حملات ترتقي بالصحة والسلامة

13:10 مساء
قراءة 14 دقيقة

تشهد المدارس والجامعات والمراكز التجارية وجهات أخرى على مدار العام حملات تنظمها مؤسسات عدة لتوعية المستهدفين بأمور كثيرة منها ما هو متعلق بالصحة أو السلامة أو مواجهة الكوارث أو البيئة . ويؤكد كثير من المستهدفين بهذه الحملات أنها أحدثت فارقاً في حياتهم وأزالت كثيراً من الممارسات السلبية، وأضافت إليهم معلومات مهمة . ورغم ذلك، هناك من يرى أن هذه الحملات بحاجة إلى تنظيم ومزيد من التنسيق بين الجهات المنفذة لها حتى لا تتشتت الجهود .

تعزز المفاهيم الصحية وتساعد على مواجهة الطوارئ

توعية الطلاب دروس مجانية

لتعزيز المفاهيم الصحية والمجتمعية تسعى الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة إلى تنظيم العديد منها داخل المدارس لتوعية الأطفال والشباب والمعلمين، ما يعزز الخطوات الرسمية لرفع مستوى الوعي لديهم، في ما يتعلق بمواجهة أي طارئ على مستوى الأمن والبيئة والصحة، كما أن هناك حملات لها أهداف وطنية مثل صون الآثار والحفاظ على اللغة العربية .

يرى محمد حسن، طالب بمدرسة العالم الجديد للتعليم الثانوي في دبي أن نظرته المليئة بالخوف إلى الحريق تغيرت تماماً، خصوصاً بعد حضوره الحريق الوهمي الذي أقامه الدفاع المدني في مدرسته مؤخراً بحضور العديد من الخبراء في مجال الإطفاء . ويوضح أنه تعلم كيفية الهروب المنظم من دون إحداث ضجيج وفوضى، لأن المخارج ضيقة، ولابد من أن يوفر الجميع الأمان الذي لا يكون إلا عن طريق الخروج المنظم، مشيراً إلى تدربه أيضاً على مساعدة الآخرين إذا كانوا مصابين جراء تعرضهم للحريق الذي يتطلب التفكير السريع والعمل الجماعي لمواجهته .

وتؤكد زميلته دانا مجد أنها تدربت على كيفية إسعاف أي شخص تعرض للإصابة في الحريق عن طريق إشعال النار بشكل حقيقي وكيفية السيطرة عليها، وطريقة استخدام الطفاية الخاصة بالحريق، وأنواعها . وتوضح أن كل ذلك لا يكون إلا بالتعاون والعمل الجماعي المنظم، وطريقة استخدام المخارج التي غالباً ما تكون ضيقة، إضافة إلى طريقة حمل الطفاية واستخدامها .

وأضافت أنها لأول مرة تعلمت طريقة تمييز جرس الحريق الذي يختلف عن الأجراس الأخرى التي تعرفها، مشيرة إلى أنها عرفت كيف تتعامل مع الشخص المحترق، بألا ترفع عنه الغطاء مع ضرورة مساعدته، وأن الإسعافات الأولية لابد من أن تستخدمها فوراً لحين وصول الضحية إلى المستشفى بطريقة شجاعة، لا تكون قريبة من الذعر الشديد الذي كانت تعرفه من قبل لدرجة أنها كانت تبكي أحياناً .

وتقول تغريد إحسان، طالبة بالمرحلة الثانوية، إن حملات للتوعية الصحية أقيمت في المدرسة منذ فترة وتواجد فيها خبراء من وزارة الصحة ودعوهم إلى الالتزام بالمعايير الصحية في النظافة وتناول الطعام الصحي، والتأكد من تواريخ الإنتاج وعدم التعامل مع الباعة الجائلين، الذين لا يخضعون لأي رقابة صحية، إضافة إلى غسل اليدين قبل تناول الطعام مع الاهتمام بنظافة الأسنان بعد كل وجبة لأن الأمراض دائماً مصدرها عدم الاهتمام بالنظافة .

وعن التوعية البيئية، يؤكد مجد محمد، طالب بمدرسة الحكمة في عجمان أنه أول مرة يعرف أن البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء وكائنات حية وجمادات، وأنها المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته ونشاطه المختلف، وأن لها نظاماً دقيقاً ومتوازناً، ومظاهر عديدة لم يكن يعرفها رغم أنه يعيش فيها .

ويوضح أن تلك المعلومات أضيف إليها معلومات أخرى خطيرة وهي وجود تلوث ناجم عن ثاني أكسيد الكربون ومصدره الاحتراق الناتج من السيارات والآلات الصناعية، إضافة إلى أكسيد الكربون، والشوائب والأبخرة، والتجارب النووية والضوضاء، والعواصف والزلازل والبراكين .

ولفت إلى ضرورة تطبيق القواعد التي تعلمها للحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه سواء كان بيتاً أم مدرسة، وتجنب الضوضاء، وضرورة زراعة الأشجار، والتخلص من القمامة بطريقة سليمة لمنع انتشار الأمراض ونقل العدوى، والتخلص من النفايات الصلبة كالأوراق والصناديق والحرص في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامها .

ويقول محمد الخميري، طالب بمدرسة العروبة الثانوية في الشارقة إنه حضر العديد من حملات الإسعافات الأولية التي أقيمت في مدرسته وتعرف على كيفية المواجهة السريعة في حالات الخطر كالحريق وحوادث الطرق، لحين وصول المصاب إلى أقرب مستشفى . ويلفت إلى أن الخبرة الآن في هذه المجالات جعلته قادراً على تعليمها للآخرين خاصة في حالات الحريق التي غالباً ما تحدث نتيجة ماس كهربائي أو إهمال غير متعمد، كما أوضح لهم خبير مدني في إحدى المحاضرات النظرية والعملية التي أذهلته هو وزملاءه، ومعلميه أيضاً .

ولفت محمد أحمد محمود، طالب بمدرسة ابن الهيثم للتعليم الأساسي في عجمان، إلى أنه تعرف من خلال حملات التوعية الصحية على ضرورة الاهتمام بنظافة المكان الذي يعيش فيه، وأن يختار الطعام الصحي البعيد عن الدهون الحيوانية حتى لا يمرض مع عدم الابتعاد عنها وتناولها على فترات متباعدة وبكميات قليلة . ويشير إلى أنه أصبح يكثر من الدهون النباتية،، ويتناول الفواكه والخضراوات .

وأوضح أحمد حسن، طالب بمدرسة الوحدة في الشارقة، أنه استمتع بحملة التوعية الأثرية التي تعرف من خلالها على الآثار الإماراتية وأهميتها، مشيراً إلى أنه كان قبل ذلك لا يعرف عنها أي شيء .

آلاء أشرف الطلبة بمدرسة العالم الجديد في دبي، رغم حضورها العديد من حملات التوعية التي تقيمها المؤسسات في مدرستها بين الحين والآخر، لم تتحدث إلا عن حملات اللغة العربية التي جعلتها تتيقن من أنها تشبه الدم الذي يسري في العروق، وكلما كان سليماً وخالياً من الأمراض صار الجسم معافى وصحيح البنية . كما تعلمت أن اللغة العربية تحيا وتتطور كلما كان الحوار بها والسعي إلى نشرها عن طريق التمسك بها والمحافظة عليها، موضحة أنها تعلمت البحث عن كنوزها وآثارها، وأن التأليف بها يعطيها دفعاً إلى الأمام .

ويشير إبراهيم محمد عبدالله، مساعد مدير مدرسة خالد بن محمد الثانوية في الشارقة، إلى ضرورة زيادة هذه الحملات لأنها تزيد وعي الطلاب، وأن تكون تلك الحملات عن طريق المؤسسات الحكومية والخاصة كافة، وأن تكون برامجها محددة كل سنة .

ويلفت إلى ضرورة أن يقوم المجلس الوطني للسياحة والآثار بتكثيف حملاته الخاصة بالتوعية بالآثار على مدارس الدولة، وأن يخرج منها إلى الندوات العامة لزرع قيمة وأهمية الآثار في توعية الحس الوطني بين الناس وتعريفهم بأهمية وطرق الحفاظ عليها .

ويؤكد وليد المغربي، مدرس بمنطقة عجمان التعليمية أن حملات النقل الآمن التي تقيمها وزارة الداخلية للطلبة، ناجحة حتى على مستوى الكبار سواء كانوا مدرسين أم مديري مدارس، لأنها تهدف إلى تحقيق السلامة المرورية، من أجل بلوغ أعلى نسبة، لأنها تبدأ بالطلاب ورفع ثقافتهم المرورية . ويشير إلى أن الطلاب والمدرسين دائما ينظرون بعقلانية شديدة إلى مثل هذه الحملات التي يرونها حامية لهم من الوقوع في الحوادث المرورية .

وقالت منى أبوزيد، مدرسة في مدرسة بنت الشاطئ للتعليم الأساسي في فلج المعلا إن كافة الحملات دائماً لها أهداف تكون محددة من خلال الاتفاق بين المدرسة والجهة المنظمة للحملة، سواء كانت حكومية أم خاصة، مشيرة إلى أن أهم الحملات التي يراها الطلاب مفيدة لهم هي الحملات المرورية والصحية والبيئية.

وأشارت زميلتها منال محمود إلى أنهم يستفيدون أيضاً من تلك الحملات المستمرة والمنظمة خصوصاً الحملات الخاصة بالتوعية الصحية التي يصاحبها أطباء في المجالات كافة ليحاضروا الطلاب والمعلمين ويعلموهم كيفية المحافظة على صحتهم من خلال التوعية بالنظافة الشخصية، والاهتمام بنظافة المكان الذي تكون فيه الحياة سواء كان بيتاً أم مدرسة أم في الشارع، وتوضح أن الجهات الحكومية والخاصة لا تألو جهداً في إقامة مثل هذه الحملات .

* * *

رسخت الوعي بالصحة والبيئة والمرور

السلوكيات الخاطئة تتراجع أمام الحملات

أهداف عديدة تسعى الحملات المتعددة والمتنوعة إلى تحقيقها بالتوجه إلى الفئات التي تستهدفها، سواء كانوا صغاراً في مدارس أو كباراً، لتنمية الوعي الثقافي البيئي والصحي والمروري، وكيفية مواجهة الطوارئ، سواء من خلال الحرائق أو الكوارث الطبيعية وعن أثر هذه الحملات على المستهدفين، وما تقدمه لهم من معلومات نظرية أو علمية، التقينا العديد من المسؤولين والموظفين .

يهتم محمد إسماعيل، مدرس لغة عربية في الشارقة، بالحملات المرورية لدرجة أنه يتابعها في النشرات المعلنة في الصحف والتلفزيونات، لأنها تركز على السلوكيات المرفوضة أثناء قيادة السيارات، ما يؤدي إلى حماية الأسرة وأفرادها من المآسي التي تنتج جراء عدم الالتزم بالسلامة على الطريق . ويلفت إلى أن أهم ما في تلك الحملات التركيز على السلامة المرورية الخاصة بالطلاب أثناء استخدامهم للحافلات المدرسية خلال الصعود والهبوط، وكيفية استخدامها، ما رسخ لديهم مفاهيم كثيرة تتطور في النهاية إلى الحذر وقت قيامهم بقيادة سياراتهم الخاصة مستقبلاً . وأضاف: اللقطات المصورة التي يتم بثها في برامج التوعية المباشرة وغير المباشرة حول ضرورة الالتزام بالقوانين قبل قيادة السيارات أدت إلى الإدراك بأهمية مقاعد الأمان للأطفال في السيارات، وعدم استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة . ويشير إلى أنه ما زال يذكر برنامج لحظة من التهور . . حياة من الندم التي أطلقتها المبادرة الوطنية للتوعية العامة بالسلامة المرورية في مؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، لأنه من البرامج التي تماشت شعاراتها مع ما يحدث في الواقع المملوء بالسلوكيات الخاطئة، التي بدأت تتراجع، بدليل أن الحوادث على الطرق قلت .

ويؤكد إسلام الشيوي، الموظف في الأمانة العامة للمجلس الاستشاري بالشارقة، حرصه على متابعة حملات التوعية في المجال الصحي، بسبب الاكتشافات العديدة في هذا المجال، التي تطالعنا بها يومياً الجهات المختصة، من خلال تنظيمها للحملات المعروفة، والتي أصبحنا على دراية كاملة بها . ويدلل على ذلك بحملة التوعية بأنواع السرطان، ومنها سرطان الثدي، والبروستاتا، وهي حملات مهمة جداً، لكنها غير منظمة في معظمها، حسب رأيه، فهناك تداخل ما بين حملات السمنة، وحملات التطعيم ضد شلل الأطفال، ويقام في الأسبوع الواحد أكثر من حملة، ما يؤدي إلى تشتيت الناس .

وأضاف: رغم أن هذه الحملات ظاهرة صحية، ومظهر من مظاهر الرقي، فإنها بحاجة إلى التنسيق والتنظيم حتى تتكامل أهدافها، بجانب أهمية الوصول إلى شرائح المجتمع كافة عبر وسيلة المباشرة في التوعية .

ولفت معتز أحمد، مدرس، إلى أن لتلك الحملات أثرها مباشر في الجميع سواء كانوا طلاباً أو غيرهم، لدرجة أن الناس أصبحت تعرف مواعيد هذه الحملات التي ارتبطت بشهور معينة خاصة في فصل الصيف الذي يبدأ الجميع فيه يردد خطورة التعرض للشمس خلال ساعات معينة، وأن التعرض لها يسبب السرطانات وأحياناً الوفاة .

ويرى أن هذه الحملات جيدة وتجذب إليها الفئات المستهدفة، وأوضح أن أولاده وطلابه في المدرسة، وهو شخصياً، تعلموا واطلعوا على أشياء صحية ومرورية، لم تكن لديهم دراية بها من قبل .

ويختلف علاء الدين أحمد اختصاصي اجتماعي مع هذه الآراء، مؤكداً أنه ليس ضد هذه الحملات، لكنه يطالب بأن يكون المشارك فيها مؤهلاً تربوياً حتى يستطيع التعامل مع الطلاب أو بقية أفراد المجتمع، لأنه إذا افتقد عنصر الجذب لهؤلاء، فإن الأمر يتحول إلى إجراء روتيني .

ويؤكد أنه رغم ذلك لا ينكر أن هذه الحملات ناجحة ومؤثرة في الطلاب والناس العاديين، سواء كانت في مجال السلامة المرورية، أو التوعية الصحية بدليل أن أولاده وهم طلاب في المرحلتين التأسيسية والثانوية، باتوا لا يقربون الطعام إلا بعد غسل أيديهم بالصابون وأحياناً يرفضون تناول الوجبات المطهوة بالسمن والمقليات، ويتناولونها مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى أنهم بعد أن كانوا يعيشون على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، أصبحوا لا يقربونها ويضحكون من الذين يتناولونها ويصرون على تقديم النصح لهم . ويلفت إلى أنهم ذهبوا إلى أكثر من ذلك فأصبحوا يشترون الكتب المتخصصة في المجال الصحي والبيئي، وعرجوا على كتب تعتمد أفكارها على كيفية تقديم الخدمات للناس ومساعدتهم، خصوصاً ذوي الاحتياجات وكبار السن، بالإضافة إلى أن ابنه الذي يدرس في الصف السابع بات يتحدث مع أصدقائه عن أهمية حملات التوعية .

هدى العوضي، ممرضة صحة مدرسية بوزارة الصحة، تشير إلى أنهم في المدارس يعملون من خلال مشروعات صحية تثقيفية، وهي حملات يتفرع منها مجالات عدة، من بيئة وصحة ومرور، وأن مدارس الدولة كافة تسعى للحضور من خلال هذه الحملات، التي باتت ملأى بالجوائز، ما يدفع المدارس إلى الحصول عليها . وتشير إلى وجود مدارس حصلت على جوائز عدة في هذه الحملات على مدار السنوات الماضية، عن طريق التحفيز للطلاب بالمشاركة فيها عن طريق التنظيم الداخلي الذي يشرف عليه مديرو هذه المدارس . وأشارت إلى أنها حملات ناجحة لدرجة أثارت جدلاً كبيراً في المدارس والشوارع، والبيوت أيضاً، ويتدافع الجميع إلى الحضور في تلك الحملات لأنها مفيدة حتى وإن كانت تأخذ من وقت المستهدفين، ما قلل من الأمراض وخطورتها، والحوادث أيضاً تراجعت نسبتها خلال العام الماضي حسب التصريحات الرسمية لوزارة الداخلية . وتوضح أن الاستمرار يؤكد أن حملات السنوات الماضية أثمرت الكثير .

وقالت محاسن يوسف عثمان، مديرة مدرسة العالم الجديد في دبي، إن مدرستها تشارك في حملات التوعية، وتسعى إلى تثقيف طلابها على مراحل، مشيرة إلى أن إدارة الدفاع المدني في دبي نفذت مؤخراً في المدرسة تجربة لحريق وهمي للمرة الثالثة خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك بمشاركة كل الطلاب والمعلمين، مما أفادهم .

وتؤكد موزة سعيد بن حرمل، مديرة مدرسة بنت الشاطئ للتعليم الأساسي في فلج المعلا، أن تلك الحملات من أهم روافد الثقافة المجتمعية في المدارس وكل مكان داخل الدولة لأنها أسهمت في رفع الوعي الصحي والتطوعي بين الناس، في كل المجالات مثل السلامة المرورية، والحفاظ على البيئة ومحاربة الأمراض العصرية . وتشير إلى أن الطالبات في مدرستها أصبحن يمتلكن معلومات هائلة في مجالات عديدة .

ولفتت إلى أن هذه الأمور ظهرت في محاضرة شاركت فيها الطالبات داخل المدرسة، نظمتها جمعية الإمارات للحياة الفطرية عن البصمة البيئية وآثارها في الاحتباس الحراري، وما أذهل المحاضرين الأسئلة التي كانت تلقى عليهم من الطالبات رغم صغر سنهن .

وترى فاطمة المغني مديرة مركز التنمية الأسرية في خورفكان أن الحملات التوعوية لها أهمية كبيرة في تقدم المجتمع من خلال رسم الحلول للمشكلات التي يقابلها الناس سواء في المجال الصحي، أو المروري، والسلامة الأمنية والمحافظة على الآثار . وتوضح أن أثر الحملات يكون هائلاً في حالة انتقالها من الجانب النظري إلى العملي الذي يكون أسهل على المتلقي المستهدف خاصة طلاب المدارس الذين تسلحوا خلال تلك الحملات بالمعارف العديدة .

ولفتت إلى أن الدولة أصبح لديها أجيال جديدة تمتلك القدرة على فهم الواقع الصحي والكثير من الأمراض، وهي جهود تحسب للجمعيات والمؤسسات ولوزارة الصحة .

مردود إيجابي

د . مريم المطروشي، مديرة إدارة التشريعات الصحية ومسؤولة برنامج الصحة المدرسية بوزارة الصحة تؤكد أن الحملات أصبح لها مردود إيجابي لدى الطلاب والشباب وغيرهم . وتشير إلى أهمية أن يتلقى الطلاب مجموعة من الثقافات الصحية التي تمكنهم من مواجهة الأمراض في مستقبلهم، ولكي تكون الحملات ناجحة لا بد من توافر التثقيف الصحي الذي يتلاءم مع المرحلة العمرية وكل ما يؤدي إلى الانسجام مع احتياجاتهم الصحية، وواقعهم، ما يؤدي الى استفادتهم ودفعهم للارتباط بتلك الثقافة، إلى جانب أن يكون هذا التثقيف عن طريق التطبيق العملي، ودفعهم لتبني سلوكيات صحية وأن نعطيهم المعدات التي يستخدمونها، مع ضرورة مشاركة الأسرة التي تعد من أهم عوامل نجاح البرامج الصحية .

وأوضحت المطروشي أن تعزيز الصحة يرتكز على عوامل عدة منها التشريعات والسياسات التي تنتهجها الدولة، والبيئة الفيزيائية الطبيعية الفاعلة، مع ضرورة التثقيف الصحي لإكساب المهارات، بالإضافة الى توجيه الخدمات الصحية، ومشاركة المجتمع بكل أطيافه لأن وزارة الصحة وحدها لا يمكن أن تصل إلى النجاح من دون هذه المشاركة .

* * *

جهود تروّض الخطر

الحوادث المرورية، والإصابات الناتجة في الطرق والمنازل وأماكن اللعب، والغرق، والحروق والتسمم والسقوط، كلها أمور تواجهها الحملات الصحية والمرورية المتعددة، للتوعية بكيفية السيطرة عليها عن طريق الإسعافات الأولية، من خلال المحاضرات النظرية والعملية في المدارس .

عن أهداف الحملات المرورية، يشير الرائد علي حسن المطوع، مدير إدارة الدفاع المدني في دبي، إلى أنها تكون عن طريق المشاركة العملية بين قوات الدفاع المدني والطلاب داخل المدارس، بهدف تعريفهم بعمليات الإخلاء في حالات الكوارث عن طريق فحص زمن الاستجابة، وهي تحديد أو توقيت وجود سيارات الإطفاء في مكان الحادث بعد وقوعه مباشرة في زمن يتراجع بين 6 و8 دقائق، بالإضافة الى زيادة معرفة منطقة الاختصاص لمراكز الدفاع المدني المنتشرة في دبي، والتي وصل عددها إلى 15 مركزاً، ويلفت إلى أن من الأهداف تعميم الالتزام بإجراءات السلامة في تلك المنشآت المستهدفة سواء كانت مدارس أو مؤسسات أخرى، بالإضافة الى التواصل الإيجابي بين المنشأة والإدارة .

وأشار إلى أن الأهداف الرئيسة للدفاع المدني هي الحماية والوقاية قبل الإطفاء، وهي ثقافة تحاول الإدارة زرعها في الأطفال والشباب وكسر الحاجز بين فرق الإطفاء والمؤسسات الاجتماعية بأكملها بهدف نشر ثقافة التوعية واستدامة السلامة بالمجتمع . ويشير إلى أن الحملات حالياً اختيارية من قبل الجهات الأخرى، لأن عليها رسوماً رمزية وفقاً لطبيعة المنشأة نفسها، لكنهم في الوقت نفسه استثنوا المدارس والدوائر الحكومية من هذه الرسوم .

ولفت المطوع إلى وجود سعي حالياً لجعلها رسوماً مفروضة مرة واحدة في السنة، لأن الهدف الذي تحاول الإدارة ترسيخه من وراء ذلك وهو وجود إجراءات السلامة داخل هذه المنشآت عند القيام بعمليات الإخلاء التدريبية، يتم التأكد من تطبيقها على أرض الواقع . ويشير إلى وجود توجه الآن للتركيز على الفنادق لأهميتها في القطاع السياحي، وفي المدارس لترسيخ هذه الثقافة لدى النشء .

ويؤكد سعيد المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان، أن تلك الحملات لها مردود كبير إيجابي، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من إصدار القوانين المنظمة لهذه الحملات وبما تقدمه من خدمات توعوية جديدة، دائماً يكون المواطن بحاجة إليها للاستفادة منها، حتى يمكن من خلالها التغلب على الظواهر السلبية التي لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال القوانين .

ولفت الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان إلى أنهم فكروا في نشر الحملات التوعوية على الفيسبوك لأن الجميع يستخدمه على المستوى الشخصي، والمؤسساتي أيضاً، والمجتمع كله بدأ يتوجه إليه، ما دفعهم إلى الاهتمام به خلال الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى الطرق العادية المعروفة في تلك الحملات من نشر في الصحف وإذاعة وتلفزيون . ويشير إلى أن الحملات تتوجه إلى المدارس في العادة، ولكن لكل مرحلة تعليمية خصوصية في الطرح وطريقته، فما يقال في المرحلة التأسيسية لا يمكن ترديده في المرحلة الثانوية، والعكس صحيح . وأشار إلى أن تلك الحملات تكون تحت إشراف متخصصين .

ويرى جمال الحمادي، مدير إدارة الأنشطة الشبابية والثقافية بالهيئة العامة للشباب والرياضة، أن الحملات ضرورية، وتولد من خلال الأفكار الجيدة خاصة في المجتمعات المدنية المتقدمة، لأن التوعية تقوم على مبدأ الوقاية خير من العلاج . ويطالب بألا تنفذ الحملات جهة واحدة فقط، لأن شراكة العديد من القطاعات فيها مهمة جداً وتؤدي إلى تحقيق أهدافها، بدليل أن قطاع الشباب لديه توعية شبابية بالمرور والسلامة الأمنية، ووزارة الشؤون الاجتماعية لديها رؤية في تلك البرامج التي نقدمها، ورؤية وزارة الصحة تختلف، ولو تم امتزاجها في بوتقة واحدة لأدت تلك الحملات الى تطوير فعلي في نواحي الحياة كافة، لأنها ستخرج من إطار الحملات العادية كالمرور، والصحة والمحافظة على الآثار، وغير ذلك من الحملات التي يتم الإعلان عنها .

ولفت الى أن أهم شيء في هذه الحملات مشاركة وسائل الإعلام، لأن الشريك الإعلامي أصبح رئيساً، بعد أن غدت المعلومات تخرج منه الى الجمهور مباشرة، مؤكداً ضرورة ألا تكون تلك الحملات في الوسائل الإعلامية بمقابل مادي، ولأن هذه خدمة اجتماعية للجميع، خاصة بعد أن أكدت الحملات التي أقيمت على مدار السنوات الماضية نجاحها في استهداف الفئات الموجهة إليهم .

ويقول المقدم خالد الجينزي، رئيس قسم التأهيل بإدارة المنشآت الإصلاحية والعقابية في عجمان، إن أهم مقومات نجاح تلك الحملات إتاحة الفرصة للارتقاء بالمستهدفين، سواء في المجال الصحي أو المروري . ويشير إلى أن الحملات لم تستثن أية فئة في المجتمع، وطالبت المنشآت العقابية بهدف الارتقاء بنوع العلاج والرعاية الصحية، وأحياناً الاستماع إلى طموحات النزلاء وأحلامهم التي ينوون تحقيقها فور الإفراج عنهم .

ولفت إلى أن حملات التوعية جاءت نتيجة ظهور العديد من الأمراض العصرية التي يمكن التغلب عليها عن طريق الوقاية المبكرة لأنها أفضل من العلاج، مشيراً إلى أنه يأمل في إيجاد المزيد منها في مجالات عديدة بهدف الرقي والتقدم، وأن تنال المؤسسات العقابية أكبر قدر من تلك الحملات المنظمة لأهميتها لصحة النزلاء .

وترى ميادة الوحش، من مكتب اليونيسيف في دبي، أن حملات التوعية وما يصاحبها من ورش أهم روافد المعرفة، مشيرة إلى الفعاليات التي تطلقها هيئات الصحة في الدولة، ومنها هيئة الصحة في دبي التي نظمت أخيراً ورشاً تدريبية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وصندوق الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأميرة هيا بنت الحسين للتدريب على مكافحة الحوادث والإصابات . وقالت: استمرت الورش لمدة طويلة، وتضمنت تدريب نخبة من الطلاب والمعلمين في مدارس إمارة دبي، على مكافحة الحوادث والإصابات المتعمدة وغير المتعمدة كحوادث المرور والإصابات في المنزل والمدرسة وأماكن اللعب واللهو والغرق والحروق والتسمم والسقوط أيضاً، ما رسخ لدى هؤلاء المتدربين قيماً صحية ومعرفية تمكنهم من القيام بالإسعافات الأولية في مواجهة هذه الأمور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"