الحصبة.. عدو الأطفال

أزمات مرت
04:41 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: فدوى إبراهيم

ظل مرض الحصبة يحصد الأرواح لمئات السنوات، ولم يميزه أحد عن مرض الجدري الذي انتشر في الألف الأول الميلادي وما بعده إلا بفضل الطبيب الفيلسوف أبوبكر الرازي ببغداد في 900 ميلادية، بينما لم يتسن إنتاج لقاح له إلا في عام 1963.

خلال كل تلك الفترة ظل العالم، وبالأخص الأطفال، يصاب بالحصبة وبقيت تحصد ملايين الأرواح، بسبب فيروس من فصيلة المخاطانية الذي ينتقل بالاتصال المباشر والهواء ورذاذ المريض بالعطاس والسعال، وينتقل إلى الجهاز التنفسي ثم إلى باقي أعضاء الجسم.

في عام 1963 توفر لأول مرة لقاح مرخص للحصبة طوّره موريس هيلمان حينما كان يعمل في شركة «ميرك أند كوب»، وهو عبارة عن مزيج من فيروسات حيّة استخدمت في حالات تفشي الحصبة. وأفاد التطعيم على مر السنوات في خفض حالات الوفاة، ثم تناقص العدد بفضل اكتساب المناعة، إلا أن الحصبة لم تختف بل ما زالت تخلف الكثير من الوفيات لكنها انخفضت عالمياً بنسبة 79% وقدر عدد المصابين بها في 2015 ب 134200 بعدما كان في عام 2000 يقدر ب 651600 نسمة. ومازالت الحصبة شائعة في كثير من البلدان النامية وتحدث الغالبية الكبرى من وفيات الحصبة (أكثر من 95%) في البلدان التي تتسم بانخفاض الدخل القومي الإجمالي للفرد الواحد وهشاشة بنيتها التحتية الصحية.

لسوء الحظ، فإن الحصبة مرض معدٍ خلال فترة الحضانة (10-12 يوماً) أي قبل ظهور الأعراض على حامل الفيروس، والعلاج يتلخص في تخفيف أعراضه المصاحبة، ومن أبرز أعراضه الطفح الجلدي المحمر والبقع البيضاء داخل الفم على بطانة الخد، إلا أن الحصبة تبدأ بالحمى والسعال وسيلان الأنف والتهابه ثم يتحول المرض إلى حاد بارتفاع درجة الحرارة حتى تصل إلى 41 درجة مئوية، وظهور الطفح الجلدي في أنحاء الجسم، وتحدث الوفيات نتيجة لأعراض المرض وعوامل تفاقم من حدته وسوئه أبرزها ضعف المناعة، ونقص فيتامين «أ»، فيسبب الالتهاب الرئوي الحاد، والتهابات الجهاز التنفسي، والإسهال الشديد، والتهاب الدماغ والعمى. والحصبة أكثر شيوعاً لدى الأطفال دون سن الخامسة أو البالغين فوق سن 20 عاماً.

تطعيم الأطفال هو الحل الأنجع للتخلص من هذا المرض، لذلك بات هذا التطعيم روتينياً في أغلب دول العالم كما بات أساسياً في البلدان التي ترتفع فيها معدلات حالات الحصبة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه في عام 2015 تلقى نحو 85% من أطفال العالم جرعة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأوّل في إطار الخدمات الصحية الروتينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"