الحرانة قلعة في حضن الصحراء

01:21 صباحا
قراءة دقيقتين
تعتبر قلعة الحرانة الأردنية معلماً تراثياً نادراً وشاهداً على الآثار الأموية الخالدة.وتقع القلعة على الطريق الدولي المتجه الى الازرق وعلى بعد 65 كيلومترا شرق عمان متربعة في حضن الصحراء الاردنية مرتفعة 659 مترا عن سطح البحر.وترجع الكتابات التاريخية بناء هذه القلعة الى سنة 92 هجرية بما يوازيها 710 ميلادية أي في خلافة الوليد بن عبد الملك ويستدل على ذلك من الكتابة الكوفية فوق باب احدى حجرات طابقها الثاني الا أن هناك من يقول ان القلعة بنيت قبل الامويين الذين استفادوا منها اثناء حكمهم. وسميت القلعة بالحرانة كونها تقع في وادي الحرانة حيث توجد عليها آلاف الحجارة الصوانية المبعثرة هنا وهناك والتي يطلق عليها اسم الحرة.ولا تزال القلعة محتفظة بكامل هيئتها على طراز البيوت الشامية لا سيما طراز قصر الحير في سوريا رغم تأثر الجزء الشمالي منها بعوامل التعرية الطبيعية إذ سقطت القصارة من الخارج فظهرت مواد البناء التي تتألف من حجر رملي طري ومن لبن من الطين المحلي.وحسب الكتابات التاريخية فإن الحرانة القلعة الصحراوية الوحيدة في الأردن التي يبدو انها انشئت لغايات دفاعية فهي قلعة مربعة الجوانب مهيبة المنظر يوجد في كل زاوية من زواياها برج مستدير اضافة الى برج نصف مستدير بين كل زاويتين وترى الجدران العالية وفتحت فيها شقوق للضوء والتهوية او السهام وهناك ممرات تؤدي الى القاعة الرئيسية وخزان في وسط الساحة لتجميع مياه الامطار.اما ابعاد القلعة فهي 36 مترا و35 مترا ومؤلفة من61 غرفة ضمن طابقين يقومان على جوانب ساحة مربعة مكشوفة والاول الارضي مؤلف من عدد من الغرف مخصصة للدواب والخدم اما الطابق العلوي فتوجد فيه نوافذ مختلفة يدخل منها الضوء وتطل على الساحة.ورغم مظهر البناء البسيط الا انه يجمع بين مزايا القصور ومناعة الحصون في كل زاوية من زواياه والزخرفة الوحيدة فيه داخلية اذ زينت قاعته الكبرى في الطابق العلوي ببعض اشكال الزهور والنماذج الهندسية التي رسمت بالجص وعلى ارتفاع سبعة امتار افريز مزخرف يحيط بالقصر من جميع الجهات مما يوضح التأثر بالنمط المعماري الفارسي.وتستعد القلعة حالياً لعملية ترميم واسعة بعد الاتفاق بين دائرة الآثار الأردنية ومنظمة اليونسكو والتي أصبحت بمقتضاه القلعة معلماً تراثياً عالمياً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"