هل تتجسس التقنيات الحديثة على المستخدمين؟

ينبغي ألا يكون تَتَبع نظام تحديد المواقع العالمي هو اهتمامك الوحيد عندما تكون في الشوارع لقضاء حاجياتك . فقد انتقد الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أجهزة المسح الضوئي للوحات ترخيص السيارات وقال إنها تقوم بتسجيل كل حركة نقوم بها، وقد خلص تقرير إلى أن سيارتك تتجسس عليك، بل إن البعض يقول إن أعمدة الإنارة موضوعة في الشوارع للتجسس عليك ومعرفة مكان وجودك .

قال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية حول اتساع نطاق تتبع حركة المواطنين عبر استخدام أجهزة قراءة لوحات السيارات إلكترونياً (ALPR) لقد بات واضحا الآن أن هذه التقنية، إذا لم نحدد استخدامها ونقيده، سوف تمثل خطوة كبيرة باتجاه إنشاء مجتمع مراقَب في الولايات المتحدة، وبالطبع فإن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية يعتبر أن نظام تحديد المواقع العالمي جي بي إس الذي يقوم بالتتبع من دون إذن، هو بمثابة تطفل على الخصوصية، ولكن تقنية قارئ لوحات السيارات الإلكتروني تقترب بسرعة من النقطة التي يمكن عندها استخدامها لإعادة بناء حركات أي سيارة بالكامل، ولكن الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية قال عن هذه الاتهامات، إن ما يدهشه دائما هو سرعة وقوة تحول أسوأ مخاوف تساورنا بشأن هذه الأنواع من التكنولوجيا إلى حقيقة واقعة .

كما أن هناك مصابيح ذكية للغاية تنير الشوارع يطلق عليها نظام IntelliStreets أو الشوارع الذكية . وهي تقنية أخرى تأتي تحت وطأة انتقادات شديدة، إذ يرى الكثير من منتقديها أنها عبارة عن وسيلة لتتبع كل حركة تقوم بها . فقد ذكرت شبكة ABC الإخبارية: أنه في كل مصباح إضاءة أو عمود إنارة، هناك معالج يشبه الآي فون إلى حد كبير للغاية . وهو يتلقى مدخلات ومخرجات ويتحدث في الذهاب وفي الإياب . كما أن الأعمدة في واقع الأمر تتحدث إلى بعضها وهذا ليس كل شيء لأنك عندما تدخل إلى مجال رؤية ضوء الشارع، تكون هناك كاميرا تركز عليك . . . . بل إن في وسعها التقاط صورة لك . كما أن النظام يتمتع بالقدرة على تسجيل المحادثات، وهو ما أثار حفيظة المنتقدين الذين صرخوا بأن هذا يعد انتهاكا للخصوصية .

وبعد أن تلقت شركة Illuminating Concepts المتخصصة في مقاولات الإضاءة، انتقادات لاذعة بسبب نظام الشوارع الذكية قالت: إن الذين ينتقدون نظام الإضاءة الذي قمنا بإنتاجه والذي يسمى: إنتل ستريتس، يعد أيضاً نظاماً للأمن والمعلومات .

كما أن نظام الشوارع الذكية هو نظام موفر للطاقة . فنظام الشوارع الذكية في شكله الكامل يشمل أيضاً التحصيل وإبلاغ معلومات بشكل فوري وكامل .

ولكن مركز الديمقراطية والتكنولوجيا يحذر منذ فترة طويلة من الأخطار الكامنة في اللافتات الرقمية، إنها إعلانات لها عيون لأنها تزداد ذكاء وتفاعلية . كما حذر المنتدى العالمي للخصوصية من:أنظمة اللافتات الرقمية المزودة بأجهزة استشعار، وكاميرات وأنظمة تعرف على الوجوه وذلك بسبب خطورة عرض إعلانات مستهدفة تؤدي إلى ظهور مجتمع المرايا ذات الاتجاه الواحد .

وهناك بيانات إلكترونية في كل مكان، تصل إلى كل جانب من جوانب الحياة تقريباً، وقد يكون الدليل الرقمي على ذلك هو الشاهد الواضح . فقد كانت قناة MSNBC تتحدث عن الأمر عندما يتعلق بأن سيارتك تجمع الأدلة عبر مسجل بيانات الأحداث المثبت في السيارة، والذي يشبه الصندوق الأسود على الطائرة ومن ثم يشهد ضدك .

وقد شهدنا حرب النصوص، وهو هجوم بالرسائل النصية لسرقة السيارة، و سيارة نيسان ليف التي تقوم سرا بتسريب موقعك وسرعتك إلى المواقع الإلكترونية . وهناك أيضا سيارات مزودة بعنوان آي بي . مثل السيارة Chevrolet Volt .

والسؤال هنا هل يكمن الخطر حول كل ركن في الشارع؟ نعم في اليابان، موطن التكنولوجيا، حيث كل نوع من آلات البيع بقطع نقدية التي يخطر في بالك أنه قد تم ابتكارها، فآلات البيع بالقطع النقدية يمكنها أن تتذكر تاريخ ميلادك وأكثر من ذلك بكثير . فهناك جوانب حسنة وجوانب سيئة في التكنولوجيا عموماً، وحتى هؤلاء النقاد الذين لا يحبون تقنية التعرف إلى الوجوه يمكن أن يتفهموا أنها تستعمل في ماكينات الصراف الآلي لوقف الاحتيال والنصب .