عبد الله المحيان.. بدوي أصيل برتبة لواء

01:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
الذيد: بكر المحاسنة

وضع بصماته في كل موقع عمل به؛ ملتزم وصارم ومحب لوطنه، خدم في القوات المسلحة الإماراتية فترة من الزمن حتى تقاعد برتبة لواء، حينما يذكر اسمه تسمع عبارات الثناء والاحترام.. تشوقنا إلى لقائه فتم ذلك في بيته بمدينة الذيد في إمارة الشارقة، بحضور بعض أبنائه.. إنه اللواء المتقاعد راشد عبدالله المحيان الكتبي، شخصية طيبة بكل معنى الكلمة، وعلى درجة عالية من الثقافة والأدب والخلق.
يعتبر المحيان من الرجال الذين أفنوا شبابهم في خدمة الوطن وتقديم الخير لأهله، وقدموا نماذج مضيئة في تاريخ الدولة الحديث، في الولاء للقيادة، والانتماء للأرض، وحب الناس والإصلاح بينهم. وللتعرف أكثر إلى هذه الشخصية المرموقة كان لنا هذا اللقاء.
يقول المحيان: ولدت عام 1945 في بيت شعر وسط صحراء مناطق الذيد، ونشأت في كنف والدتي وإخواني، حيث توفي والدي وعمري 8 سنوات. نشأت في مجتمع بدوي عربي أصيل محافظ ومرابط على العادات والتقاليد، وترعرعت بين أحضان والدتي، وكنت ملازماً لها في كل جوانب الحياة أساعدها في جلب المياه من «الطوى»، وتعلمت منها ومن إخواني السنع والشجاعة وأصول إكرام الضيف واحترام وحب الآخرين، واعتمدنا في حياتنا على تربية «البوش» والأغنام، وعشت في خيام الشعر في مواسم الشتاء وبيوت العريش المبنية من جريد وسعف النخيل في مواسم الصيف، وفي موسم القيظ (الصيف) كنا نقيم بأماكن وجود المياه في المنطقة، أو في واحات الذيد الخضراء، وكنا نرحل من مكان لآخر
في نفس المنطقة بحثاً عن الماء في مواسم الشتاء والربيع، وبقيت الحياة على هذا النمط حتى قيام الاتحاد، حيث تغيرت الحياة من كافة الجوانب.
ويضيف المحيان: توجهت إلى العمل في القوات المسلحة عام 1962، وبقيت فيها لمدة 37 عاماً حتى تقاعدت برتبة لواء عام 2000، وكان انضمامي للعمل في القوات المسلحة حباً نابعاً من قلبي في خدمة الوطن والانتماء للأرض، وخلال عملي في القوات المسلحة تعلمت الكتابة والقراءة، وتأثرت كثيراً بالحياة العسكرية، وخدمت في كافة مناطق الدولة، وتعلمت منها الجرأة والانضباط والصبر وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والكثير من الأمور، وبعد تقاعدي تم تعيني في منصب نائب رئيس المجلس البلدي بمدينة الذيد لمدة 4 سنوات، وبعدها أصبحت عضواً في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وكنت منذ عام 1983 في منصب رئيس مجلس أولياء أمور الطلبة بمدينة الذيد وحتى الآن، وهذا المنصب تطوعاً من نفسي وليس وظيفة، ومهمة لمتابعة أمور الطلبة في المدارس، وكنت بمثابة حلقة وصل بين البيت والمدرسة، وحل مشاكل الطلبة والقيام بدور ولي الأمر للطلبة الأيتام، إضافة إلى تأكيد وتأصيل المفاهيم والقيم السلوكية وروح الانتماء والولاء للوطن لدى الطلبة، وتقديم النصائح والإرشادات التي تعود بالنفع على الطلبة.
ويضيف المحيان: بفضل قيادتنا الرشيدة، وعلى الرغم من تغير ظروف العالم العربي، والأحوال المربكة التي تحيط بنا، فإنني أرى دولتي الحبيبة من أقوى وأشد الدول صلابة في مواجهة جميع الظروف، فهي ملحمة مترابطة، وسنبقى على العهد مخلصين لها نفديها بالأرواح.

تربية الإبل

يقول المحيان: منذ أن فتحنا أعيننا على الدنيا كانت الإبل ملازمة لنا في كل وقت، لم تفرق بيننا متغيرات الزمن، ومنذ صغري تعلمت كيفية الاهتمام بها وتربيتها وورثت هذه المهنة عن والدي، وهي هوية الإنسان العربي الأصيل، تعمق جذوره وانتماءه إلى هذه الأرض، وتتطلب مهارة وخبرة عالية؛ لأنها من الحيوانات الصعبة التي تصبر وتعلمنا الصبر، وتتحمل العطش والجوع، وثروة لنا في الماضي والحاضر، وعلاقتي بها علاقة تاريخية. وتربيتها تتطلب من الشخص أن يمتاز بالرجولة؛ لأن ركوب الإبل (البوش) تحتاج لرجل قوي، كما أجد في تربية الإبل متنفساً ومصدراً للراحة، وعشقي للإبل ليس وليد اليوم؛ بل هو منذ الصغر وأعلّمه لأبنائي وأوصيهم بأن يعلموه لأبنائهم مستقبلاً.
وينصح المحيان الجيل الجديد من أبناء وبنات الإمارات بأن يكون لديهم الانتماء لهذا الوطن الغالي والذود عنه بكل غالٍ ونفيس، والولاء للقيادة الحكيمة والالتفاف حولها، والالتزام بتوجيهاتها والتمسك بالقيم والمبادئ والسلوك القويم، وإتقان العمل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"