الدورات التدريبية الصيفية لا تستقطب شباب اليوم

03:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: هديل عادل

مع حلول الصيف وبداية العطلة الدراسية للطلبة، تطرح مراكز تعليم اللغات والحاسب الآلي وغيرها من مجالات تنمية المهارات، برامجها الصيفية؛ لاستقطاب الطلبة بمختلف مراحلهم العمرية؛ إذ تعد العطلة الصيفية استثماراً سنوياً؛ لمزاولة أنشطة هادفة، تجمع بين الفائدة والمتعة، وشغل أوقات الطلبة بما هو مفيد، وإكسابهم خبرات متنوعة في الحياة، وتحصينهم من الفراغ؛ ولكن السؤال هنا.. هل ما مازال الشباب يبحثون ويقبلون على برامج وأنشطة تساعدهم على تنمية مهاراتهم الشخصية؟، أم أن اتجاهاتهم اختلفت وأصبحت لديهم خيارات أخرى؛ استجابة لمتغيرات واقعهم؟ السطور التالية تحمل وجهات نظر وإجابات مختلفة عن هذا السؤال.
حرصت غيداء محمد، تخصص (اتصال جماهيري)، على الالتحاق بدورات تنمية المهارات في العطلة الصيفية قبل أن تصبح طالبة جامعية، واختلقت أولوياتها في إجازتها السنوية، توضحها، قائلة: منذ التحاقي بالجامعة تغيرت رؤيتي للعطلة الصيفية؛ حيث إنها أصبحت بالنسبة لي فرصة؛ للتخفيف من ضغط العام الدراسي، بالالتحاق بفصل دراسي صيفي، أو السفر إذا تمكنت من ذلك، وأفضل السفر للترويح عن نفسي؛ لأنني لا أستطيع القيام بأي نشاط ترفيهي خلال العام الدراسي؛ حيث إن الدراسة في قسم الاتصال الجماهيري تتطلب ممارسة عملية إلى جانب الدراسة النظرية على مدى العام الدراسي.
يستثمر أنس المنصوري، (علم اجتماع تطبيقي)، العطلة الصيفية في تنمية مهاراته الشخصية، يقول: اعتدت الالتحاق بأحد البرامج أو الدورات الصيفية التي تطرحها الجهات الحكومية والخاصة منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية، ولا يمكن أن تمر الإجازة الصيفية دون الحصول على فرصة تعليم أو تدريب في أي مجال من مجالات التنمية الذاتية أو اللغات أو برامج الحاسب الآلي، وفقاً لحاجتي منها، وفي حال لم أجد دورة مناسبة للالتحاق بها، أتوجه إلى إحدى المؤسسات الحكومية أو الخاصة؛ للحصول على فرصة تدريب صيفي في أحد مجالات العمل، التي تتناسب مع تخصصي الأكاديمي.
ترى دينا نبيل، (إرشاد تربوي)، أن الالتحاق بالدورات الصيفية لم يعد من الخيارات المفضلة لديهم كشباب، موضحة وجهة نظرها: قبل الالتحاق بالمرحلة الجامعية كان الكثير من الطلبة يلتحقون بدورات برامج الحاسب الآلي وتعلم اللغة الإنجليزية، ولكن اليوم أصبحت هذه المهارات تعد جزءاً من المنهاج الدراسي في المدارس والجامعات، وهذا لا ينفي بالتأكيد أهمية الدورات المتخصصة في هذه المجالات وغيرها من دورات وورش تنمية المهارات، ولكن بالنسبة لي لم أعد مقبلة على الدورات الصيفية، وأصبحت أفضل الاعتماد على نفسي في التخطيط والاستفادة من الإجازة الصيفية؛ حيث إنني أصبحت أحدد أهدافي مع بداية العطلة، وأضع برنامجاً يومياً؛ لتحقيق هذه الأهداف، وعادة ما ترتبط أهدافي بتخصيص وقت للقراءة، وممارسة الرياضة، والمشاركة في أعمال تطوعية لها صلة بمجال تخصصي.
يستثمر فيصل هشام، (هندسة مدنية)، إجازته الصيفية في تنمية مهاراته في التصوير والمونتاج، ويقول: قطعت شوطاً كبيراً في تعلم مهارات التصوير والمونتاج والإخراج؛ من خلال الاطلاع على دورس التصوير على قناة «اليوتيوب»، مما ساعدني على تطوير مهاراتي بالممارسة ودون اللجوء لدورات التصوير التي تطرحها المراكز المتخصصة في هذا المجال، وأعتقد أن المواقع الإلكترونية أصبحت خياراً عملياً؛ لاكتساب المهارات والخبرات وتنمية الذات.
أما ميثة المزروعي، (هندسة ميكانيكية)، فخيارها الأول في العطلة الصيفية هو البحث عن دورات تدريبية في مجال تخصصها، وفي حال لم تجد الفرصة المناسبة تبحث عن خيارات أخرى، توضحها: أن أستثمر الإجازة الصيفية في الحصول على تدريب عملي في الهندسة الميكانيكية، وخياري الثاني الذي لا يقل أهمية بالنسبة لي هو المشاركة في أعمال تطوعية؛ حيث إنني أحب التطوع؛ ولكن من الصعب علي المشاركة في أي واحد منها خلال العام الدراسي، وفي العطلة الماضية عملت متطوعة في تنظيم أنشطة نادي سيدات العين.
يفضل فارس المزروعي، (هندسة كهربائية)، السفر في الإجازة الصيفية؛ لأنه يؤمن أن من يشاهد كثيراً يتعلم كثيراً، يقول: السفر يخلق اهتمامات جديدة للإنسان، ويمنحه فرصة ليعتمد على نفسه ويتخذ قراراته ويحل مشاكله بعيداً عن أي تأثيرات أخرى، كما يزيد من قدرة الإنسان على التعامل مع التحديات التي تعترض طريقه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"