تزيين وتعديل السيارات.. هواية وتحدٍ

تستقطب العديد من الشباب والفتيات
03:37 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: مها عادل

تبدو بعض الهوايات غريبة أو مكلفة إلا أنها ليست كذلك بالنسبة لأصحابها، الذين يضحون بالوقت والجهد والمال لإشباعها، وشحن أرواحهم بالطاقة الإيجابية التي تطلقها فيهم، بل إن البعض قد يطور من الهواية لتصبح حرفته، ووسيلته لتحقيق مستقبل أفضل. ومن الهوايات المنتشرة بين الكثير من الشباب والفتيات بالإمارات، هواية تزيين السيارات أو تعديلها وإكسابها طابعاً شخصياً مبتكراً يعبر عن ميول مالكيها وشخصيتهم.
يطلعنا سالم أحمد السويدي - طالب بكلية التقنية العليا بدبي تخصص إعلام، رئيس مجلس الطلاب ونائب مدير نادي للسيارات بالإمارات عن بداية شغفه بالسيارات، ويقول: «هواية تزيين السيارات مصدر متعة وبهجة في حياتي، وتعرفت من خلالها إلى أشخاص أصحاب خبرة في هذا المجال. وقادني إخلاصي لهوايتي لحصد عدة جوائز، منها جائزة أفضل شكل خارجي للسيارة في الشرق الأوسط من شركة فورد العالمية، كما حصلت على المركز الثاني بمسابقة «الكاستوم شو»بأبو ظبي. وتقترن هذه الهواية بمرحلة الشباب، لأنها تشغل أوقات فراغنا وتمنحنا فرصة للإبداع والتميز والابتكار‏.

شغف شخصي

ناصر رمضان السبع، شاب إماراتي في الخامسة والعشرين من العمر، يعمل مهندس آلات دقيقة في قطاع البترول بشركة أدنوك، يقول:« بدأ اهتمامي بالسيارات منذ طفولتي المبكرة، وأكثر الألعاب الإلكترونية والمجسمات التي كنت أقتنيها في طفولتي كانت سيارات، والآن أصبحت السيارات شغفاً شخصياً، حيث أمتلك 3 سيارات معدلة بشكل كامل، ورغم أنه لا يوجد رابط ما بين تعديل وتزيين السيارات ومجال عملي، لكني كمهندس آلات دقيقة اكتسبت خبرة في معرفة الأجهزة الحديثة والأفضل للاستخدام، والتي توفر معايير الأمان».
وعن المسابقات التي شارك فيها يقول السبع: «الحمد لله شاركت في عدد كبير منها وحصدت جوائز في أغلب المسابقات وأهمها كانت المركز الأول في معرض أبوظبي كاستم شو، الذي يعتبر الأكبر في الإمارات والشرق الأوسط، وكان فوزي بجائزة أفضل سيارة رياضية».
وعن خفايا هذه الهواية يقول: «تعديل السيارات بحر ماله نهاية، فهناك من يهتم بزيادة قوة السيارة أو بتعديل الشكل الخارجي ولكن قبل تعديل أي سيارة لابد من التعرف إلى الأشياء الممنوعة والمسموحة لتفادي المخالفات المرورية أو تفادي صعوبة تجديد السيارة سنوياً فعلى سبيل المثال تغيير اللون يحتاج إلى إذن مسبق من إدارة الترخيص، وإضافة صوت للسيارة يجب ألا يتعدى نسبة 95 ديسبيل، وهكذا فالأفضل أن يتجه كل شخص لإدارة المرور لمعرفة القواعد التي تحكم عملية التعديل قبل أن يبدأ فيها».
أما محمد حسن الياسي، مراسل ومقدم البرامج في هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، فيقول: «أمتلك أكثر من 4000 مجسم للسيارة على الإنترنت،وأصبحت مولعاً بالسيارات وتفاصيلها وتحديداً المعدلة منها. واليوم أمتلك موقعي الخاص بتصوير السيارات وأهتم كثيراً بأفكار تعديل السيارات».
ويؤكد خالد مطر الفلاسي من دبي اهتمامه بتزيين السيارات، ويقول: «تعديل السيارة يجب أن يكون له هدف ويتبع أفكاراً مميزة ومختلفة وغير مكررة، فالابتكار والتفرد أساس تزيين السيارات، ولا أحب التقليد وتكرار الأفكار، فيجب أن تعبر سيارتي عن ذوقي واحتياجاتي. وشاركت بعدة معارض ومسابقات مثل كاستوم سيتي ووك، وكاستوم شو العين، كما شاركت مع نادي السيارات الكلاسيكية بالشارقة بعدة فعاليات، وأطمح في المشاركة في كاستوم شو أبوظبي».

خيال وابتكار

يوضح عبد الله عبد الكريم محترف تعديل السيارات داخلياً وخارجياً: أعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات، ولم أتوقف عن القراءة والاطلاع لزيادة مخزوني الثقافي في مجال الرسم، فتنفيذ التصميمات التي تغير شكل سيارة يحتاج إلى كثير من الخيال والابتكار، وفي بعض الأحيان يطلب أحد الشباب أن أرسم على السيارة، شخصية خيالية معينة أو أزخرفها بطريقة خاصة، أو أن أقوم بعمل تعديل يسمح بزيادة كفاءة السيارة والموتور واستغلال مساحات السيارة الداخلية، ليناسب احتياجات مالكها، وفي كل الأحوال تكون البداية محاولة الاقتراب من شخصية صاحب السيارة وذوقه وثقافته، ومحاولة تحويل السيارة إلى انعكاس لهذه الشخصية.
وعن أهم أسباب اهتمام الشباب بتعديل وزخرفة سيارتهم يشير عبد الكريم إلى أن هناك أسباب كثيرة تدفع الشباب لتغيير شكل أوتعديل مواصفات السيارة أهمها البحث عن التميز وإضفاء الطابع الشخصي على السيارة، أو كأن يختار الشاب لوناً مميزاً أو شكلاً غير تقليدي أو رسماً معيناً يمثل شخصية خيالية يحبها وهكذا. وفي كل مرة، ومع كل رغبة في تعديل شكل السيارة يتم البحث عن سمات الشخصية، وكيفية تنفيذ الشكل المطلوب بمهارة واحترافية ودقة.

الفتيات يتألقن

الفتيات أيضاً نصيب من المشاركة في هواية تزيين وتعديل السيارات، وتقول شوق جاسم الحمادي، الحاصلة على بكالوريوس مختبرات طبية وماجستير إدارة أعمال تنفيذية: حبي للسيارات بدأ منذ الصغر وكان لدي الفضول لمعرفة طريقة عمل السيارات ومحركاتها، وتعمقت كثيراً في تثقيف نفسي في هذا المجال، وبدأ شغفي بتعديل شكل السيارات خارجياً منذ أول يوم لي بعد انضمامي لنادي السيارات في سنة 2014.وشاركت في الكثير من المعارض والمسابقات. وأقوم بتعديلات مطابقة لقانون المرور في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"