس تلقائياً على حركة السينما من جهة، والجمهور من جهة ثانية. وتجسيد العندليب على الشاشة، لن يكون المحاولة الأولى في السينما والدراما العربية، إنما نتمنى أن تكون مختلفة وناجحة في تقديم عبد الحليم كما يستحق أن يكون، وأن يتمكن مينا الذي صار مشهوراً ب«علاء الدين»، من حمل عندليبنا إلى العالم متجاوزاً حدود المشاهدة العربية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"