عادي

مكافحة “إيبولا” لا تحتاج إلى إعلان “حرب”

04:02 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: عمر عدس وصباح كنعان
انتقدت عالمة اجتماع أمريكية قرار حكومة بلادها إرسال قوات عسكرية للمساعدة في مكافحة وباء إيبولا في غرب إفريقيا، بدلاً من استخدام القدرات الكبيرة والمتطورة التي تملكها في القطاع الصحي المدني . وفي موقع "كومون دريمس"، كتبت سوزان سيريد، بروفيسورة علم الاجتماع في جامعة سوفولك في بوسطن، مقالاً حول الموضوع قالت فيه:
في 26 سبتمبر/أيلول، أصدر البيت الأبيض إيجازاً عرض فيه خطة توسيع التزام الحكومة الأمريكية بمكافحة وباء إيبولا في غرب إفريقيا . وجاء في الايجاز أن "الأزمة الإنسانية هناك هي أولوية أمن قومي قصوى بالنسبة للولايات المتحدة .
ومن أجل احتواء ومكافحة الوباء، نحن نعمل بشراكة مع الأمم المتحدة وشركاء دوليين آخرين من أجل مساعدة حكومات غينيا، وليبيريا، وسيراليون، ونيجيريا والسنغال، وذلك بالتوازي مع تحصين دفاعاتنا داخل بلدنا" .
وتشمل خطة الرئيس أوباما نشر 3000 جندي أمريكي في المنطقة . وقال البيت الأبيض في إيجازه إن "الولايات المتحدة ستعبئ القدرات الفريدة للجيش الأمريكي وإدارات نظامية من أجل المساعدة في السيطرة على الوباء . وهذه الجهود سوف تستلزم تعبئة نظم قيادة وسيطرة، وقدرات لوجستية، ووحدات تدريب وهندسة" .
وسارعت وسائل الإعلام الرئيسية إلى الترحيب والإشادة بخطة الرئيس، وإعلان أن "الولايات المتحدة تشن حرباً على إيبولا"، وإن "الولايات المتحدة تخطط لإرسال قوات من أجل التعامل مع إيبولا" .
وأنا مسرورة، مثلي مثل جميع الأمريكيين، لأن الولايات المتحدة قررت - ولو بعد تأخير - إرسال موارد كبيرة من أجل مساعدة الدول والمجتمعات الفقيرة التي تعاني وطأة هذا المرض المعدي . ومع ذلك، لا يسعني إلا أني أشعر بخيبة أمل ازاء عسكرة الرد على وباء .
وإعلان "الحرب على إيبولا" يقلقني من جوانب عدة، أولاً، أنا لست مقتنعة بأن ارسال قوات عسكرية إلى مناطق عانت الأمرّين من نزاعات مسلحة مؤلمة خلال العقود الماضية هو تحرك يبعث على الثقة أو يثير الأمل بين السكان المحليين . والمرء يتساءل كيف ستستخدم هذه القوات: فهل ستتجهز بدروع وخوذات بينما تمنع سكان أحياء فقيرة من التجول، أو حتى الانتقال إلى مراكز نقالة لتلقي العلاج؟ وهل ستحمل أسلحة؟ وهل سيرعب ظهور جنود أجانب سكان المدن ويدفعهم للهرب إلى الأرياف؟
وأنا متخوفة من اعتمادنا على جيشنا واعتباره الوكالة الحكومية الوحيدة القادرة على الرد على أي نوع من الأزمات، أوليست لدينا موارد كافية للتعامل مع أزمة صحية كبرى من خلال وكالاتنا المدنية المعنية بالصحة العامة؟
إن التنظيمات العسكرية والثقافة العسكرية ليست الوسيلة المثلى للاستجابة لمعاناة البشر . وميلنا نحن الأمريكيين لتأطير المشكلات الاجتماعية ضمن مفهوم الحرب يعكس تاريخنا الكئيب من الحملات للقضاء على أمراض ورذائل (التعبيران يمكن استخدامهما بشكل متبادل) تتراوح بين إدمان الكحول والسمنة والسرطان، وإعلان حرب على مرض يوجه رسالة تفيد بأن الذين يعانون هذه المشكلات يتحملون وزراً، وإن الحروب على الأمراض تتحول بسهولة إلى حروب على الناس الذين يجسدون المرض، وعلى مدى العقود الماضية، كانت حملاتنا الوطنية المأساوية ضد المخدرات قد وضعت في إطار "الحرب على المخدرات" . وهذه المنظومة من السياسات المشحونة عرقياً، والتي وصفت على نحو أصح ب"الحرب على مستخدمي المخدرات"، أدت إلى تجهيز إدارات الشرطة المحلية باعتدة عسكرية (بما فيها دبابات)، كما أدت بصورة مأساوية إلى معدل سجناء نسبة إلى عدد السكان هو الأعلى في العالم .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"