فرق السعر

01:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب: إيهاب عطا

تحفل ساحات المحاكم وحياة الأطراف التي تلتقي فيها بقصص تعكس في جانب منها الصراعات القديمة المتجددة بين الخير والشر، بين الطمع والقناعة، بين نفوس ترتوي بظلم الآخرين وأخرى تنفق شهوراً، وربما العمر كاملاً، بحثاً عن حق. في تفاصيل هذه الصراعات تحاول العدالة ما استطاعت أن تكون صاحبة الكلمة العليا لتستقيم الدنيا، وفي ثنايا المواجهات بين الأطراف المتخاصمة تتدفق المفاجآت والعبر.
لا يتوقف ذهن اللصوص عن ابتكار أفكار خبيثة لخداع ضحاياهم وارتكاب جرائمهم ظانين أنهم سيفلتون من العقاب، ويتنعمون بالغنيمة من عمليات السرقة التي تصل إلى ملايين الدراهم، ويأبى الله إلا أن يعاقب السارق على جريمته فيتم الإيقاع به عن طريق أبسط الأسباب.
ثمانية أشخاص أفارقة كونوا تشكيلاً عصابياً لجأوا إلى حيلة تصوروها ذكية ومبتكرة للاستيلاء على مبلغ 3 ملايين و600 ألف درهم من إحدى شركات الصرافة، حيث أوهموا أحد الأشخاص وهو صديق لموظف في شركة صرافة بأنهم يملكون مبلغ مليون دولار أمريكي ويريدون تحويله إلى عملة الدولة، فسرعان ما أبلغ ذلك الشخص صديقه الموظف في الشركة عن تلك الصفقة، وعلى الفور أبدى الموظف الضحية موافقته واستعداده ليوفر ذلك المبلغ طامعاً في فرق سعر التحويل الذي يحقق له المبلغ الذي عرضه عليه أفراد العصابة وهو حوالي 200 ألف درهم، فقد ادعوا أنهم سيقبلون ببيع ذلك المبلغ بقيمة أقل مما هو متداول في البنوك وشركات الصرافة بحوالي 200 ألف درهم هي عمولة من يدبر لهم المبلغ بسرعة، وبالفعل استجاب الموظف للإغراء المزعوم وقام على فوره بتدبير المبلغ المطلوب، واتفق مع المتهمين على تسلميهم المبلغ في أحد الفنادق في منطقة المرقبات بدبي، وفي الموعد المحدد والمكان المتفق عليه حضر الموظف ومعه المبلغ بعملة الدولة داخل حقيبة، وجاء المتهمون ومعهم حقيبة أخرى أوهموه أن فيها مبلغ مليون دولار المتفق عليه، وكان ذلك في إحدى الغرف الفندقية التي فيها دار الحوار التالي:
- هذه أموالنا حاضرة فأين أموالك يا صديق؟
أخرج أحد المتهمين رزمة من النقود قدرها 20 ألف دولار لإغراء ضحيتهم لإبراز ما في حوزته من أموال بهدف بث الاطمئنان داخله، فما كان من الموظف إلا أن أبرز لهم المبلغ الذي أحضره معه في حقيبته، وبمجرد أن تأكدوا من أن المبلغ في الحقيبة ومن أن الأموال ليست مزورة، سال لعابهم وأرادوا أن ينهوا العملية بشكل خاطف وسريع من دون الانتظار لحظة واحدة قد تعرضهم للخطر، فأشهر أحد المتهمين سكيناً في وجه الموظف لتهديده، وبسرعة قام متهم آخر بطرحه أرضاً ثم قام ثالث بتقييد يديه ورجليه، وقاموا بوضع شريط لاصق على فمه حتى لا يصرخ، ثم ضربوه على رأسه وبعدها غاب عن الوعي ليستيقظ ويجد أن المبلغ قد سرق منه، فقام بإبلاغ الشرطة التي شرعت في التحقيق في القضية حتى تم إلقاء القبض على 6 متهمين بينما كانوا ينفقون المال الحرام في الملذات، حيث اتجه اثنان منهم إلى أحد الملاهي الليلية وتعرفا إلى فتاتين أوروبيتين تعملان في الملهى، وبعد أن تناولا المشروبات الكحولية خرج أحدهما عن وعيه وبدأ يفشي سره وسر العصابة إلى الفتاتين بصوت شبه مسموع، فسمعه أحد الموظفين في الملهى الليلي وبدوره أخبر رئيسه الذي اتصل على الفور بالشرطة، وبعد دقائق كان عضوا العصابة في قبضة الشرطة، فلم يفيقا إلا وهما مكبلان بالقيود داخل أحد أقسام الشرطة، وقد مرت ساعات وهما يحاولان فهم ما حدث وكيف أصبحا داخل التوقيف بهذه السرعة! ومع أن الشرطة فقدت آثار العصابة كاملة الأفراد فإنها مستمرة في البحث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"