ذاكرة الزمن

01:02 صباحا
قراءة 5 دقائق
د. محمد فارس الفارس
منذ ظهور التصوير في منتصف القرن التاسع عشر، أصبحت الصورة أهم وثيقة تسجل الأحداث. وعلى مدى أكثر من قرن ونصف القرن، التقطت الكاميرات ملايين الصور لحروب وكوارث ومناسبات سعيدة وحزينة لأفراد وجماعات ودول. ولاشك أن الصورة تعني كثيرا في توضيح أي حدث، وتشد القارئ وتجذبه وتحفزة على القراءة باستمتاع.
في هذه الصفحة، لدينا صور كل منها يتحدث عن مناسبة أو حدث معين نعود من خلالها لقراءة التاريخ برؤية معاصرة.

احتفالات مدارس دبي.. فقرات متنوعة وجوائز

في أواخر الخمسينات، وبداية الستينات من القرن الماضي، كانت تقام المهرجانات المدرسية الكبيرة في مدارس دبي، ويتم الإعداد الكامل لها قبل موعدها بنحو شهرين، ويشترك فيها جميع طلاب المدارس إلى جانب الفرق الكشفية.
ووفق برنامج المهرجان الرياضي الكشفي الذي أقيم في 21 إبريل/نيسان 1961، خصصت الفقرة الأولى للقرآن الكريم، ويرتله الطالب عبد الله الخياط، يليها عرض عام للفرق، ورفع علم الإمارة وعلم المهرجان، والقسَم، وبعد ذلك نشيد إشراق دبي بمصاحبة الطالبين مير هاشم وفيصل القرق، ثم كلمة المعارف للمشرف على التعليم زهدي الخطيب. وتبدأ بعد ذلك فقرات الحفل، ومن ضمنها عرض لفريق السلاح، فريق التمرينات السويدية، الكراسي الموسيقية، المصارعة وحمل الأثقال، السلالم الحديدية، فقرة «أنت وبختك». وهناك ملحوظة في البرنامج «إن الهدايا التي تبرع بها الأهالي ستوزع في حفل خاص».
اشترك في المهرجان 728 طالباً من مدارس دبي و10 من مدارس قطر، أما جوائز الشرف، فهي عبارة عن مجموعة من الكؤوس التي قدمها حاكما دبي والشارقة، وولي عهد دبي، ووزير المعارف القطري قاسم بن حمد آل ثاني، ودار الاعتماد البريطاني، ومرشد العصيمي، وخالد السويدي، وخليفة خالد السويدي، ومعارف الكويت وبلدية دبي، إضافة إلى كؤوس من بعثات قطر والكويت ومصر، ورجال الأعمال مير هاشم خوري، وعبد الكريم تقي زاده، وعبد الرحمن الزياني، وعبيد المنصوري، وصالح وعلي العصيمي. وكان المهرجان السنوي يقام في الحديقة المقابلة لبلدية دبي في وقتنا الحاضر، حيث كان موقع مدرسة دبي الثانوية، وبجانب مقر المهرجان يوجد معسكر للكشافة تتم الإقامة فيه مدة طويلة استعداداً للمهرجان، وكان يشتمل على 20 خيمة كبيرة وبجانبه ساحة العرض العام، والملاعب الرياضية.

نهاية السعدون.. انتحارووصية

في نوفمبر/ تشرين الثاني 1923، تسلم رئاسة وزراء العراق عبدالمحسن السعدون، إذ رأت بريطانيا أن يتسلم هذا المنصب شاب متعلم ومن عائلة معروفة.
والسعدون تعلم في كلية خاصة بأبناء المشايخ في الأكاديمية العسكرية في إسطنبول، وعمل معاوناً ميدانياً للسلطان عبدالحميد، ثم عضواً في البرلمان العثماني. وشغل السعدون منذ تسلمه منصبه مكاناً واسعاً في حياة العراق السياسية، إذ ترأس أربع وزارات، وكان له صوته وهو خارج السلطة في اختيار الوزراء بفضل سيطرته على حزب التقدم.
كان السعدون مؤيداً للإنجليز، ففي 1922 عندما كان وزيراً للعدل، تكلم أمام مجلس الوزراء بقوة لمصلحة القبول الفوري بالمعاهدة معهم. وفي 1925 عندما عين رئيساً للوزراء مرة أخرى، أعلن بجرأة أنه غير خائف من إعلان عجزه عن إقرار السلام من دون تعاون الحكومة البريطانية. وعام 1926، وبعد احتجاجات أولية ضد تطبيق مدة ال 25 سنة على الاتفاقية المالية والعسكرية المرفقة بالمعاهدة، أقنع السعدون أكثريته البرلمانية بالموافقة على الإبرام بلا مناقشة، ما أدى إلى تصادم بينه وبين الملك فيصل، إلا أنه في 1928 عاد ووقف إلى جانب الملك ضد المندوب السامي البريطاني في عدد من القضايا، بما فيها طلب العراق السيطرة الفعلية على قواته المسلحة. وفي يناير/كانون الثاني 1929 قدم السعدون استقالته، وارتفعت أصوات تتهمه بصورة جارحة بالخيانة، فوجد نفسه بين سندان عدم تزحزح الإنجليز عن مواقفهم، ومطرقة المعارضين السياسيين، وأضحى في نقطة تشابك النيران، وقد هجره اتباعه أنفسهم، فأقدم على الانتحار في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1929، وترك خلفه الوصية التالية: «ولدي، وعيني، ومستندي علي، اعفُ عني لما ارتكبته من خيانة، لأني سئمت هذه الحياة التي لم أجد فيها لذة وذوقاً وشرفاً. الأمة تنتظر خدمة. الإنجليز لا يوافقون، ليس لي ظهير. العراقيون طلاب الاستقلال ضعفاء عاجزون وبعيدون كثيراً عن الاستقلال، وهم عاجزون عن تقدير نصائح أرباب الناموس أمثالي.
يظنون أني خائن للوطن وعبد للإنجليز.
ما أعظم هذه المصيبة، أنا الفدائي الأشد إخلاصاً لوطني».

كشك مبارك الصباح

في فبراير/شباط من كل عام، يقام في الكويت مهرجان «هلا فبراير»، وتقام احتفالات شعبية وسوق كبيرة لمنتجات العائلات الكويتية التي تعد في المنازل. وأهم منطقة تقام فيها تلك الاحتفالات هي «المباركية» التي تقع في قلب السوق الرئيسية في مدينة الكويت، وسميت المنطقة باسم الشيخ مبارك الصباح الذي حكم الكويت في أوائل القرن العشرين. وفي ساحة الاحتفالات في وسط السوق، يوجد مبنى قديم يسمى كشك مبارك الصباح. والكشك في لهجة أهل الكويت مبنى مربع الشكل ذو دورين، السفلي يحوي دكاكين، والعلوي يتكون من مجلس يمكن الوصول إليه من خلال سلم خارجي. ولعل أول من بنى الكشك في الكويت الشيخ مبارك، واستخدمه في جلساته العامة للاستماع إلى وجهات نظر المواطنين، وكان هناك اثنان منه، أحدهما (الكشك الشمالي) يجلس فيه عصراً، والآخر (الكشك الجنوبي) يجلس فيه صباحاً تبعاً لجهة شروق الشمس وغروبها. والصورة المرفقة للكشك الجنوبي الذي استخدم مقراً لبلدية الكويت فترة من الزمن قبل هدمه، والتقط هذه الصورة القبطان ألن فاليرز عام 1939، ولحسن الحظ أن الكشك الشمالي مازال موجوداً.

«عنِزة»..قبيلة جامع القرظ

تعتبر قبيلة عنِزة من أكبر وأقدم قبائل شبه الجزيرة العربية، وكانت هذه القبيلة التي تتكون من مجموعة كبيرة من العشائر، تشغل منطقة الشمال الشرقي على حدود الفرات، ومنطقة اليمامة في قلب الجزيرة العربية منذ فترة ما قبل الإسلام، ويقال، إن سبب تسمية هذه القبيلة يعود لقصة قديمة، مضمونها أن رجلاً اختفى بينما كان يبحث عن القرظ، وهي أوراق طلحية النوع تستخدم في الصباغة، ولم يظهر له أثر بعد ذلك، حتى صار يقال «عندما يعود جامع القرظ من عنزة» ويلقب الشخص المنتمي لهذه.

 

في بداية القرن الثامن عشر، بدأت القبيلة بالانتشار من خلال هجرة عشائرها إلى أماكن متفرقة، فقد وصلت بعض عشائر القبيلة إلى منطقة معان الأردنية عام 1703، وبعضها استقر في منطقة الفرات عام 1705، واستمرت الهجرة فترة تربو على القرن، كانت الحسنة والفدعان وولد علي أقدم فروع القبيلة التي بلغت الأراضي السورية، وانتهت الهجرة بوصول الفرع الأهم وهم «الرولة» في الثلث الثاني من القرن الثامن عشر إلى بادية الشام، فسكنت الفدعان السهل الشمالي بين حلب والفرات الأوسط، وسكنت الحسنة المنطقة الواقعة بين حمص وتدمر، وسكن ولد علي سهل حوران، أما الرولة فاقتصر انتشارهم بين بادية تدمر والنفوذ، ثم بدأت نحو عام 1800 حقبة هجرة جديدة، حيث اتجه السبعة من وسط جزيرة العرب إلى الأراضي الواقعة شرقي حماة، وعنزة بدو رحل ومربّو جِمال، وكان أبناء القبيلة يؤجّرون جمالهم لمن يريدون ترحيل محاصيلهم من الحقول، والمشاركة برحلات الحج.

 

أيام زمان

أيقونة الثورة في العصر الحديث، تشي جيفارا يتقلد وساماً من أحد قيادات حركة الاحتجاجات الهندية التي اندلعت ضد الاستعمار الإنجليزي. وزار جيفارا الهند في تلك الفترة، والتقى عدداً من قيادات حركة المقاومة قبل سنوات من انتقاله لدعم الثورة في الكونغو‏، ‏ثم إلى بوليفيا‏ لدعم ثورة الفلاحين، حيث اعتقلته الحكومة العسكرية هناك، وقتلته بعد أن سقط في الأسر، قبل أن تعلن للعالم في العام ‏1967 نهاية «الأسطورة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"