«H1N1».. فيروس أرهق الباحثين

أزمات مرت
03:22 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة:زكية كردي

بالنظر إلى التاريخ العالمي، نجا البشر من فيروسات عدة، والأوبئة الخطيرة التي نشرت الذعر حول العالم، ومنها فيروس الإنفلونزا «H1N1» الذي اكتشف في المكسيك بداية في بلدة «لاجلوريا»، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن الوباء القاتل في 6 إبريل/ نيسان 2009، ومعها أغلقت المكسيك المدارس، والجامعات، والمتاحف، وفرضت الأقنعة الواقية، وحددت التجول، ليتم الكشف بعدها عن حالات مشابهة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، تعاني الأعراض نفسها، لتعلن المنظمة حالة الوباء من الدرجة الرابعة، أي أنه قابل للانتشار بين البشر، ووصل انتشاره لدرجة أنه تم تصنيفه على أنه جائحة «وباء عالمي خطير».
وعرف الفيروس باسم «إنفلونزا الخنازير»، لأن سلالته كانت تنتمي لفيروس الإنفلونزا «H1N1» التي تطورت من امتزاج جينات فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الخنازير، والطيور، والبشر، لكن التقارير الأولى عنه كانت تركز على أن الفيروس يضم جينات من الخنازير، لهذا التصقت به هذه التسمية، لكن التقارير فيما، بعد أكدت أن الأشخاص الذين أصيبوا بهذا المرض، تعرضوا للعدوى من مصابين آخرين، ما يعني أن هذا الفيروس ينتشر من شخص لآخر، حاله حال الإنفلونزا العادية، لكن على خلاف الإنفلونزا العادية، فإن إنفلونزا «pH1N1» تزيد احتمالات الإصابة بها، وتسببها بالوفاة بين الشباب، ومن هم في منتصف العمر، وليس عند كبار السن، والسبب في هذا أن سلالة «pH1N1» كانت مختلفة اختلافاً كبيراً عن أي نوع من سلالات الإنفلونزا الحديثة، واعتبر هذا الفيروس سليل فيروس الإنفلونزا الإسبانية التي قضت على الملايين مطلع القرن العشرين، عقب الحرب العالمية الأولى، وتكمن خطورة هذا النوع من الفيروسات في صعوبة دراسته، لكونه يتمتع بقدرة تغير سريع هرباً من تكوين أضداد له في الأجسام التي يستهدفها، وتمكن الفيروس من نشر الهلع، خاصة في أنحاء أوروبا، لانتشاره بأعداد كبيرة جداً، ما جعل أمل السيطرة عليه أكثر صعوبة، وأصيبت حينها بعض الشخصيات الدولية بالعدوى، لكن لم تنتج عنها أية وفاة، وأصيب كل من: الرئيس الكوستاريكي أوسكار آرياس سانشيز، والممثلة التركية موجان جونول، والرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي بيليث، والممثل البريطاني روبرت جرينت، وأيضاً عدد من اللاعبين في الفريق الفرنسي للرجبي برباريان فرانسيه، منهم اللاعب جريجوري لامبوليه.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن وفاة 18 ألف شخص جراء الوباء، لكن دراسة نشرتها مجموعة من الأطباء والباحثين والهيئات أكدت أن الأرقام لم تكن دقيقة، حيث كشفت الدراسة عن وفاة 280 ألف شخص، منهم 201 ألف حالة وفاة جراء أسباب تنفسية، و83 ألف حالة وفاة جراء أمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي أغسطس/ آب 2010، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن انتهاء هذا الوباء العالمي. ومنذ ذلك الوقت، قام العلماء بتغيير الطريقة التي يُسمّون بها الفيروسات. ففيروس«H1N1»يُطلق عليه الآن اسم«H1N1v». ويُشير حرف ال v إلى كلمة «variant»، وتعني «التنوّع»، وهذا يعني أن الفيروس عادة ما ينتشر بين الحيوانات، ولكن اكتُشف في البشر منذ 2011، واكتشف فيروس آخر اسمه «H3N2v» ينتشر بين البشر، ويُسبب الإنفلونزا أيضاً. وتم تضمين لقاح للسلالتين في لقاح الإنفلونزا لعام 2018-2019.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"