الكوليرا تجتاح بعض مناطق الخليج عامي 1821 و1865

نقلته السفن الشراعية من الهند
12:42 مساء
قراءة 10 دقائق

في أوائل القرن التاسع عشر، كان ميناء مسقط من أهم موانئ الخليج وأكبرها، وحلقة الوصل الرئيسة للخليج مع موانئ الهند وإيران وشرق آسيا . وكان الميناء يعج بالسفن التجارية القادمة والمغادرة بمختلف أنواع السلع، وفي مقابل هذه الإيجابيات، كانت هناك مخاطر كثيرة تجلبها تلك السفن أهمها الأمراض المعدية التي انتقلت مع بحارة السفن والمسافرين . وفي العشرينات من القرن التاسع عشر، انتشرت الكوليرا بشكل كبير ومفزع في معظم المدن العمانية، ومنها انتقلت إلى الموانئ الأخرى في الخليج، وكان الوباء قادماً من الهند التي أصيبت به، ونقلته بدورها بواسطة السفن التجارية إلى الخليج وأوروبا، فكيف حدث ذلك؟

ظهرت الكوليرا بشكل وبائي في الهند عام ،1817 ووصلت إلى بريطانيا عام ،1831 وعلى مدى القرن التاسع عشر، فقدت بريطانيا حوالي 130 ألف شخص من قاطنيها، وفقدت الهند خلال نفس القرن والربع الأول من القرن العشرين ما يزيد على 25 مليون شخص بنفس المرض . والكوليرا تنشأ عن بكتيريا من النوع الواوي تعيش في الماء، وتوجد عادة في الأمعاء البشرية عند شرب ماء يحتوي على مادة برازية بشرية ملوثة بالكوليرا، فمثلاً، يؤدي تناول سرطان البحر والمحار والبطيخ والفراولة والخضراوات وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على كميات من الماء الملوث بالبراز، أو أي طعام يكون الذباب حط عليه ببراز آدمي مصاب بالعدوى إلى إصابة جسد ضحية محتملة . ومن المعروف أن البكتيريا الواوية المسببة للمرض يمكنها العيش لأيام عدة في خزانات الماء مثل تلك التي تحمل على السفن التجارية أو عربات السكك الحديدية، ويمكنها العيش أسبوعين في الماء الدافئ داخل سنام جمل يحمل سلعاً متجهة من أفغانستان إلى إيران والعراق، وكان هذا هو المسار الذي سلكته الكوليرا عندما تركت الهند إلى مختلف الدول في عشرينات القرن التاسع عشر . والموت بالكوليرا أو كما يطلق عليها #187;ميتة الكلب#171; أو #187;الرعب الأزرق#171; من أبشع التجارب التي يبتلى بها أي شخص، والمرض يأتي فجأة بما يشبه ضربة مطرقة على الرأس، وتبدأ الأعراض بقيء مصحوب بإسهال من دون ضوابط يشبه ماء الأرز الذي يصفي الجسم من السوائل ويتركه جافاً، وعندما يصل الجفاف إلى مرحلة حرجة، تهز التشنجات كل عضلة في الجسم، ما يجعل الضحايا يتلوون ويصرخون من الألم، قد يكونون صغاراً ذوي سحر وجاذبية في الصباح، وليلاً يصبحون حطاماً ذابلاً بجلد أزرق داكن، وعيون غائرة، وأسنان ناتئة، ومن ينجو من المرض، يصاب عادة بندوب دائمة أو عرج أو إعاقة في الكلام . (1)

ظهرت الكوليرا الوبائية كظاهرة باتساع في جميع نطاق شبه القارة الهندية عام 1817 في شكل تفشيات بين الناس في منطقة البنغال في البداية، وفي العام نفسه انتقلت إلى وسط الهند، وأصابت أعداداً كبيرة من جيش شركة الهند الشرقية البريطانية التي كانت تحت قيادة اللورد هاستينجز الذي كتب في مذكراته وصفاً لما شاهده بين جنوده وبين الهنود، يقول #187;تفشى الوباء الذي تسبب بخسائر كبيرة في كلكتا والمقاطعات الجنوبية من الهند، معسكراتنا، إنها الكوليرا التي تظهر وقد أمسكت بالفرد من دون أن تكون ظهرت عليه أية أعراض سابقة للمرض، وإذا لم يتلق المصاب علاجاً فورياً، يموت بكل تأكيد خلال 4 إلى 5 ساعات#171; . وينتقل هاستينجز لوصف مشاهداته لما فعلته الكوليرا بالهنود في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1817 فيقول #187;كانت مسيرة الناس عبر نهر بوهوج رهيبة بالنسبة لتلك المخلوقات المسكينة التي تتساقط تحت الهجمات المفاجئة لهذا الوباء، لقد مات 500 شخص منذ غروب الأمس، (2) . هذا وصف لشاهد عيان رأى بنفسه ما قامت به الكوليرا من فتك بالهنود، هذا الوباء انتقل عن طريق السفن الشراعية العاملة بين الهند ومسقط إلى عمان، وانتشر فيما بعد في موانئ أخرى، ويبدو واضحاً من خلال التقارير البريطانية أن السفن الشراعية كانت الناقل الرئيس للوباء، ولحسن الحظ، فإن انتقال المرض لم يكن بنفس القوة في الصحارى، وإلا لأبيدت قرى وتجمعات قبلية بأكملها، وكانت مدن السواحل هي المتضرر الرئيس من الوباء، ولدينا تقرير مهم عن هذا الوباء وانتشاره في عمان، كتبه الكولونيل جايكار من القنصلية البريطانية، في مسقط بتاريخ 1 إبريل/نيسان ،1900 يقول جايكار #187;أثبتت الصحراء العربية الممتدة، التي تشكل واحداً من الحدود الطبيعية لعمان، وتعزلها واقعياً عن شبه الجزيرة العربية، أنها من دون شك بمثابة المانع الضخم الذي يحول دون انتشار أي مرض وبائي ناحيتها براً، أما بحراً والذي يمثل القناة الوحيدة تقريباً للاتصال مع دول العالم، فقد كانت السفن الشراعية وأنواع أخرى من القوارب، الوسيلة الرئيسة التي نقلت وباء الكوليرا لعمان، ما جعلها مسرحاً لثلاثة أوبئة عامة كبرى للكوليرا خلال القرن التاسع عشر، وحدث أول وباء خلاله عام ،1821 وواضح أنه كان من النوع الخبيث، فلا توجد معلومات عن مكان وكيفية وتوقيت دخول المرض للبلاد، ولكن مع انتشاره بشكل وبائي قرابة ذلك التوقيت في الهند، فالاحتمال الأرجح هو قدومه من هناك سواء مباشرة من مدينة بومباي أو عن طريق السند، وساحل مكران حيث توجد أماكن تفشى فيها المرض في تلك الأثناء، وفي مقال له عن الكوليرا بقاموس كوين الطبي، يقول ما كنمارا #187;تم انتقال المرض من بومباي عن طريق الخليج خلال عام 1820-،1821 وارتحل في اتجاه الشمال، إلا أنه لم يمتد إلى أوروبا#171; وبالإمكان استنتاج خطورة وخبث هذا الوباء من خلال عامل المفاجأة المذهلة التي تعاقبت بها حالات الوفاة، وهي التي ورد ذكرها على لسان إيثكن في كتابه #187;العلوم وممارسة الطب#171; حيث يقول: #187;عندما وصل وباء الكوليرا إلى مسقط، كانت هناك روايات عن حالات لقيت حتفها بعد انقضاء عشر دقائق فقط على ظهور نوبات المرض الواضحة#171;، ويصف محمد بن رزيق في كتابه #187;تاريخ الأئمة بعمان#171; والذي قام بترجمته ج . ب . بادجر هذا الوباء بقوله: #187;بعض ممن أصيبوا بالوباء ماتوا في الحال، وآخرون بعد انقضاء يومين أو ثلاثة، وعدد محدود للغاية هو الذي استمر على قيد الحياة، وهناك أعداد كبيرة في عمان سقطت ضحايا لهذا المرض#171; . والظاهر من تلك الروايات أن حالات الوفاة كانت بأعداد ضخمة، والظاهرة المناخية اللافتة في تلك الفترة تمثلت في الحر اللاهب، والقيظ الخانق بلا توقف، وهي حالة لم تكن طبيعية في هذا الوقت من السنة، ويروي الدكتور روزبنرجر في كتابه #187;حكايات لرحلة حول العالم خلال الأعوام 1835 و1836و 1837#171; قائلاً #187;في يونيو/حزيران ،1821 عندما قتلت الكوليرا 10 آلاف شخص من رعايا سلطان عمان، كانت الحرارة وقيظ الصيف شيئاً لا يطاق، وبدا كما لو أن الريح ترسل شواظاً من لهب، حتى إنه في منتصف الليل، كانت قراءة الترمومتر 104 درجات مئوية . (3)

الاجتياح الثاني

اجتاحت الكوليرا مسقط وبقية عمان مجدداً عام ،1865 والمصدر هو السفن التجارية مثلما حدث في وباء عام 1821 الذي راح ضحيته ما يقارب 10 آلاف شخص ففي يوم 20 مايو/أيار ،1865 بدأت أولى موجات الوباء بوصول أحد القوارب، ولكن هذه المرة من زنجبار وليس الهند، ومن خلال بحارة القارب المصابين والقادمين من مدينة لامو بزنجبار، انتشر الوباء في مسقط ومنها إلى بقية المدن، وكان القارب يقل 85 مسافراً عند مغادرته لامو، ولكنه وصل إلى مسقط ب35 مسافراً فقط، حيث لقي البقية حتفهم أثناء الرحلة . وعموماً فإن الوباء أصلاً كان قادماً من الهند عن طريق السفن إلى زنجبار حيث انتشر الوباء بقوة في الهند خلال عامي 1864-،1865 وبالتالي فإن السفن القادمة من الهند مباشرة إلى مسقط، كانت على ما يبدو تحمل مرضى إضافيين، وانتشر الوباء بسرعة كبيرة، وكان ضحاياه بنفس السرعة فبحلول يوم 20 يونيو/حزيران ،1865 كان عدد الموتى وصل إلى 600 شخص في مسقط وحدها، بينما تجاوزت الأعداد 1700 شخص في صور على الساحل، بعدها بدأ المرض في الامتداد إلى جهة الشمال والغرب، وإن كان واضحاً أنه لم يختف من مسقط حتى يوم 27 سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وتشير الوثائق البريطانية التي أكدت قدوم الوباء من الهند، إلى أن منشأ المرض هو مدينة كراتشي التي بدأ بها الوباء في بداية شهر مايو/أيار، ثم اشتدت حدة الوباء ووصلت إلى مستويات خطرة طوال شهرين، وبعدها دخل إلى جوادر في شهر أغسطس/آب، وخلال تلك الفترة التي بدأ فيها الوباء بالانتشار في عمان، وجهت السلطة البريطانية النصح للسلطات المحلية باتخاذ إجراءات صارمة لعدم السماح بانتشار الوباء أكثر من ذلك، ولم يوضح التقرير نوعية تلك الاجراءات، لكن على ما يبدو، هي عدم السماح للسفن القادمة من مناطق الوباء بالدخول لميناء مسقط، ولكن السلطات المحلية لم تتخذ اجراءات مناسبة وسريعة، ولم تتنبه لجسامة الخطر، وكما كان متوقعاً، سرعان ما بدأ المرض في الانتشار في الميناء البحري بمدينة مطرح في شهر سبتمبر/ أيلول . ويقول الوكيل السياسي البريطاني إنه رغم صعوبة تحديد بدء انتشار الوباء في مطرح خلال شهر سبتمبر، وصعوبة تحديد شكل العدوى القادمة إلا أنه يمكن الاستنتاج أن المرض ظل موجوداً لبضعة أيام وربما لبضعة أسابيع قبل أن يبدأ ضحاياه بالتساقط ومن ثم إحاطة السلطة البريطانية بالموضوع (4) ويثير الكولونيل جايكار الذي كتب التقرير مسألتين مهمتين واجهتا الانجليز حتى يمكن إيقاف الوباء أو على الأقل اتخاذ الاجراءات التي تحد من ضحاياه، الأولى #187;عدم وجود نظام يتيح الحصول على معلومات عن صحة المواطنين#171; ومعنى ذلك، عدم قدرة السلطات المحلية على تسجيل الحالات التي أصيبت بالمرض وأماكن تواجدها وتطور حالاتها الصحية، هذا الانعدام في المعلومات أوجد #187;صعوبات في اقتفاء وتتبع منشأ وتاريخ المرض الوبائي#171;، وتعليقاً على ذلك، فإنه حتى الآن لا توجد في معظم الدول العربية سجلات عن الأوبئة والأمراض المعدية أو الوراثية التي يصاب بها السكان، ولا حتى توثيق لأي أوبئة، أو غيرها تصيب بلداً ما في العالم العربي . المسألة الثانية التي أثارها كاتب التقرير هي كما يقول #187;المسلك العدواني للسكان أنفسهم تجاه أي استفسار عن هذا الموضوع#171;، وهذه مسألة مهمة، أيضاً، فربما إجراءات الحجر الصحي التي بدئ في تطبيقها أخافت الكثيرين من حجز المصابين عن أهاليهم وبالتالي ونتيجة القصور في فهم هذه الاجراءات يزيد انتشار الوباء بين السكان، ويلقى الكثيرون حتفهم نتيجة سوء التصرف#171; . وينتقل التقرير بعد ذلك ليحدثنا عن بداية الوباء في مدينة مطرح فيقول #187;بدأ الوباء بإحدى ضواحي مدينة مطرح والتي يسكنها أغلبية من البلوش القادمين من مكران، وتم التحقق من أن مصدر الوباء الرئيس هم مسافرون من البلوش قادمون من منطقة جوادر في بلوسشتان أو مدينة كراتشي، وبما أنه في تلك الفترة لم تصل أي سفن تجارية أو (المقصود هنا السفن المحلية الخشبية ذات الأشرعة التي تتاجر بين موانئ المنطقة) من كلتا المنطقتين جوادر وكراتشي، فالاحتمال الأكبر أن هؤلاء المسافرين قدموا على متن إحدى سفن البريد (وهنا يجب أن نوضح أيضاً أن السفن التي كانت تنقل البريد في تلك الفترة هي السفن التجارية البريطانية التي دخلت للخدمة في الخليج اعتباراً من عام 1862)#171; . ويكمل جايكار تقريره قائلاً: #187;جميع ترتيبات الحجر الصحي قد جرى تعليقها في مسقط خلال الفترة من 15 يوليو/تموز إلى 16 أغسطس/آب 1865 بحيث إن المسافرين الذين وصلوا خلال تلك الفترة لم يتعرضوا لأي تفتيش رسمي أو قيود كان المفروض أن تتم في ظروف كهذه#171; (5) . سنتوقف قليلاً قبل الانتقال للفقرة التالية من التقرير، ونرى ما هي إجراءات الحجر الصحي التي اتخذت، ولماذا تم تعليقها؟، لم يشر التقرير إلى اجراءات حجر صحي قامت بها السلطة البريطانية المهيمنة على المنطقة في تلك الفترة، وهو ما كان مفترضاً أن يتم لاعتبارات كثيرة منها أن انتشار وباء ما في منطقة تخضع للسلطة البريطانية يعتبر كارثة كبرى، خاصة أن ضحايا الوباء عام 1821 في عمان وصل إلى 10 آلاف شخص وهو عدد كبير جداً في منطقة محدودة السكان، إضافة إلى ذلك أن السلطة المحلية، سواء في عمان أو غيرها من دول الخليج، في تلك الفترة لم تكن تملك الإمكانات والخبرة التي تؤهلها لاتخاذ إجراءات صحية لحماية السكان، وتعتمد الأمور في تلك الحالات على الاجتهادات الشخصية، وأكبر دليل على ذلك هو قيام السلطات المحلية بتعليق ترتيبات الحجر الصحي خلال الفترة من 15 يوليو/تموز إلى 16 أغسطس/آب اعتقاداً منها أن الوباء قد توقف، وبالتأكيد كانت إجراءات الحجر الصحي بدائية، وربما تقتصر على وجود غرفة لحجز المرضى لعدم وجود مستشفيات في تلك الفترة، وما يؤكد عدم قيام الانجليز باتخاذ اجراءات حجر صحي أو المشاركة في ذلك، أن لوريمر لم يذكر في دليله أي اجراءات بريطانية من هذا النوع في مسقط عام ،1865 عند حديثه عن الأوبئة في منطقة الخليج في تلك الفترة، وكل ما ذكره هو الإجراءات التي قام بها الأتراك بإنشائهم محطة للحجر الصحي في منطقة الفاو في العراق عام 1865 عندما وصل الوباء إلى هناك .

دول أخرى

يرجع لوريمر بدايات وباء الكوليرا في الهند إلى القرن الثامن عشر وربما قبل ذلك، ويعتبر أن وباء عام 1817 الذي سبق ذكره واجتاح طول القارة الهندية وعرضها لأكثر من ثلاث سنوات بدأ أساساً من مدينة جيسور بالبنغال، ثم انتقل إلى سيلان وغيرها من جزر البحار الهندية، وعندما انتقل الوباء إلى عمان عام ،1821 هاجم في ما بعد كثيراً من موانئ الخليج التي كانت تصل إليها السفن العُمانية، فقد انتقل إلى البحرين، ومدن الساحل الفارسي التي كانت تقطنها قبائل عربية، والعراق بشكل وباء فتّاك، ومع حلول عام ،1823 كان انتشر في آسيا الصغرى وروسيا الآسيوية عبر فارس، ثم تلاشى الوباء تدريجياً، إلا في الهند، حيث كان يحدث تفجرات جديدة باستمرار، وسبق أن ذكرنا الوبائين الكبيرين اللذين اجتاحا عمان عامي 1821 و،1865 ولكن عمان لم يصلها بين هذين التاريخين أي وباء للكوليرا بعكس المناطق الأخرى من الخليج، ففي عام 1831 ظهر الوباء مجدداً في بلاد فارس وعلى بحر قزوين لينتشر هناك عبر روسيا وأوروبا الشمالية والوسطى، وتفشى للمرة الأولى في إقليم الحجاز في شبه الجزيرة العربية، وتفشى مرة أخرى عام 1841 في الهند ليصل إلى العراق، وابتليت مدينة بوشهر الإيرانية بهذا الوباء عام ،1851 ولكن وباء عام 1865 الذي انتقل من الهند إلى مسقط أحدث فوضى واضطراباً كبيراً في الخليج، وأصيبت به بعض مدن الساحل الفارسي كما امتدت آثاره على طول ساحل مكران إلى ميناب وبندر عباس وجزيرة قشم ولنخة، وفي تلك الفترة، كان هناك مجرى منفصل للعدوى منبعه الحجاز عبر شبه الجزيرة العربية وانتشر في مدينتي عنيزة والدرعية السعوديتين ثم وصل بعد ذلك إلى منطقة الجهراء بالكويت حيث تفشى في مخيمات قبائل مطير وبني خالد، ونجت مدينة الكويت نفسها التي تبعد عن الجهراء بعدة كيلومترات، من الوباء، لكنه ظهر في 25 و26 أغسطس/آب 1865 في أرض الدواسر على شط العرب، وظهر في الثامن من سبتمبر/أيلول في البصرة، وفي خريف عام 1866 وصل إلى بغداد . وللحديث بقية.

هوامش

(1) شلدون واتس، الأوبئة والتاريخ، المرض والقوة والإمبريالية، ترجمة: أحمد محمود عبدالجواد، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط ،1 ،2010 ص397

(2) المرجع السابق، ص 415

(3) A . S . G . Jayakar,Lient-col, Maskat lst Aprit,1900, Report on the Recent Epidemic of cholera in Maskat and Matrah,

with a few General Remarks On the Epidemic in Oman, Administrat, on Report For Mashat For the Year 1899-1900,

The Persian Guy Administration Reparts, vo1 .1, PP . 23-31

(4) Ibid

(5) Ibid

(6) لوريمر، السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية، الجزء الأول، تاريخ المجلد العاشر، ص 35

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"