مقتنيات الهواة .. آثار من تاريخ الدولة

تنوعت بين آلات التصوير والهواتف والملابس
03:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة:  علي كامل خطاب

نؤرخ للكثير من الأحداث في حياتنا عن طريق الاحتفاظ بأثر أو ملمح يمثله ويعبر عنه، والماضي لكل منا مملوء بهذه الذكريات، التي نحاول أن تستمر في مستقبلنا، ونشهدها في حاضرنا، ونعرف بها أبناءنا، ليكونوا شاهد عيان على هذه التجارب والممارسات.
أقامت لجنة منظمة من الهواة بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث بيت الهواة، في النسخة الرابعة عشرة من مهرجان أيام الشارقة التراثية، ليكون شاهد عيان على الكثير من الأحداث التي يؤرخ لها ويسجل ذكريات أصحابها، حيث تجمع نحو عشرة أفراد من مختلف إمارات الدولة، يحاولون عرض مجموعة مهمة من أهم التقنيات التي يمتلكونها منذ عشرات الأعوام، والتي تؤرخ في مجملها عن حياة عايشوها أو أحداث مرت عليهم سجلوها عبر الاحتفاظ بأثرها من آلة أو ملبس أو جهاز تصوير، أو هاتف نقال من الطراز القديم، أو دراجة كان يستخدمها مع أقرانه في الماضي، وغيرها من المقتنيات التي امتلأ بها بيت الهوايات.

يرى علي الهاملي «أحد الزوار»، أن حرص الهواة على الاحتفاظ بمثل هذه المقتنيات راجع إلى أنها تمثل جانباً مهماً في جوانب الشخصية، حيث يشعر بتاريخه وأوقات سعادته وفرحه، حيث تمثل مرحلتا الطفولة والشباب أهم مراحل الحياة لدى الكثيرين، لذا يكون تذكرها بالاحتفاظ بمقتنيات هذه المراحل العمرية المهمة، فهي تعبر عن حاضرنا ونطير بها إلى المستقبل.

وترى هند الجميل«زائرة»، أن بيت الهوايات في أيام الشارقة يتيح لمقتنيات الهواة الخروج إلى العلن، بتخصيص ركن خاص لها، يضم الكثير مما جمعوه من مقتنيات قديمة، ويتيح لهم فرصة عرضها، لتكون شاهدة على عصر بعينه.

وتقول الجميل: «يثير بيت الهوايات فضول الزائر للمرة الأولى، حيث يجد ركن الكاميرات التقليدية لصاحبها طارق محمد الذي حرص على أن يعرض للجمهور من زوار الأيام مجموعة نادرة من الكاميرات، تعود لعقود مضت وتؤرخ لفترات متوالية من التطوير، وتحمل عبق الماضي».

وتضيف: تؤرخ بذلك أيام الشارقة التراثية في نسختها الرابعة عشرة لهذه الهوايات، وتجعلها تستمر ليرها جيل بعد جيل، ويتعرف إلى الآلات المستخدمة في العصر الماضي، والأجهزة وأنماط الحياة وملامحها في الماضي، وأشكال التطور الذي لحقها.

يقول عمر الملا«أحد الزوار»: «يربط كثير منا بين الهوايات والتاريخ، فتكون هوايته القراءة والاطلاع وجمع الطوابع أو الاحتفاظ بالصور القديمة، التي تؤرخ لفترة عمرية بعينها، ومن الناس من يحتفظ بالألعاب القديمة من دراجات وعرائس وخطابات ورسائل، كان يتبادلها مع آخرين في صغره، وآخرون يحبون جمع الأدوات المنزلية القديمة والاحتفاظ بها، بل إن آخرين يحتفظون بأدوات، كانت تستخدم في الماضي، وتطورت أو انتهى استعمالها، مثل الكاميرات القديمة والأطباق والأواني النحاسية والفضية، وقطع الذهب، من طراز خاص، وملابس وكتب قديمة وغيرها». ويضيف الملا: الاحتفاظ بالمقتنيات يؤرخ للماضي وتذكرة للمستقبل، ونحن نعرض أهم المقتنيات التي قمنا بجمعها للجمهور لتكون شاهدة على العصر الذي انتشرت به هذه الهوايات، وتعرف بها زوار الأيام.

ويرى عبد الله راشد الكعبي «مشارك من العين» أن ركنه الخاص بالكتب التراثية القديمة التي تحكي تاريخ الإمارات هواية يحملها منذ الصغر، ويحرص على اقتنائها والمشاركة في المعارض لتعريف الزوار بما تحمله من تاريخ الإمارات العظيم، ولاسيما ما يتحدث منها عن المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان ، رحمه الله.
يقول الكعبي: «ما يميز مشاركتي أيضاً أنها متزامنة مع عام القراءة، حيث أعرض بعض الدواوين الشعرية لعدد كبير من شعراء الإمارات، ويؤكد أن بيت الهوايات، يوفر فرصة التعرف إلى الماضي وتراث الدولة.

وعرض عيسى درويش الحوسني مجموعة من الدراجات القديمة التي كانت تستخدم في الماضي وتؤرخ لتطورها، وأضاف: «هي هواية جميلة يهواها الكثيرون وألعاب الأطفال في الماضي كانت بسيطة، وهذه المعروضات من السيارات القديمة للأطفال وغيرها من متعلقات الأطفال وأدوات اللعب لديهم، ضرورية لتعريف جيل الإنترنت، بما كنا نهواه ونلعبه قديماً، ليلمس جانباً من الحياة التراثية في الإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"