عادي

الجانب المظلم لنجاح الشركات الناشئة

02:05 صباحا
قراءة 3 دقائق
إدارة وأعمال
إدارة وأعمال
أحمد البشير

يسعى العديد من المؤسسين والمديرين التنفيذيين في الشركات الناشئة لبدء أعمال تجارية رائدة في الوقت الذي يتصارعون فيه مع قضايا مثل القلق والإدمان والأرق والاكتئاب وغيرها من المشاكل، فيما يعد الإجهاد والضغط بطبيعة الحال جزءاً من أي دور قيادي، وغالباً ما يكون لدى قادة الشركات الناشئة موارد أكثر للتعامل مع مشاكل الصحة العقلية. ولكن أصبح من الواضح أيضاً أن الإبداع الذي يدفع العديد من مؤسسي الشركات الناشئة لبدء قفزات جريئة، غالباً ما يكون مصحوباً بمشاكل كثيرة جداً.
أظهر بحث أجري في جامعة كاليفورنيا، أن نحو نصف رواد الأعمال عرضة لمشاكل تتعلق بالصحة العقلية، علاوة على إصابتهم بحالات أكبر من المتوسط في الاكتئاب واضطراب نقص الانتباه وتعاطي المخدرات والاضطراب الثنائي القطب وغيرها من المشاكل النفسية. وقال كيري سولكوفيتش المحلل النفسي في المراكز المتخصصة بنيويورك، إن بعض رواد الأعمال يتمتعون بدرجة عالية من الطاقة، وحاجة منخفضة للنوم، وهو ما قال إنه مختلف عن الأشخاص العاديين والأنشطة الطبيعية، مضيفاً إن هذه السمات التي يتمتعون بها تسمح لهم بالاستمرار حتى عندما يتلقون نصائح تشير إلى أن ما يفعلونه أمر خطير ويعرض الشخص لمشاكل صحية عديدة.
ويضيف المحلل إن الأعباء العملية المضاعفة لا تساعد في جعل العمل أفضل، بل إنها يمكن أن تكلف الشخص الكثير من المال والوقت للتعافي من المشاكل التي تنتج عنها، علاوة على أنهم وإذا ما أجروا توازناً بين العمل المضني والوقت اللازم للراحة، فإنهم لن يتعرضوا لأية مشاكل، وعليهم التوقف فوراً عن اعتبار أن العمل بلا توقف هو دلالة على السعي الدؤوب، حيث يمكن أن يكون من خلال إجراء التوازن المطلوب والتفكير بطريقة أكثر إبداعاً.
يقول أحد رواد الأعمال الشباب، إنه وجد نفسه في دوامة من الإجهاد، خلال فترة عمله كرئيس مشرف على أعمال شركة تعمل بمجال الحاسب الآلي، فعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذله، إلا أن الشركة تعرضت للانهيار والإفلاس بعد فترة محدودة، وقال بعدها إنه ظل يعاني لفترة طويلة من الاكتئاب الشديد إضافة إلى آلام جسدية مختلفة، وأنه عانى كثيراً وأنفق أموالاً كبيرة للحصول على الاستشارة النفسية التي تساعده في التعافي من الحالات التي ألمت به.
وأشارت ريبيكا جان ألونزي، وهي رائدة أعمال أسست شركة تدعى «نوريش إنك»، إلى أنها اعتمدت في طعامها حتى أوقات متأخرة من الليل على الأطعمة التي تحوي كمّاً كبيراً من السكريات لكي تظل في حالة نشاط ذهني وبدني يساعدها على إنجاز عملها في تأسيس شركتها التي تعمل بمجال الخدمات الغذائية. وبعد فترة من هذا الروتين اليومي، اضطرت إلى زيارة طبيب نفسي وخبير تغذية، بهدف إنقاص وزنها الذي زاد بصورة ملحوظة، إضافة إلى مشاكل نفسية حادة.
وخلال عام واحد من البدء في مشروعها، بدأت ريبيكا تعاني من الصداع وتركت إدارة الشركة لأحد شركائها المؤسسين، وعلمت حينها أنها كانت تخاطر بحياتها في سبيل بناء وتأسيس الشركة التي كانت تطمح فيها. وبعد ذلك اضطرت أيضاً لتعيين مدير تنفيذي يشرف على عمليات الشركة، فيما لم تبارح هي العيادات النفسية ومراكز الصحة العقلية وأطباء التغذية، وتخضع للعديد من الجلسات العلاجية التي تتضمن الرياضة وطرق التنفس المبتكرة وغيرها من الأنشطة.

 
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"