«المرفع».. خزائن القمـح بين الجبال

الطويين إحدى المناطق المتمسكة بتقاليد الحصاد
05:20 صباحا
قراءة دقيقتين
الفجيرة: بكر المحاسنة

اعتاد أهالي منطقة الطويين الجبلية التابعة لإمارة الفجيرة خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز سنوياً، تخزين سنابل القمح، أو «حبوب البر» في مخازن الحبوب «المرفع» بعد حصادها من الوعوب المنتشرة بين السفوح الجبلية العالية في تلك المنطقة نهاية مايو/أيار حين تصبح السنابل غير قادرة على حبس خيرها فيها.
«الخليج» رافقت محمد راشد المخمسي، أحد مواطني منطقة المية في الطويين، أثناء تخزين سنابل القمح في «المرفع» الذي بناه على الطريقة التقليدية لتخزين محصول القمح فيه في كل عام.
يقول المخمسي: من نهاية يونيو/حزيران وحتى منتصف يوليو/تموز من كل عام أخزن سنابل القمح بعد حصادها من الوعوب الجبلية بالطريق التقليدية بواسطة اليد أو المنجل الحديدي، وبعد حصادها توضع أسبوعاً أو أكثر تحت أشعة الشمس وبعدها أخزنها إما متفرقة وإما على شكل مجموعات في «المرفع» الذي يعتبر وسيلة قديمة منذ مئات السنين واستخدمها الآباء والأجداد في تخزين حبوب البر والشعير والتمور. ويذكر المخمسي أن منطقة الطويين تشتهر منذ القدم بكثرة انتشار مخازن الحبوب بين سفوح الجبال والتي شيدها الآباء والأجداد منذ مئات السنين، لحفظ حبوب القمح، الذي انتشرت زراعته مع الشعير في الوعوب الجبلية فترة مواسم الأمطار. ويوضح أن هذه الصوامع مبنية على شكل دائري وبارتفاع متر ونصف المتر من الحجارة الناعمة والطين المطعم بالقش وأغصان أشجار السدر والسمر، ومسقوفة بالخشب ومغطاة بالرمل والجص بحيث لا يدخلها الماء، ولها فتحة صغيرة من جهة واحدة تغلق بإحكام بعد عملية التخزين، على أن يستخرج الحب من تلك الفتحة بالكميات المطلوبة طوال العام.
ويضيف المخمسي: رغم التطور، فإننا في منطقة الطويين نحافظ على زراعة حبوب القمح في الوعوب الجبلية وتخزينها عقب حصادها،فذلك مورث شعبي لابد أن نحافظ عليه ونعلمه للأبناء. لذلك أحرص دائماً على أن يرافقني الأبناء في رحلة حصاد سنابل القمح وتخزينها.
ويشير إلى أنه بنى «المرفع» بالمواد التقليدية البسيطة مثل الحجارة والطين كما فعل الآباء والأجداد؛ لحماية سنابل القمح من الظروف الجوية المتقلبة أو من الخراب.
ويشير محمد راشد المخمسي إلى أن لموسم حصاد سنابل القمح وتخزينها خصوصية لدى أهالي المنطقة الجبلية، وعادات لم تتغير، وطقوساً غنية محببة. ويقول: تنطلق كل عام عمليات حصاد سنابل القمح في الوعوب الجبلية وتخزينها في «المرفع»، بأجواء أسرية تسودها الألفة والمحبة والتعاون بين الجميع، تمتزج بأغانٍ وأهازيج حماسية خاصة بالموسم لزيادة الهمة والنشاط في النفوس، وتخفف عنهم بعض العناء وتشجعهم على العمل.
الوالد محمد علي سعيد اليماحي الذي يحرص في كل عام على زراعة حبوب القمح في وعوب جبال الطويين ويعمل على تخزين سنابلها في المخازن القديمة، يقول: عند بناء «المرفع»نختار المكان المناسب فوق صخرة مرتفعة وقريبة من الوعوب ويفضل أن يكون بعيداً عن الأشجار وفي مكان معرض لأشعة الشمس لأكثر وقت ممكن. ويبنى «المرفع» بأحجام متعددة حسب كمية القمح التي تحصد، وبطريقة هندسية بواسطة المواد المحلية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"