بني سويف..متحف مفتوح على الحضارات

تضم آثاراً من عصور مختلفة
01:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة: عيد عبد الحليم

«بني سويف» من أهم المحافظات المصرية، التي تحتوي على مجموعة نادرة من الآثار من عصور مختلفة، بداية من الفرعوني، مروراً بالقبطي، والإسلامي، ما يجعلها أشبه بمتحف مفتوح على حضارات وأزمنة مختلفة، شاهدة على تميز العمارة وجمالياتها في تلك العصور، كما أنها تحتوي على مناطق متعددة جاذبة للسياحة بأنواعها المختلفة.
ويعد هرم ميدوم، أشهر المعالم الأثرية الفرعونية في محافظة بني سويف، وأنشأه الملك «سنفرو»، في الأسرة الرابعة عام 2620 قبل الميلاد، وهو مكون من مصاطب عدة، وهو من أوائل الأهرام المدرجة في مصر، فشكله الحالي مكون من ثلاث مصاطب، ويقع في قرية ميدوم بمركز الواسطى، ويقال إن الملك «خوني»، بدأ ببنائه، ثم أكمل البناء «سنفرو»، الذي يطلق عليه الآثاريون «أعظم البنائيين القدماء». ويتميز الهرم بشكله المعماري الخاص، فهو يختلف عن الهرم المدرج الذي بناه الملك «زوسر» في سقارة، فهرم «ميدوم»، يظهر في الصحراء على شكل مكعب ضخم، مكون من ثلاث درجات، في شكل يقترب من متحف مفتوح على الحضارات قليلاً من أهرام الجيزة الثلاثة.
ويصل ارتفاع الهرم إلى 45 متراً، ويقع مدخله على ارتفاع 20 متراً من الأرض، ويؤدي إلى ممر طوله 57 متراً، ثم «حجرة الدفن»، وفي الناحية الشرقية منه يوجد «المعبد الجنائزي»، ويعرف الطراز المعماري لهذا الهرم باسم «الهرم ذو الطبقات»، وقد بني من الحجر الجيري.

مقبرة نفر ماعت

توجد في بني سويف، مجموعة من الآثار الفرعونية، منها مقبرة نفر ماعت، التي وجد فيها الرسم الشهير الذي عرف فيما بعد باسم لوحة «أوزميدوم»، وهي جدارية ضخمة استخدمت فيها ألوان طبيعية، مثل الأبيض المأخوذ من الحجر الجيري، والأحمر المأخوذ من أوكسيد الحديد، والجدارية تصور ثلاثة أزواج من الإوز، ترعى في الحشائش، في لوحة تعبيرية فائقة الجمال. وهناك أيضاً مجموعة من الآثار القبطية من عصور مختلفة، من أشهرها «دير الحمام»، وهو أقدم الأديرة الموجودة في المحافظة، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الرابع الميلادي، ومازال حتى الآن يحتفظ بأسواره الأثرية. ويقع الدير غربي منطقة «اللاهون»، وقرية «الحمام»، على طريق مدينة «الواسطى»، وسميت القرية بالحمام، لكثرة الحمام الذي يحوم حول الدير، وكان الدير وقت بنائه عبارة عن كنيسة صغيرة في الجبل تحمل اسم «الأنبا إسحاق»، الذي توفي عام 346 ميلادية.
ويوجد في المحافظة، أيضاً، كنيسة السيدة العذراء بقرية بياض العرب شرق النيل، ودير مار جرجس سدمنت الجبل، وعثر في قرية «المضل»، وهي قرية صغيرة تقع في حضن الجبل الشرقي على الضفة الشرقية لنهر النيل تجاه مدينة بني سويف، على مقبرة صغيرة فيها مومياء لطفلة صغيرة، وجد تحت رأسها مخطوط كامل بالخط القبطي مكتوب على جلد غزال، وعند ترجمته، تأكد أنه «مزامير النبي داود»، وهذا المخطوط محفوظ حالياً في المتحف القبطي، كما توجد في مراكز المحافظة المختلفة أديرة عدة، منها، دير الأنباء بولا، ودير القديس أنطونيوس.

عمارة إسلامية

تتعدد الآثار الإسلامية في بني سويف، ومن أهمها مسجد السيدة حورية، الذي يعد أشهر المساجد الإسلامية فيها، ويحتوي على ضريح ومقام السيدة حورية، إحدى حفيدات الإمام الحسين بن علي، رضي الله عنه. ويتميز المقام بجماليات معمارية خاصة، فهو تحفة مصنوعة من الأرابيسك المحفوظ عليه نسب السيدة حورية، الذي ينتهي بالحسين بن علي، كما توجد في بني سويف مقبرة الخليفة الأموي مروان بن محمد، صاحب الإبريق الشهير الموجود في المتحف الإسلامي بالقاهرة، ومسجد الغمراوي الذي أنشأه مصطفى كامل الغمراوي، أحد أثرياء المدينة في القرن التاسع عشر، وتحديداً عام 1896، ويضم صحناً كبيراً، ومنبراً خشبياً على الطراز العثماني. أما مسجد الديري، فبناه همام بن درويش الديري عام 1327 ويتميز بأعمدته الرخامية التي جُلبت من إيطاليا، كما يتميز بقبلة التي هي عبارة عن حنية دائرية يكتنفها عمودان من الرخام، أما واجهة القبلة فمزخرفة بزخارف نباتية وهندسية مذهبة، وهناك أيضا مسجد عوض عريان المهدي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"