"918 سبايدر" تُدشن عهداً جديداً في عالم السيارات الهجين

03:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد: نابغ نورالهدى

تجسد "918 سبايدر" الهجين ،2014 المؤسسة على نموذج أولي قدمته الشركة خلال معرض جنيف ،2010 جوهر الفكرة التي قام عليها بناء سيارات "بورش"، التي تتمثل في المزاوجة بين تكنولوجيا السباقات الأصيلة، وبين سلاسة الاستعمال اليومي، والأداء القوي، فضلاً عن المعدل المتدني للاستهلاك، وذلك في كلٍ واحد مُتسِق .
يدشن إطلاق هذه السيارة عهداً جديداً في عالم السيارات الهجين، إذ يرتكز تصميمها بكامله على مفهوم منظومة الدفع الهجين، لتُظهر "918 سبايدر" قدرات دفع لم يعرف لها مثيل من قبل في هذه الشريحة من السيارات، وشمل ذلك تحسينات متوازية في الكفاءة والأداء، وهي ذات الفكرة التي قام عليها بناء "بورش 911"، السيارة الرياضية الأكثر نجاحاً في العالم على مدى 50 عاماً .
وقد واجه الفريق الذي تم تكليفه بتصميمها وهندستها، مهمة شاقة، تمثلت في تطوير سيارة رياضية من الطراز السوبر للعقد المقبل، وبمنظومة دفع هجين فائقة القوة والكفاءة . غير أن تطوير السيارة من الصفر سمح للفريق الذي عمل عليها بتطوير نسخة لا تقبل المساومة .
وتكشف "918 سبايدر" صلتها الوثيقة برياضة السيارات من خلال عدد من الأشياء . فهي أولاً مصممة ومطورة من قبل مهندسي "بورش" الذين صنعوا سيارات السباق بالتعاون مع متخصصين في الإنتاج التجاري . واقتضى ذلك التركيز بشكل كبير على مفاهيم سيارات بورش التي ستشارك في سباق "لومان 24 ساعة 2014"، واعتمادها في "918 سبايدر" .
ويشمل التصميم البنيوي للسيارة، قاعدة مُدلفنة كأساس يقوم عليه بناؤها، مع محرك ثماني الأسطوانات مؤسس على محرك نموذج السباقات الأولي "LMP2"، أو "RS Spyder" . مع صناعة هياكل التحميل، والهيكلين الأحادي والتحتي، من بوليمرات مقواة بألياف الكربون، وهي مادة فائقة القوة، وخفيفة الوزن، ولدى "بورشه" خبرة سنوات طويلة فيها . ومعظم أجزاء هذه النسخة الرياضية السوبر تم استجلابها من صُناع لديهم سجلات موثوقة كمُورِّدين لمكونات رياضة السيارات .
وتجمع السيارة بين أداء سيارات السباق مع قوة قصوى تصل إلى 880 حصان، وبين الاستهلاك المنخفض للوقود والذي يبلغ 3 لترات فقط/100 كلم، وهو معدل يقل معدلات الاستهلاك لدى معظم السيارات المدمجة الحالية، ما يعني أن السائقين موعودون بالاستمتاع بقيادتها مع أقل قدر من استهلاك الوقود .

الدفع الهجين تعزيز للأداء الديناميكي

الرسالة الأساسية التي تبعثها "81D سبايدر" هي أن نظام الدفع الهجين من "بورش" يوفر أداءً ديناميكياً لا يقبل المساومة . وما جعل ذلك ممكناً هي ترتيبات نظام الدفع الرباعي، ومحرك الاحتراق، ونظام الدفع الكهربائي في المحور الخلفي، إضافة إلى المحرك الكهربائي الثاني في المحور الأمامي . وتم بناء كل ذلك على النجاح الذي حققته سيارة السباق الهجين "GT3 R Hybrid" .
ويوفر نظام الدفع الأمامي الإضافي، الذي يمكن التحكم به منفرداً، القدرة على اتباع استراتيجيات قيادة جديدة من أجل الانطلاق بسرعات هائلة، ولكن آمنة في الوقت نفسه، وخصوصاً في المنحنيات . والأكثر من ذلك هو إمكانية إدارة طاقة نظام الدفع الكهربائي بطريقة ذكية تسمح باستخدام القوة القصوى للسيارة .

خمسة إعدادات للتشغيل

الصفة المحورية في "918 سبايدر" هي توزيع القوة الدافعة على وحدات الدفع الثلاث، بحيث يمكن دمجها جميعاً، والتحكم بها من خلال نظام إدارة ذكي . ولتحقيق أقصى فائدة ممكنة من طاقات الأنظمة المختلفة، قام مهندسو بورش لدى مركز "ويساتش" للأبحاث والتطوير، بتحديد 5 إعدادات مختلفة للتشغيل يمكن تنشيطها من خلال مفتاح على عجلة القيادة على غرار سيارات السباق . وبمجرد انتقاء الإعداد تقوم السيارة بتوفير التشغيل الأكثر ملاءمة، وتعزيز استراتيجية القادة من دون أيِّ تدخل إضافي من جهة السائق، ما يسمح له بالتركيز التام على الطريق .

هدوء وأناقة

عندما يتم تشغيل السيارة، يتم انتقاء إعداد "E-Power" كإعداد تشغيل افتراضي في حال كانت شحنة البطارية كافية . واعتماداً على التحميل، يمكن للسيارة السير لمسافة تتراوح بين 16 و32 كيلومتراً بالطاقة الكهربائية وحدها . وحتى في هذه الحالة تستطيع "918 سبايدر" الانطلاق من وضعية الثبات التام والتسارع إلى 100 كلم/ساعة خلال أقل من 7 ثوانٍ، والاندفاع بسرعة قصوى تصل إلى 149 كلم/ساعة . وفي هذا الإعداد لا يتم استخدام محرك الاحتراق الداخلي إلا عند الضرورة . وعندما تنخفض شحنة البطارية إلى الحد الأدنى تتحول السيارة تلقائياً إلى الإعداد الهجين "Hybrid mode" . وفي الإعداد الهجين تعمل المحركات الكهربائية، ومحرك الاحتراق بشكل تبادلي يتم التركيز فيه على تحقيق أكبر قدر من الكفاءة، وأقل معدل من استهلاك الوقود . ويتم تعديل قوة كل وحدة دفع بما يتماشى مع الظرف الآني للقيادة، ومستوى الأداء المرغوب . وإذا كانت هناك رغبة في أداء ديناميكي أقوى، يمكن التحول إلى الإعداد الرياضي الهجين "Sport Hybrid"، حيث سيعمل محرك الاحتراق الداخلي بشكل مستمر كمصدر رئيسي لقوة الدفع، بينما يتم تنشيط المحركات الكهربائية لدعم التسارع، أو لتحسين عمل محرك الاختراق من أجل كفاءة أكبر .
وهناك أيضاً إعداد التسابق الهجين "Race Hybrid" والذي يتم من خلاله تحقيق أقصى أداء ممكن، مقروناً مع قيادة رياضية خاصة . ويستخدم محرك الاحتراق بالأساس عند التحميل العالي، كما يقوم بشحن البطارية إذا لم يرغب السائق في استخدام قوته القصوى . وفي هذا الإعداد أيضاً تقوم المحركات الكهربائية بتوفير قوة داعمة لمحرك الاحتراق .
وكذلك تم تصميم برنامج تغيير السرعات في نظام "بورش دوبلكوبلونغ" لتوفير قيادة رياضية أكبر، حيث يتم استخدام المحركات الكهربائية لتوفير أقصى قوة من أجل أفضل أداء ممكن في حلبة السباقات . أيضاً تترافق مع هذه المنظومة الميكانيكية آلية تعليق متعدد الوصلات تم استلهامها من تصاميم رياضة السيارات، مع دعمها بأنظمة إضافية مثل نظام تثبيط الاهتزازات المتكيف (نظام بورش المتكيف للإدارة الفعالة للتعليق)، ونظام توجيه المحور الخلفي الذي يقوم بضبط العمل الكهروميكانيكي بكل عجلة خلفية . وعملية الضبط حساسة للسرعة، وتوفر زوايا توجيه تصل إلى 3 درجات في كل اتجاه . وبالتالي يمكن توجيه المحور الخلفي في نفس اتجاه العجلتين الأماميتين، أو في اتجاه معاكس لهما .
ففي السرعات المنخفضة يتم توجيه العجلتين الخلفيتين في الاتجاه المعاكس للعجلتين الأماميتين، ما يوفر تسارعاً أكبر، وأكثر دِقة عند المنحنيات، إضافة إلى تقليص دائرة الانعطاف . أما في السرعات العالية، فيتم توجيه العجلتين الخلفيتين في نفس اتجاه الأماميتين، مما يوفر ثباتاً أكبر في المؤخرة عند التغيير السريع لمسار الطريق، ويؤدي ذلك إلى تحقيق أمان واستقرار استثنائيين في الحركة .
وكسيارة سوبر مصممة للاستعمال اليومي، توفر "918 سبايدر" تجربة قيادة مكشوفة لا تضاهى . فهي مزودة بسقف من لوحتين من ألياف الكربون يمكن نزعهما، وتخزينهما في حجرة الأمتعة البالغة سعتها 100 لتر .
ومع التركيز على السائق، قام مهندسو بورش بتطوير مقصورة مقسومة إلى جزءين أساسيين، الأول يضم مفاتيح التحكم الضرورية بالنسبة للقيادة، وتم تجميعها حول عجلة القيادة متعددة الوظائف، ودمجها في ثلاثة أجهزة قياس مستديرة مع شاشة المعلومات الخاصة بالسائق . أما الجزء الثاني فيضم نظام المعلومات والترفيه في الكونسول المركزي المرتفع، والذي تم تقديمه أولاً في سيارة "كاريرا جي تي" . ويمكن تشغيل التكييف، أو تعديل الجناح الخلفي، أو الإضاءة، أو نظام اتصالات بورش، أو النظام الصوتي من خلال وظيف لمسية على لوحة الشاشة السوداء المبتكرة .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"