منال رستم: لا تسمحوا لأحد بكسر معنوياتكم

03:27 صباحا
قراءة 3 دقائق
دبي: زكية كردي

تنطلق بحماس لا مثيل له، مرتدية حجابها وملابسها الرياضية، قاصدة أعلى قمم الجبال، وألهمت مئات الآلاف من النساء حول العالم بأنه لا يوجد عائق أمام الأحلام الكبيرة سوى تلك الأفكار التي نسمم بها حياتنا، كما ألهمت أيضاً حضور «قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب» بحديثها عن تجربتها والحلم الذي شاركتنا رحلته هنا في السطور القادمة.
بدأت شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي من موقع «فيس بوك» حيث أسست مجموعة لدعم الفتيات المحجبات surviving hijab يتابعه حالياً 690 ألف شخص حول العالم، وهي مجموعة غير ربحية ولا تعنى بالإعلانات كغيرها من المجموعات، بل على العكس تهتم بنشر المعلومات ودعم الفتيات المحجبات عموماً، ومن خلال هذه المجموعة تمكنت من التواصل مع علامة «نايك» العالمية لتوصل فكرتها بأنه ليس هناك فتيات محجبات يظهرن في الإعلانات الخاصة بالملابس الرياضية، فكانت هي أول وجه إعلاني للعلامة، بعدها بدأت الاهتمام بالتواصل عبر موقع «إنستجرام» فوصلت خلال فترة قصيرة إلى 50 ألف متابع.
عن المحتوى الذي تقدمه عادة على مواقع التواصل تذكر أنها لا تعنى كثيراً بتصوير مقاطع الفيديو، بل تركز على نشر الصور والنصائح الصحية والرياضية والمعلومات المختصة، وتعمل على تحفيز المحجبات بأن لا يعتبرن الحجاب عائقاً لممارسة الرياضة، ومساعدتهن على تخطي فكرة أحكام الناس عليهن، وهذا لإيمانها بأهمية دعم النساء عموماً في مجال العناية الرياضية والصحة، وعلى الأخص فئة المحجبات لدحض فكرة أن الحجاب يشكل عائقاً أمامهن كما هو معتاد.
وعن الطريقة التي تمكنت بها من جذب هذا العدد الكبير من المتابعين، تقول: ما لفت نظر الناس إلي هو أنهم غير معتادين على رؤية امرأة محجبة تمتلك الإصرار والتحدي لتعيش حياتها متحررة من أي معيقات فكرية، لتتسلق الجبال وتشارك بماراثون للجري، كنت صريحة جداً خلال تصريحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي وأعتقد أن هذا أهم أسباب قربي من الناس، فلا ينفع أن نريهم الأوقات الجيدة في حياتنا وحسب، وأعتقد أن الأشخاص الذين يصورون الجانب المشرق في حياتهم، وحسب يبدون مصطنعين وغير طبيعيين بالنسبة لمن يتابعهم، لهذا أتجرد من أي تصنع أمام المتابعين فأنا إنسانة طبيعية مثلهم، أمر بأوقات سيئة، أخطئ، وأتعب، وهذا هو الطبيعي.
أما عن الرسالة التي حرصت على أن توصلها لمتابعيها فتقول: لا تسمحوا لأحد بأن يكسر معنوياتكم أو يمنعكم من تحقيق أحلامكم فقط لأنه يشعر بأن هذا الحلم كبير، فقد يكون كبيراً بالنسبة له لكنه ليس بالنسبة لكم، وهذا ما حصل معي، فقد حلمت بتسلق جبال أعلى قمم العالم، وبالفعل تمكنت من تسلق سبع قمم حول العالم، وشاركت ب11 ماراثوناً حول العالم، مرتدية حجابي وملابسي المحتشمة لأمثل مصر والعالم العربي، ونساء المنطقة، ولو أنني توقفت عندما كان يقال لي بأن أهلي لن يسمحوا لي بخوض هذا المجال لما فعلت شيئاً، لكنني كنت مؤمنة بأنني أفعل ما أريد دون أن أسيء لأحد سواء من عائلتي أو مجتمعي، ودون أن أضطر للتخلي عن حجابي أو معتقداتي، فطالما لست أسيء لأحد ولا أجرح أحداً أنا إذاً حرة أن أفعل ما أريد.
أما عن تعاملها مع الانتقادات والتعليقات المزعجة على مواقع التواصل فتعترف بأنها من أصعب المواقف التي تواجهها هي وغيرها من مشاهير مواقع التواصل، موضحة أن هناك من يجيد تجاهل هذه التعليقات المسيئة، لكنها للأسف ليست كذلك كونها لا تستطيع التغلب على حساسيتها، وهذا ما يؤثر فيها بشكل كبير مستغربة ميل البعض للتجريح والإساءة لأشخاص لا يعرفونهم ولا يعرفون قصتهم، فقط لأن صورة ما لم تعجبهم على سبيل المثال، وتوضح أن الألفاظ الجارحة من الصعب التغاضي عنها أو نسيان أثرها حتى وإن حجبت الشخص المسيء و منعته من متابعتها - وهذا أحد الحلول المستخدمة، فثمة صوت يتردد في الداخل بأن هذا الشخص المسيء قد يكون على حق، حتى وإن كان المنطق ومعرفة الذات تدحض هذه الحقيقة لكن الكلمات تترك أثرها الجارح للأسف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"