القافية حبيب

05:37 صباحا
قراءة دقيقتين

يبقى الشاعر أبداً في ذاكرة الثقافة من خلال أثره الذي لا يزول، يظل بيننا عبر قصائده، تستعيد الأذن صوره واستعاراته وكناياته، تستحضر مشاعرنا في المواقف المختلفة مفرداته وصياغاته وكلماته التي تمنحنا بعض العزاء أو السلوى، يلامس وجداننا برفق من خلال حس مرهف، يتماهى معنا، أو نتماهى معه، يصبح جزءاً من ذائقتنا.. في النهاية ندرك أن الشاعر لا يموت.
الشاعر هنا هو حبيب الصايغ، الذي فارقنا بجسده منذ أربعين يوما، ولكن طيفه يمكث معنا ليذكرنا بمبدع علامة، عاش بيننا، وامتد ظله العربي من الماء إلى الماء.
حبيب الصايغ أكثر من شاعر عابر، قصائده إضافة مهمة، أعلن عن نفسه بقوة منذ ديوانه الأول وكأنه كان يقول «أنا هنا»، وكتب كافة أشكال الشعر، وبالفعل تحولت أشعاره إلى قافية لافتة في ديوان العرب، ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد، بل جدد في القصيدة الإماراتية ومنحها الكثير.
حبيب الصايغ أكثر من شاعر، مارس الصحافة بشغف، وآمن بدور الكلمة وقدرتها على التأثير، وفي هذا المجال أيضاً كان يقول «أنا هنا»، وتحول إلى رقم صعب في بلاط صاحبة الجلالة.
حبيب الصايغ، أكثر من شاعر، أدرك مبكراً مسؤولية المثقف تجاه وطنه وأمته، اتسم بنشاط لا يهدأ، تولى مسؤولية اتحاد كتاب الإمارات، وبدأب ومن خلال العمل الجاد، تولى رئاسة اتحاد الكتاب العرب، وفي كل مناصبه أثبت جدارة ومهارة، ودفاعاً عن القضايا العاجلة والملحة.
في هذا الملف من «الخليج الثقافي»، نحتفي بالصايغ، نحاول أن نرد على أثر الشاعر «أنا هنا»، بالقول: «وستبقى بيننا»، فقد يغيب الجسد، ولكن الشاعر لا يموت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"