يعد الجهاز الحوسبي الكبير القادم الذي سيدخل منازل المستهلكين هو التلفزيون الذكي - شاء المشاهدون أم أبوا .
حيث إن أجهزة التلفزيون الجديدة ستتيح للمستخدمين تشغيل لعبة (Angry Birds)، والمشاهدة الفورية للصور التي يتم التقاطها بواسطة أشخاص عدة وتناقلها عبر الإنترنت، أو تجربة الملابس الافتراضية بدون الحاجة إلى لوحة تحكم للعبة أو صندوق تحكم set-top box . كما أنها سوف تتيح للمستخدمين تغيير القناة أو البحث عن العروض التلفزيونية عن طريق التلويح للشاشة أو استخدام أصواتهم للقيام بذلك .
وبينما لاتزال الشركات المصنعة لأجهزة التلفزيون تبيع أجهزة التلفزيون الذكية أو أجهزة التلفزيون المتصلة بالإنترنت في معارض الإلكترونيات الاستهلاكية على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أن هذه الإمكانات لا تزال في الوقت الحالي تشق طريقها إلى مجموعات التيار الرئيسي . وقد بدأ أكثر هذه الأجهزة تقدماً في اكتساب خصائص ومزايا لم تكن موجودة من قبل إلا على أجهزة الكمبيوتر، ومنها معالجات المايكرو وأنظمة تشغيل كاملة وآليات إدخال متطورة تذهب إلى ما هو أبعد من أجهزة التحكم عن بعد العادية .
وقد كشفت شركة لينوفو لتصنيع أجهزة الكمبيوتر عن تلفزيون ذكي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية يتميز بمواصفات ربما كنت تتوقع أن تجدها في آخر طراز من أجهزة الهاتف الذكية، ومنها أحدث نسخة من نظام تشغيل أندرويد من غوغل، ومعالج رباعي النواة . كما كشفت شركة إل جي عن أجهزة تلفزيون في وسعها تشغيل أحدث نسخة من TV software من غوغل، الذي يعد نسخة معدلة من الأندرويد . كما قامت شركة سامسونغ بعرض أجهزة تلفزيون تحتوي على مجس قائم على كاميرا يشبه جهاز Kinect لنظام Xbox 360 من مايكروسوفت .
كما تقوم شركة Nuance Communications، وهي الشركة التي توفر إمكانية التعرف إلى الصوت التي تعتمد على تقنية Siri في جهاز iPhone 4S من أبل، بعرض أجهزة تلفزيون تتيح للمستخدمين البحث عن اللقطات الكوميدية مثلاً عن طريق نطق عبارة مقاطع كوميدية، هكذا ببساطة .
في هذه الأثناء، قامت شركة Bodymetrics حديثة العهد والتي تتخذ من لندن مقراً لها، بالكشف عن مدى قدرة المستهلكين على استخدام جهاز يشبه جهاز Kinect لتحويل غرفة المعيشة الخاصة بهم إلى غرفة ملابس افتراضية . حيث يرى المستخدمون تمثيلاً لأنفسهم على أجهزة التلفزيون الخاصة التي تنتقل معهم . كما يمكنهم اختيار ملابس مختلفة ورؤية هل هي مناسبة لهم وكيف يبدو مظهرها عليهم، كل ذلك بشكل فوري .
ولكن طلب المستهلكين على جهاز تلفزيون ذكي ليس مؤكداً . وقد تم تجربة الإصدارات المبكرة من أجهزة غوغل تي في منذ أواخر ،2010 ولكنها حققت مبيعات مخيبة للآمال . وعلى الرغم من أنه يمكن توصيل الكثير من أجهزة التلفزيون التي بيعت في العام أو العامين الماضيين بالإنترنت، إلا أن الكثير منها لا يمكن توصيله بالإنترنت .
وقد يرغب الكثير من المستهلكين في مشاهدة خدمة Netflix على شاشاتهم الكبيرة، ولكن هل أي شخص غير المهووسين بالكتولوجيا يرغب في استخدامها لتصفح الإنترنت، يمكنك الاطلاع على تعليقاتهم على موقع تويتر أو هل يمكنهم استخدام التطبيقات التي تشبه الهاتف الذكي؟ هذا الأمر ليس واضحاً حتى الآن .
والابتكار يدفعه طلب المستهلكين ولكن بشكل أقل من الدفع الناتج عن انخفاض المبيعات والأرباح التي تحققها شركات تصنيع التلفزيون . حيث تأمل هذه الشركات من خلال إضافة مزايا جديدة أن ذلك سوف يؤدي إلى رفع الأسعار وزيادة مبيعات الأجهزة الجديدة . ومع فشل تكنولوجيا البعد الثالث في جذب الكثير من الاهتمام، فإن الشركات المصنعة تأمل في الوقت الحالي بأن تكون أجهزة التلفزيون الذكي بمثابة المنقذ لها .
كما يشعر المصنعون أيضاً بالضغوط من إحدى الشركات التي لم تكن حاضرة في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية- وهي شركة أبل . حيث أفادت تقارير بأن الشركة تعكف على تطوير جهاز تلفزيون ذكي منذ أعوام وأنه يتوقع على نطاق واسع بأن تقوم الشركة بطرح هذا الجهاز بحلول نهاية العام القادم.
