قراءات

01:40 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

قال الرشيد يوصي الأحمر (علي بن المبارك صاحب الكسائي).
«يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه، وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة، وطاعته لك واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن، وعرفه الأخبار، وروه الأشعار، وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام، وبدئه، وامنعه من الضحك، إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد، إذا حضروا مجلسه، ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها، من غير أن تحزنه فتميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته، فيستحلي الفراغ ويألفه، وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، وإن أباهما فبالشدة والغلظة».
وبدراسة هذا النص يظهر لنا أن مؤدبي أولياء العهود لم يكونوا معلمين للعلوم فحسب، بل كانوا تربويين، يعلمون قواعد السلوك الإنساني.
الصحيح، وهكذا التصق مفهوم التربية، بمفهوم المعرفة في ذهن الرشيد.
لقد كانت شخصية الرشيد شخصية مكتملة ناضجة، نجد فيها سمات الحاكم، والعالم، والقائد، والناصح، والقاضي، والمربي، مع سعة الصدر، وطول الأناة، وصدق التجاريب، وبُعد النظر، وبذلك كله صار صاحب الصيت المدوي.

* من كتاب «هارون الرشيد الخليفة العالم والفارس المجاهد» للدكتور محمد رجب البيومي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"