بيوت البحر إلهام ورزق

03:36 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة:أمل سرور

البحر بالنسبة للأجداد الصديق والشريك والرفيق، مصدر الإلهام والرزق، بين ريمه الأبيض كانوا يلقون بأحلامهم وآمالهم ويشكون همومهم وآلامهم، تسمعهم أمواجه الهادرة وتنصت إليهم، وفي الأغلب لا ترد مناجاتهم فلا يعودون إلى بيوتهم الصغيرة خاويي الشِباك.
تلك البيوت التي كانت عالماً مصغراً من البحار، تحتضن كل ما يخص الأدوات التي يستخدمها الأجداد في صناعة قواربهم الصغيرة أو تلك التي يستخدمونهما من أجل صيد اللؤلؤ.
لا يمكن ألا تجد «الشاشة» في بيوت أهل البيئة البحرية، وجمعها «شوش» وتعني قارب الصيد الصغير، الذي يعد إرثاً تاريخياً، يدل على إبداع الأوائل في الاستفادة من المواد المتاحة في بيئتهم، وعلى الرغم من صغر حجم هذا القارب فإنه يتسع لأربعة صيادين، ويحتاج تصنيعه إلى رجلين وعلى مدار ثلاثة أيام؛ حيث كان يصنعه الأجداد من جريد النخل.
ولا يمكن أن تدخل إلى بيت إماراتي قديم يعمل صاحبه في البحر ولا تجد نفسك أمام «الليخ»، وهي التسمية المعروفة قديماً لشباك الصيد؛ حيث كانوا يصنعونها من خيوط الغزل، ويعمل على حياكتها عدد من الرجال يزيدون أو ينقصون حسب طولها، وتظهر مهارة الأجداد من خلال الفتحات المتماثلة في الشباك، والتي تختلف كذلك حسب أحجام الأسماك المراد اصطيادها، ويستخدم «الليخ» في الاصطياد عبر وضعه بشكل قائم في قاع البحر؛ حيث يثبت في القاع بواسطة صخور تسمى «بالمسو».ومن «الليخ» إلى «القرقور» يتفنن الأجداد في عوالمهم البحرية، و«القرقور» عبارة عن قفص كبير مختلف الأحجام، يصنع يدوياً ويستخدم لاصطياد الأسماك.

أدوات صيد اللؤلؤ

إذا كانت بيوت البيئة البحرية الإماراتية لا تخلو من أدوات صيد السماك، فهي أيضاً تختزن الكثير من أدوات صيد اللؤلؤ بما يخفيه من أساطير وحكايات، «الديين» أهمها، وهو إناء مصنوع من خيوط متشابكة يعلقه الغواص في رقبته أثناء جمع المحار والأصداف، ليضعه فيه و«الحجر» وهي حجر يعلقها الغواص في أصبع إحدى رجليه لينزل سريعاً إلى البحر، ويتصل بهذه الحجرة حبل متصل بالسفينة ليرفعها، السيب و«الزبيل» وهو الحبل المتصل بالحجر الذي ينزل به الغواص إلى قاع البحر، و«اليدا» الحبل الذي يستخدمه الغواص للرجوع إلى السفينة ليرتاح قليلاً ، و«الفطام» مشبك يضعه الغواص على أنفه ليقيه دخول الماء من خلال أنفه و«السكين» الذي يحمله الغواص معه؛ لكي يحتمي بها من المخاطر التي تحيط به.
ولا يمكن أن نتحدث عن الأجداد في بيوتهم البحرية من دون أن نذكر «القلاف» الذي يصنع القوارب من الخشب بأنواعها المتعددة.
ورغم التطور، فإن الأبناء والأحفاد لم ينسوا لحظة تراثهم وخاصة البحري، ولا يمكن أن تخلو البيوت الإماراتية الآن من إشارة إلى تراثهم البحري، مثل: المجسمات الصغيرة للسفن وأدوات الصيد؛ حباً وفخراً وتقديراً لأجدادهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"