متى التقطت لك صورة أو لأحد آخر من أفراد اسرتك آخر مرة؟
وهل لاحظت فيها اختلافاً غير طبيعي مقارنة بالصور السابقة؟
هل دققت فيها بشكل عينيك؟ أو تقاطيع وجهك؟ أو انتفاخه أو انكماشه؟
هل تأملت في محيط خصرك؟ أو وجود تبقع أو لطخات في لون بشرتك أو بشرة أحد آخر من أفراد العائلة؟
إن لم تكن فعلت في المرة السابقة، فافعل ذلك في الصور الجديدة، لأن وجود ملاحظة ما في إحداها قد يجنبك مخاطر لا تدرك مداها كما حدث مع الحالات السبع التالية، والذين لولا ما لاحظوه في صورهم لكان بعضهم غير موجود على قيد الحياة الآن .
استدارة الوجه كشفت خطر الجلطة الدماغية
ثمة تساؤل ظل يحير جوردي سيرنيك الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، وهو: لماذا يزداد وزنه؟ ولماذا تظهر علامات ذلك على منطقة الوجه بشكل خاص؟
وسيرنيك المتزوج وله طفلان، والذي يعمل مدرساً، كان يتناول طعاماً صحياً، ويذهب إلى صالة التمرينات الرياضية (الجيم) 4 مرات في الأسبوع . بيد أن وزنه منذ سن الخامسة والعشرين كان يتزايد باستمرار . وقد عانى أيضاً من احمرار وجهه وزيادة تعرقه .
ويقول سيرنيك: ذهبت إلى طبيبي عشرات المرات، لكنه كان يوصيني فقط بأن أعمل على إنقاص وزني . وبالفعل حاولت، واستشرت خبراء تغذية، كانوا محارين وقالوا لي إن نظامي الغذائي ونمط حياتي كانا على ما يرام . وقد جربت عشرات الحميات الغذائية ولكن بلا فائدة . فوجهي المستدير كان ملحوظاً خاصة في الصور . بيد أن استدارته كانت بائنة للغاية في صورة حديثة التقطتها زوجتي .
والأعراض التي كان يعاني منها جوردي، كانت ناجمة من متلازمة تسمى متلازمة فرط نشاط قشر الكظر والتي تعرف أيضاً بمتلازمة كوشينغ (cushingصs Syndrome)، وهو اضطراب هرموني ناتج عن زيادة افراز هرمون الكورتيزول في الدم . وهنالك عدة مسببات لهذا الاعتلال منها أورام الغدة النخامية أو فرط تنسج قشر الكظر والإفراز المنتبذ للهرمون الكظري القشري الاغتذائي (هرمون حاثة القشرة) والمعروف باسم ACTH .
وهناك حالتان متداخلتان يجب التمييز بينهما وهما مرض كوشينغ ومتلازمة كوشينغ، ففي الأولى ينتج الاعتلال عن ورم نشط في الغدة النخامية يفرز هرمون حاثة القشرة أما في الحالة الثانية فإن الغدة النخامية لا تستجيب للتلقيم الراجع السلبي وتستمر في إفراز هرمون حاثة القشرة، بعض الحالات (ومن أكثرها شيوعاً) علاجية المنشأ وتحدث نتيجة التداوي الخاطئ بالستيروئيدات وتؤدي لحدوث متلازمة كوشينغ .
وفي حالة جودري، فإن الغدة النخامية المتموضعة في قاعدة الدماغ كانت تفرز كميات كبيرة من هرمون حاثة القشرة يسمى أدرينوكورتيكوتروبيك adrenocorticotropic . ACTH وهذا الهرمون كان يحفز غدد الأدرينالين، الموجودة فوق الكلى، لإفراز كمية كبيرة من هرمون كورتيزول، والكميات الزائدة تؤدي لنمط غير اعتيادي من السمنة يتراكم فيه الشحم حول البدن، وليس حول الذراعين والقدمين . أي أن الوجه يصبح منتفخاً ويميل لونه للاحمرار .
وفي المرة التالية التي ذهب فيها جوردي إلى عيادة الطبيب لكي يشكو من أعراضه، وجد طبيباً آخر حوّله لاجراء فحوصات دم، أظهرت إصابته بمرض كوشينغ .
ويقول جوردي: ارتفاع ضغط الدم كان أحد الآثار الجانبية، وقال لي الأطباء إن ضغط دمي كان مرتفعاً للغاية إلى الحد الذي كنت سأصاب فيه بسكتة دماغية في أي وقت .
وجوردي الذي يعيش في منطقة جارو بالمملكة المتحدة، خضع لعملية استئصال غدد الأدرينال . ويصف وضعه بقوله: في غضون بضعة أسابيع بدأ وجهي يعود إلى طبيعته، وأنا أتمتع حالياً بوزن مقبول بدون الحاجة لحمية غذائية . وضغط دمي تحت السيطرة .
طفلي القرمزي كان على وشك الموت
أول يوم من عام ،2010 كان يوماً لا ينسى بالنسبة للسيدة فران ديفيس، لأنها وضعت فيه مولودها الأول، داني .
وتقول فران التي تبلغ من العمر 24 عاماً: الشيء الوحيد الذي كان يضايقها كان لون داني الذي كان يبدو قرمزياً،بيد أن القابلات قلن أن هذا اللون قد يكون متأتياً من رضات عملية الولادة، وأن المولود يتمتع بصحة جيدة .
وحينما كان عمر داني 6 أسابيع، رتبت فران وزوجها نيل جلسة تصوير احترافية لداني . وبعد نصف ساعة من جلسة التصوير، جلسا للنظر في الصور . وأصيبا بصدمة حينما تبين لهما أن بشرة داني كانت مزنرة ببقع ولطخات قرمزية بنفسجية، وأن ذراعيه وقدميه كان لونهما أقرب ما يكون للون الأزرق .
وتقول فران: لاحظت هذا اللون القرمزي سابقاً، بيد أن الجميع كانوا يقولون إن صحته على ما يرام . والأن حينما أطالع الصور، أقول إننا كنا ندرك أن ثمة خطباً ما .
وبعد ثلاثة أيام، شكت فران لزائرتها الصحية، التي نصحتها بعرض داني على الطبيب . وبالفعل هرعت أسرة داني إلى المستشفى حيث أظهرت الفحوص أن مستويات الأكسجين في دم داني كانت متدنية إلى درجة مثيرة للقلق، وكانت تواصل التراجع، وقد اكتشف الأطباء أن صماماً في قلب داني لم ينم بشكل سليم، وهذا يعتبر عارضاً إنجابياً نادراً، ويؤدي إلى عدم وصول الدم بكمية كافية للرئيتين أو حول الجسم . وقد كان لون داني يميل للزرقة لأنه كان يفتقر للأكسجين .
وتقول فران: كنا مذهولين للغاية من السرعة التي تدهورت بها حالته، فقبل ساعة واحدة فقط كان يضحك مع الطبيب وكانت صحته تبدو جيدة، وقد قال لنا الأطباء إننا لو تأخرنا 15 دقيقة عن الذهاب إلى المستشفى فلربما فقدناه .
وقد ناضل الأطباء عشر ساعات لإعادة الاستقرار لصحة داني، لكنهم قالوا إن فرصه في النجاة ضيئلة للغاية .
لكن داني تجاوز المحنة، وبعد 4 أشهر سمح الأطباء بإخراجه من المستشفى .
وتوضح فران: عودته لنا كانت رائعة، لكنها كانت في ذات الوقت مرعبة، كان يتلقى علاجات، وقد توجب عليّ أن أغذيه بأنبوب عبر أنفه . ولم أكن أنام لأنني كنت أرقب مستويات الأكسجين في جسمه طوال الليل .
ومنذ ذلك الوقت، خضع داني لاثنتي عشرة عملية وقد يحتاج لعلاج أكثر .
وكما تقول فران: مررنا بأوقات رهيبة كثيرة، ففي نوفمبر/تشرين الثاني استدعينا إلى المستشفى لأن قلبه توقف عن العمل بينما كان يتلقى العلاج . وللمرة الثالثة، قال لنا الأطباء إنه لن ينجو، ولو لم نلتقط له تلك الصورة، لكنت استيقظت ذات يوم لأجده قد توفي . ولذلك أنصح الناس بالسؤال والتقصي إذا كانوا في حيرة من أمرهم .
بدانة الفم أخفت النهم العصابي
خلال تواجدها في أحد المطاعم، التهمت إلين وادي طبق شرائح اللحم المحمر بالبطاطس المقلية . ومن ثم، أخبرت زوجها بأنها ستذهب للمرحاض، وبعدما هرعت نحوه أصيبت بغثيان .
ومنذ ذلك الحين أصبح هذا المسلك بمثابة العادة بالنسبة لإلين التي تبلغ من العمر 31 عاماً .
وتقول إلين: حتى زوجي لم يكن يعلم بأنني مصابة بمرض البوليميا، أو النهم العصابي للطعام .
وقد أصيبت إلين بهذا المرض حينما كان عمرها 14 عاماً، وبعد أن سخر زميل دراسة من ساقيها البدينتين . حاولت إجراء حمية غذائية لكنها وجدت الأمر صعباً .
وتصف إلين وضعها حينذاك بقولها: كنت أغير على الثلاجة، وألتهم حوالي ألفي سعرة حرارية في جلسة واحدة، وأصاب بإعياء .
وكانت إلين تتسبب بإعياء لنفسها عدة مرات تصل إلى عشر مرات في اليوم الواحد . لكنها لم تنشد المساعدة الطبية إلا حينما شاهدت صورة لنفسها التقطت لها قبل 4 سنوات .
وتقول إلين: كنت خائفة، فقد بدا فكي منتفخاً وكان شعري يتداعى .
ويقول الأطباء أن إنتفاخ خدود وفك إلين السفلي كان ناجماً من تورم الغدد اللعابية، التي تلفت جراء التطهير الزائد، وقد جعلتها هذه الحالة تصاب بسوء تغذية، وخسارة الشعر .
وقد تجاوزت إلين الان هذا المرض .
فلاش الكاميرا أظهر ورماً
عندما لاحظت البريطانية ناعومي ويتمور وميضاً أبيض غريباً في صورة لطفلها هاري، أرجعت الأمر في البداية إلى خطأ ناجم من ضوء فلاش الكاميرا . بيد أن الصورة ظلت تؤرق ناعومي التي تعمل مستشارة تجارية .
وتقول ناعومي: حينما كان عمر هاري ثمانية أشهر، لاحظت الزائرة الصحية حولاً خفيفاً في عينيه وأحالتني إلى اختصاصية عيون في المستشفى، وبعد أسابيع قليلة وحينما أخذت هاري في الموعد، وضعت الصورة في حقيبة اليد .
وعندما عرضتها ناعومي على اختصاصية العيون، حولتها الأخيرة بدورها إلى الاستشاري الذي أخبرها بأنه يعتقد أن طفلها يعاني من مشكلة قد تكون خطيرة في عينه .
وفي اليوم التالي، أخذت ناعومي هاري إلى مستشفى عيون في لندن حيث أظهرت الفحوصات تموضع خمسة أورام في عينه اليسرى، أحدها كان بحجم عملة معدنية . وبالنتيجة، فإن هاري كان مصاباً ب ريتاينوبلاستوما، وهو ورم سرطاني أرومي شبكي شائع أكثر وسط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام . وفيه تنمو خلايا الشبكية (البطانة الرقيقة الموجودة في مؤخرة العين) بسرعة شديدة . وفي أغلب الحالات يتسبب بانحراف جيني في الإصابة بهذا المرض .
وقد حدث الوميض حينما ارتد الضوء عن الورم .
وقال الاستشاري لناعومي إن بياض العين في صورة يعد من المؤشرات الكلاسيكية للإصابة بهذا المرض .
وفي المراحل الأولية لا توجد أعراض أخرى، ولذلك يمكن القول إن حالة هاري لم تكن لتكتشف لو لم تعرض ناعومي الصورة على الطبيب الاستشاري .
وفي غضون أسبوع خضع هاري لجراحة استهدفت تدمير النسيج غير الطبيعي بإستخدام المعالجة بالتبريد (وهي تقنية ترتكز أساساً على التبريد المكثف) . ومن ثم خضع هاري لست دورات من العلاج الكيماوي على مدار سبعة أشهر .
وحالياً يخضع هاري لإشراف طبي منتظم تحسباً لأية انتكاسة . وهو بلغ السادسة من عمره ويتمتع بصحة جيدة .
وتقول ناعومي: لحسن الحظ، ولأنني أخذت تلك الصورة، اكتشف السرطان في مرحلة مبكرة، ولذلك عولجت عينه اليسرى واحتفظ بشمولية إبصاره .
انتفاخ العيون سبب تحذيري
لعدة أعوام، ظلت هيلين رودجرز 45 عاماً تعتقد أن عينيها كانتا تتضخمان، لكنها عزت الأمر إلى تصوراتها وأوهامها . بيد أنها أصبحت أكثر وعياً بحالتها حينما شاهدت صورة لنفسها في غرفة الولادة مع ابنها الأصغر جاك، وقررت ألا تلتقط لنفسها صوراً جديدة .
كانت الصورة مؤشراً على إصابتها بمرض خطر في عينيها قبل أعوام عدة .
وقد شخصت إصابة هيلين بفرط نشاط الغدة الدرقية، وبمرض غريفس، الذي جعل جسمها يفرز هرمون ثايروكسين بإفراط . لكنها كانت تعتقد أن العلاجات التي كانت تأخذها تبقي مرضها تحت السيطرة . ولذلك تمضي هيلين قدماً في حياتها وتزوجت من سايمون 46 عاماً، وأنجبت طفلين توم 14 عاماً، وجاك 10 اعوام .
وعلى مدار السنين ازداد تضخم عيني هيلين، لكنها كانت تعزو ذلك لأوهامها . وقد فوجئت إبان مقابلتها لطبيبها قبل 4 أعوام، بأن مرض الغدة الدرقية يؤثر أحياناً في العيون، واستفسر منها الطبيب مباشرة عما إذا كانت لاحظت أية تغييرات .
وتستذكر هيلين تلك اللحظات بقولها: حينما أخبرني الطبيب بهذه التطورات السلبية انهرت باكية . وأدركت أن ما كنت أحسبه أوهاماً قد تحول لحقيقة . وقد علمت هيلين أن مرض غريفس (وهو اعتلال مناعي)،يمكن أن يؤدي إلى تورم عضلات العيون، ويجعل مقلة العين أكثر جحوظاً .
وفي أعقاب اكتشاف إصابتها بهذه الاعتلالات، خضعت هيلين لعملية جراحية لإزالة بعض العظم والشحوم من محجر العينين لتوفير حيز أكبر للنسيج المتورم . وفي الوقت ذاته أجرى الجراحون عملية إعادة تموضع لجفون العين لكي تبدو مقلة العين المتورمة أصغر حجماً . وكانت هذه العملية تحمل مخاطر شلل الوجه أو حتى العمى .
وكما تذكر هيلين: لقد كان الأمر مرعباً للغاية، تلك الصورة أظهرت مدى ضخامة وجحوظ عيني .
وقد أجرت هيلين العملية التي استغرقت 6 ساعات في أكتوبر 2008 . وتقول: على الرغم من أن شفائي التام تطلب عاماً بأكمله، فإن تحملي لمعاناة العملية أتى أكله بعودة عيني لطبيعتها .
كرش مترهلة؟ لا، بل فشل كلوي
كان إيان غورلاي 59 عاماً، يعزو تمدد بطنه لعمره المتقدم . بيد أن السبب كان أكثر خطورة، فكما اتضح لاحقاً فإن غورلاي كان يعاني من فشل كلوياً .
عندما كان إيان في الثلاثين من عمره، شخصت إصابته بمرض تعدد الكيسات الكلوي المتوارث، وهو مرض ينجم عادة من عيب جيني ويحفز تشكل أكياس مليئة بالسوائل في الكلى وأحياناً في الكبد والبنكرياس . ويمكن أن تتضخم الكلى إلى اربعة أضعاف حجمها الطبيعي وتتوقف عن العمل بشكل سليم . وبعد تشخيص إصابته بهذا المرض، خضع إيان لفحوص منتظمة وقلل الملح في طعامه للحد الأدنى، وفي الأعوام القلية التالية وفيما كان العبء على كليتيه يزداد، كان وزنه يزداد ثقلاً، لكنه لم يدرك حاجته لمساعدة طبية، حتى حلول إبريل/نيسان 2011 حينما شاهد صورة التقطت له في حفل .
ويقول إيان: كنت أبدو كامرأة حامل في شهرها التاسع، كانت كليتاي تتدهوران . وبعد ثلاثة أشهر،خضع إيان لجراحة تستهدف إزالة 16 رطلاً من نسيج الكلى التالف . وهو يجري حالياً جلسات غسيل كلى 3 مرات في الأسبوع .
ويقول إيان: على الرغم من جلسات الغسيل فإنني أشعر الآن بأن وضعي الصحي أفضل، وأنتظر دوري في الزراعة . أنظر للفترة الماضية وأضحك على هذه الصورة . كنت أبدو كرجل حامل .
ألم اللثة قد يكون ناجماً من التواء في سن
يدرك الجميع أن المرء قد يصاب بالتواء في الكاحل أو في الظهر، ولكن هل تعلم بأنك يمكن أن تتعرض لالتواء في أحد الاسنان أيضاً؟
فحالها كحال الأربطة التي تلحم العظام في الجسم، تتسم أربطة غشاء دواعم السن التي تثبت الأسنان في مكانها بقابليتها للالتواءات أو الشد والتوترات . وإذا كنت تعاني من ضربة حادة في أسنانك أو عضضت على شيء ما بقوة، فقد تعرض هذه الأربطة للتلف وتصاب بالتواء في سن، و في الغالب يكون ذلك مؤلماً للغاية .
وتتموضع الأربطة الصغيرة المحيطة بالأسنان تحت اللثة وهي لا ترى إلا بواسطة مجهر .
ويقول البروفيسور داميان والمسلي، المستشار العلمي للجمعية البريطانية للأسنان: الأربطة ملتصقة بالأسنان والعظم وهي أشبه بحبال صغيرة تشكل تثبت الأسنان في مكانها . والغرض الأساسي منها،إتاحة قدر من المرونة للأسنان .
وتقول الدكتورة مارغريت كيليت، مديرة معهد ليدز للأسنان: إذا لم تكن موجودة، لن تجد الأسنان طريقة للتحرك حينما تقوم بجهد وتضغط عليها، وحينما تقوم بجهد وتضغط نحو الأسفل لن تجد السن وسيلة للحركة . وهنا تذهب العضة ضد حركة السن العكسية، وبدون توافر قدر من المرونة، ستسحق الأوعية الدموية المحيطة في وحول جذر السن، وفي هذه الحالة يفقد السن إمداده من الدم ويموت .
وتحول لدانة الأسنان دون مقدرتها على التقطيع، وهذه مشكلة يواجهها الناس أحياناً مع الزراعات أسنان بديلة تثبت بقوة في عظم الفك، ولا تكون مرنة بسبب عدم وجود أربطة .
خلال الحمل، يتعرض أي رباط في الجسم للانحلال بما في ذلك أربطة دواعم الأسنان . وهذا ما يفسر إحساس النساء الحوامل بترجرج أو اهتزاز أسنانهن . وحينما يفقد شخص سناً في حادث، يكون السبب في ذلك، تمزق الأربطة . بيد أن التواءات الأسنان،تكون ناجمة في الغالب بسبب صر أو سحق الناس لأسنانها في الليل .
وتقول الدكتورة كيليت: كثير من الناس يدقون أو يعسرون أسنانهم في الليل حينما يكونون نائمين وهذا يمكن أن يسبب ألماً في السن بسبب التوائه .
خلال النهار يكون مجموع اصطكاك الأسنان 15 دقيقة في اليوم، ولكن في الليل فإن الاصطكاك يكون مماثلاً لثلاث أو أربع ساعات من التصادم . والأخطر من ذلك هو استخدامك لقوة مضاعفة 3 أو 4 مرات حينما تصطك أسنانك أثناء نومك لأن آلية رد الفعل الطبيعية التي تعدل الاصطكاك حينما تكون مستيقظاً لا تعمل حينما تكون نائماً . وهذه القوة الكبيرة يمكنها إيذاء ألياف الأربطة .
والرباط يمكنه استيعاب هذه القوة الإضافية في فترة زمنية معينة يصبح بعدها مجهداً وملتوياً . ومن ثم تزداد سماكته ويصبح أكثر تليفاً ويهيج العصب الموجود داخل السن، وهذا يسبب الألم .
وتشمل أسباب التواء السن الأخرى العض على شيء صلب، مثل بذرة أو قطعة فشار لم تنفجر أو تركيب حشوة جديدة أو تاج يوضع بعلو شديد، لأنها تضع عبئاً إضافياً على الأربطة .
وقد يكون من الصعب التفريق بين ألم السن الناجم من نخر، والألم الذي يحدثه التواء السن .
ويقول الدكتور ريتشارد غويفر وهو طبيب أسنان مرموق في المملكة المتحدة: حينما يحدث التواء في سن، يكون الألم محصوراً في هذه السن فقط . وحينما يحدث نخر للسن يكون الألم ناجماً من عصب ميت داخل السن .
والعصب داخل السن لا يجيد إحداث تركيز الألم في مكان واحد، ففي الغالب لا يكون المرضى متأكدين من السن الذي يسبب الألم، لكن الأعصاب حول الرباط تجيد تحديد وتركيز الألم، وفي العادة يحدد طبيب الأسنان الفرق بأخذ صورة بالأشعة السينية واستبعاد الأسباب الأخرى، مثل الالتهاب .
ولحسن الحظ يشفى الرباط من تلقاء نفسه خلال بضعة أسابيع .
ويقول الدكتور غويفر: إذا انخلع سن شخص بالغ، ينبغي أن يعاد في الفجوة التي أحدثها في الفم في أسرع وقت ممكن . موضحاً: أن الأربطة تجيد استرجاع التعافي حوله ويمكنها تثبيت السن في مكانه .
