يشهد الاقتصاد العالمي ركوداً كبيراً في ظل جائحة كورونا، من الانخفاض الحاد في الطلب على البترول، لعدم استخدام الطائرات بسبب إغلاق المطارات، إلى التراجع الكبير في قطاع السياحة والسفر، وقطاع الصناعات الثقيلة.
ووسط كل هذه التداعيات للأزمة والكساد الذي يعم العالم أجمع، استطاعت بعض الشركات المحافظة على نشاطها وأرباحها، لتومض أسهمها باللون الأخضر بين كم هائل من الأسهم المضاءة باللون الأحمر. تلك الشركات اعتمدت على الإنترنت واستفادت من حاجة الناس إليه خلال الإقامة الإلزامية في المنازل واستخدامه سواء للعمل أو الدراسة أو الترفيه؛ مثل نتفليكس، وأيضاً شركة تطبيقات الفيديو «زوم تكنولوجي».
هذه الأزمة علمتنا أشياء كثيرة، منها الاستفادة من الإنترنت بشكل صحيح واستغلال الوقت وتوفيره، وهو ما انعكس مثلاً بشكل إيجابي في رجال الأعمال الذين استعاضوا عن الوقت المهدر في السفر من أجل عقد اجتماعات وجهاً لوجه، باستخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامج الاتصال المباشر، وعقد اجتماعات «أونلاين» لكن من ناحية أخرى، هذا التراجع في حركة التنقلات والسفر، يؤثر سلباً في الفنادق وشركات الطيران مستقبلاً.
من ضمن القطاعات التي استفادت من الأزمة تلك العاملة ضمن القطاع الصحي، حيث زاد الطلب على أجهزة التنفس والكمامات والقفازات، والتفت العالم إلى أهمية تجهيز المستشفيات بمعدات وتقنيات حديثة، قادرة على استيعاب المرضى خصوصاً في حالات الطوارئ، ومنح القطاع الطبي والتمريض حقه من الاهتمام والتقدير المادي والمعنوي.
الخوف يسبب هبوطاً جماعياً وبالتالي تزداد فرصة إعادة النظر والتفكير في تغير النهج والبدء من جديد، والاستفادة من التيسيرات المقدمة من البنوك المركزية.
فبطبيعة الحال انخفضت أسعار العقارات ولكنها ستعود إلى الارتفاع قريباً، كذلك بالإمكان الاستثمار في البورصة بشراء أسهم الشركات الهابطة، بشرط الخبرة اللازمة في سوق الأموال، والسيولة الكافية، وتوخي الحذر في الاختيار.. وأيضاً ودائع البنوك، أما الذهب فهو الملاذ الأكثر أماناً للحفاظ على الأموال من التضخم.
ولا يغيب عن أذهاننا، أن أفضل استثمار هو في الإنسان نفسه، تطوير مهاراته، والتدريب على مهارات جديدة والاستزادة بالعلم والمعرفة حتى يكون جاهزاً لمواجهة أي أزمات في المستقبل، حفظ الله الجميع وساعدنا على عبور الأزمة دون خسائر.
