مســبار العــــرب

05:52 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

منذ بداية الاتحاد، وبالتحديد منذ عام 1974 استقبل المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رواد الفضاء الأمريكيين الذين كانت لهم زيارة إلى دولة الإمارات بعد الانتهاء من مشروع «أبولو» لاستكشاف القمر، وتوالت اللقاءات عامي 1975، و1976. وكان المغفور له، الشيخ زايد، رحمه الله، مهتماً كثيراً بالفضاء، وكيفية عمل «وكالة ناسا»، ورواد الفضاء. وبهذه الخطوات المباركة انطلقت مبادرات القيادة الرشيدة منذ سنوات، بوضع خطط استراتيجية بكوادر إماراتية من مهندسين وخبراء، وإبرام شراكات مع «وكالة ناسا»، ومؤسسات أخرى مختصة في شؤون الفضاء لتنفيذ مشروع الإمارات للفضاء لاستكشاف المريخ، «بمسبار الأمل»، واليوم، بات هذا الحلم.. حلم زايد، حقيقة بفضل القيادة الرشيدة التي ترجمته على أرض الواقع.
تمكنت دولة الإمارات في زمن قياسي من إبراز دورها بين الدول العظمى، فساهمت مع آخرين، وبشكل ملحوظ، في النهوض بالبشرية من مرحلة متخلفة إلى مرحلة متقدمة مستدامة. ففي المجال الإنساني، استطاعت تغيير سياق النهج العالمي بعدما كانت الدول العظمى تحتل المراكز الأولى في حجم المساعدات الخارجية، واليوم دولة الإمارات في مقدمة هذه الدول، وكذلك استطاعت أن تلفت انتباه العالم بأسره باحتضان «إكسبو 2020»، الذي يعد أكبر حدث عالمي تجتمع فيه العقول لتحسين نمط حياة الإنسان، إلى غير ذلك من قفزات تاريخية تحسب للإمارات، والعرب، والمسلمين.
وها هي الإمارات مرة أخرى تبهر العالم بإنجاز خط مباشر من دنيا العرب إلى الفضاء في رحلة طولها 493 مليون كيلومتر، من الأرض إلى، المريخ، في مدة 7 أشهر، سوف تغير من ملامح الاستكشاف الفضائي في العالم.
دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد وضعوا هذا الإنجاز العالمي الفضائي المريخي باسم كل إنسان عربي، وهذا يعد فخراً كبيراً للعرب، والمسلمين، وأهداف المشروع ذات فوائد كبيرة للبشرية جمعاء مما سوف يتم اكتشافه عن الكوكب الأحمر.
ويوم غد الأربعاء، 15 يوليو/ تموز 2020، سوف يسجل التاريخ للعرب رحلتهم للمريخ التي يقودها 200 مهندس وخبير إماراتي، بنسبة 34% من الإناث، عملوا بجهد كبير في الأشهر الماضية، مروا بتحديات كبيرة، وتجاوزوها باقتدار، ولعل أكبر تحد تمر به البشرية اليوم هو تفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي أجبر كثيراً من الدول والمنظمات على تجميد أعمالها وأنشطتها، وتفعيل العزل الصحي، إلى غير ذلك من إجراءات احترازية لمحاربة الفيروس، والتي، للأسف، وضعت تحديات كبيرة أمام إطلاق كثير من المشاريع والمبادرات المحلية، والعالمية، إلا أن الفريق الذي يعمل على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ لم يكل، ولم يعجز عن القيام بدوره رغم التحديات في تحقيق أهداف المشروع في الوقت المحدد لرحلة «مسبار الأمل» إلى المريخ.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"