قرقعة الشاشة وفزعة الفنانين و«الماريونيت»

عين على الفضائيات
04:17 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم


ما كل هذا الضجيج؟ ما هذه القرقعة على الشاشات بمختلف أحجامها ووسائلها، وكأن نهر «السوشيال ميديا» و«الميديا» يتدفق غضباً وحقداً، ليصب في بحر مستقر آمن فيعكّر صفوه ويُلوِّث مياهه.
تواصل «الجزيرة» لعبتها لتتلاعب بالناس وفق مخطط مرسوم من قبل «الجهات» نفسها التي أشعلت نيران الفتن في دول عربية عدة، ونجحت في تدمير بعضها وإدخالها في حروب وصراعات تتأجج باستمرار. مصر أفلتت من براثنهم، فكيف يتركونها بسلام؟ دائماً هناك من يحركونه ويضعونه في الواجهة، فيبكي حيناً ويصرخ حيناً ويفتري دائماً.
«الماريونيت» هذه المرة اسمها محمد علي، لن نقف عند أصله وفصله فكل شيء واضح ومعروف للناس، وهو مجرد آلة يتم تحريكها لتقوم بتحريض الناس واللعب على أوتار أوجاعهم. كثيرة القنوات التي تسلك نفس النهج، أضف إليها قنوات خاصة على «يوتيوب»، ومقاطع فيديو يصورها أفراد وينشرونها على «تويتر» و«إنستجرام» و«فيسبوك».
مهازل نشاهدها، ينحدر فيها المستوى إلى قاع القاع، لا منطق ولا أخلاق ولا حوار سوى مع أنفسهم ولا مهنية، فكيف يكون الرد على هؤلاء؟ أبالصمت تموت الأكاذيب؟ أم بمقولة «والقافلة تسير»؟ لا يكون الصمت رداً أو حلاً حين يتعلق الأمر بحماية وطن. ومصر القلعة الصامدة لن تهتز ببعض الفيديوهات، إنما البعض يتأثر وينجرف خلف التيارات أحياناً، خصوصاً إذا ارتفعت سرعتها وأخذته على غفلة، ولن نسمي هذا البعض بالبسطاء؛ لأن المصري البسيط يعرف جيداً كيف يحمي أرضه ووطنه، ويلتف حول جيشه ورجال الأمن؛ لأنه يدرك تماماً أنهم سوار الأمان الوحيد الذي يُطوِّق حدود مصر من أي خطر في الداخل والخارج.
لأول مرة نشاهد «فزعة» فنية سريعة، سواء كانت مدروسة أم عفوية، إلا أنها جاءت في وقتها وضرورية من قبل الفنانين المصريين وتضامن معهم فنانون وإعلاميون عرب. كل منهم عبر بطريقته عن دعمه ووفائه لمصر بالكلام أو بالغناء. اختلف الأسلوب، والهدف واحد. لا شك في أن فيفي عبده بما قالته من سباب، أثارت جدلاً، لكن إذا نظرتَ لانفعالها رأيت صورة امرأة خلعت عنها تاج الشهرة وماكياج التصوير ولباقة المجالس الحوارية، لتعبر عن ذاتها بلا أي «رتوش».
لم تدّع يوماً أنها ابنة قصور أو أنها مثقفة، كل ما فعلته أنها عبّرت عن خوفها وغضبها وسارعت للدفاع عن بلدها وفق مفهومها وقاموسها، ووقفت مقابل من يتزيّف ليرتدي قناع «البراءة» وهو كالحرباء بألف لون ولون.
لا تتوقفوا كثيراً عند «شعبوية» فيفي عبده، ولا تستخفوا بكلام الفنانين؛ بل تأملوا من هو مسؤول عن التحدث بحوار المنطق والرقي، ومن مهنته مخاطبة الشارع ببساطة، والبساطة لا تعني أبداً لغة الأزقة والردح والافتعال. كيف يواجه الجالس على منبر «التوك شو» والمتمسك بالميكروفون والشاشة، تلك الهجمات الشرسة للإيقاع بالناس مجدداً في شرك الفوضى والثورات؟ للأسف، الشاشات مازالت تتخبط، وتسقط بسهولة أمام المطبات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"