غيث العلوي: الصناعات الخشبية.. فكرة وحضارة عُمانية

01:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
مسقط: «الخليج»

لا يزال أبناء البحر في ولاية صور العمانية العريقة، يكنون كل الود والولاء لتاريخ أجدادهم سادة البحر، الذين تميزوا بصناعة السفن ونقلوا علومها وفنونها إلى حضارات كثيرة، ولليوم يقوم الحرفيون ببناء مجسمات السفن الشهيرة، وبيعها للسياح والعمانيين والمؤسسات المختلفة للحفاظ على هذا التراث والترويج له. الحرفي غيث عيد العلوي «من مواليد العام 1988»، هو أحد هؤلاء الحرفيين الشباب المتخصصين في الصناعات الخشبية، وكانت بدايته في عام 2014، والآن يعمل مساعد مدرب في التجمع الحرفي في ولاية صور.. غيث يحدثنا عن هذه الحرفة، ومشواره معها، في هذا الحوار:

} حدثنا كيف تعلمت حرفة الصناعات الخشبية؟

كانت بدايتي بتشجيع من المدرب الحرفي خالد بن سعيد المشايخي، وبعدها التحقت معه في الدورات التدريبية، التي تقيمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية، ومنها ورشة صناعة الخشبيات في ولاية صور، وكانت دورة تأسيسية في سنة 2013، وبعدها التحقت في دورة النحت على الخشب، وتعتبر دورة تقدمية في مجال الصناعات الحرفية، وكانت في سنة 2015، وبعدها حصلت على شهادة من المدرب الحرفي المعروف خالد المشايخي، لأكون مساعد مدرب، وكانت أول ورشة لي في محافظة البريمي، كمساعد مدرب، وفي 2016، التحقت لأكون مساعد مدرب لذوي الإعاقة في التجمع الحرفي في ولاية صور.

} ما المنتجات الخشبية التي تصنعها بالتحديد؟

الصناعة الخشبية هي موروث قديم وعريق، عرفت به سلطنة عمان، وهي تنقسم إلى عدة منتجات خشبية، منها صناعة السفن العمانية، والأبواب العمانية، والنوافذ والمناديس، وغيرها من الصناعات الحرفية الخشبية، التي تزين بالنقوش والأشكال الجميلة، وأنا أستلهم هذه الأفكار من تاريخ أجدادنا العمانيين، الذين كانوا يتميزون بأسطولهم البحري، وطريقة بنائهم الفريدة للسفن، التي جابوا بها البحار، إضافة إلى صنع مجسمات للقلاع والحصون العمانية.

} ما أنواع الأخشاب التي تستخدمها لصناعة المجسمات؟

اعتمادنا الأكبر، يكون على خشب الساج، لأنه يعد واحداً من أجود أنواع الأخشاب، وهو يستورد من الهند، هذا الخشب، لطالما كان وما زال الخشب الأفضل، الذي يستخدم لصناعة السفن العمانية الكبيرة، وأبواب القلاع والحصون العمانية، إلى جانب أننا نستخدم في بعض الأحيان خامات الأشجار المحلية، مثل أخشاب شجر السمر والعتم والليمون والسدر، وغيرها من الأشجار المشهورة في البيئة العمانية.

} دائماً ما تكون البدايات حافلة بالمصاعب، هل واجهت عقبات من أي نوع؟

بالتأكيد إن أي خطوة يقوم بها الإنسان لا بد أن يواجه خلالها، العديد من الصعوبات التي تحد من نشاطه أحياناً، وتؤخر نجاحه، وبالنسبة لي كان رأس المال واحداً من أبرز الصعوبات التي واجهتها، فبدون رأس المال الكافي لا يمكن تمويل صناعة مثل هذه المنتجات، وتسويقها في أماكن مختلفة ومناسبة، وأيضا كحرفيين شباب، كنا نفتقد إلى وجود الدورات التدريبية الخارجية التي تصقل المعلومات، وتزيد المهارة لدى الحرفي، إلى جانب أننا نعاني قلة عدد المعارض والمشاركات الداخلية والخارجية، التي تساعد في عرض منتجاتنا وتسويقها، لدى شريحة أكبر من الناس.

} إذاً، ما الوسيلة التي تتبعها لتسويق منتجاتك؟

أسوق أعمالي عن طريق برامج التواصل الاجتماعي وعن طريق البيت الحرفي العماني في ولاية صور. والبيت الحرفي هو نافذة ممتازة تسهل على الحرفيين مثلي عرض منتجاتهم وتسويقها وبيعها للسياح والعمانيين حيث يجد الزائر للبيت الحرفي خيارات متعددة من التصاميم والمنتجات والأحجام التي تلبي طلبه، ولا أعتمد كلياً على البيت الحرفي، وأقوم بالتسويق من خلال مشاركاتي المحدودة، التي تتاح لي في المعارض.

} ما خططك القادمة؟

الأحلام كبيرة جداً، وكوني ما زلت في بداية الطريق، فإنني سأعمل بجهد، لأن يكون لي بيت حرفي في المستقبل، وأتمنى أن أمتلك ورشة كبيرة، وأن تتاح لي المشاركة في دورات خارجية لأتعلم أكثر وأتميز فيما أصنعه، لأن هدفي الكبير، أن أكون من الداعمين والمحافظين على الموروث الحرفي العماني، وأخيراً أود أن أشكر جريدة «الخليج»، التي أتاحت لي الفرصة للظهور على إحدى صفحاتها، كما أشكر الهيئة العامة للصناعات الحرفية، على اهتمامها بالجيل والشباب الحرفيين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"