الشارقة: فدوى إبراهيم
ترسخت علاقة عصام الدنمي، منسق الشؤون الداخلية في معهد الشارقة للتراث، بالطهي، أكثر في فترة البقاء في المنزل، وهي ليست وليدة اليوم، بل نشأت منذ طفولته. فحياته في كنف بيئة مهتمة بتناول الوجبات المنزلية التقليدية اليمنية الأصيلة جعله يتوق للتعرف إلى مكونات تلك الوجبات.
يقول الدنمي: «منذ طفولتي وبمجرد أن سمح لي بدخول المطبخ، والتعرف إلى مكونات الوجبات التقليدية اعتبرت ذلك نقطة الانطلاق لي، وما أسهم في ذلك هو البيئة المحلية اليمنية التي تزخر بالمكونات التي ترغب أي شخص في خوض التجربة، فأنواع المنتجات الأصيلة غير المصنَعة، البهارات الفواحة، الذائقة، كلها متوفرة، والأهم هو أن الرجل اليمني لا يجد في دخوله المطبخ ما هو مستهجن، بل يفتخر بإعداده وجبة تقليدية بكل طاقته لكي يستحسنها الضيوف، وهو ما قادني لاستكمال رحلتي في الاستكشاف حتى بت أعد أفضل الوجبات التقليدية».
مع الوقت نمت خبرة الدنمي، فأصبح يشاركها في المناسبات الاجتماعية والعامة وعلى حسابه على «أنستجرام»، يعد الوصفة بمكوناتها الدقيقة من الألف للياء، ويفخر بابتكاره العديد من الوصفات وإضافة مكونات للوجبات التقليدية، ويضيف: «نظراً لسكني الحالي بمفردي، وخلال فترة البقاء بالمنزل، تحول الأمر لضرورة تسندها المهارة، صرت أطهو مختلف الوجبات، وأبتكر أخرى، وأسجل ما أفعله لأحفظه وأنقله لغيري، ولم يعد هنالك مجال للاعتماد على وجبات المطاعم، لأن فترة البقاء بالمنزل قدمت لكل منا فائدة، ومنحتني القدرة على التركيز في الطهي».
وقادت الخبرة الدنمي لأن يعد أفضل الوجبات ضمن جناح الحرف في الدورات المنقضية من «أيام الشارقة التراثية»، ويشارك الجمهور في ما يعد ويسعد لما يتلقاه من إطراء، ولعل من أبرز الوجبات التي يتقن إعدادها الدنمي، ويشاركها في حسابه على «إنستجرام»: مندي دجاج، كبسة لحم، رز مع بحري مشكل، زربيان، فحسة، صالونة سمك مع خبز تقليدي، والعديد من الوجبات اليمنية، ويستخدم الدنمي في العديد من الوصفات أواني فخارية وحجرية لتقترب من الطعم الأصلي لها في بيئتها، ولم يستغنِ الدنمي عن الوصفات العصرية للحلويات، فأعد شوكولاته بسكويت أوريو وجلاكسي وجبنة فلاديلفيا، كيك الفانيلا، إضافة إلى المخبوزات والعصائر الطبيعية.
