قراءات

01:25 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

بلغ من جود «أبي حنيفة» أنه كان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها على غيرهم من المحتاجين، وإذا اكتسى ثوباً جديداً كسى المساكين بقدر ثمنه، وإذا وضع الطعام بين يديه غرف منه ضعف ما يأكله عادة، ودفع به إلى الفقراء.
ومما يروى عنه أنه قطع عهداً على نفسه ألا يحلف بالله في أثناء كلامه إلا تصدق بدرهم فضة، ثم تدرج في الأمر، فجعل على نفسه عهداً إن حلف بالله ليتصدقن بدينار من ذهب، فكان إذا حلف صادقاً تصدق بدينار.
ورأى ذات يوم ثياباً رثة على أحد جلسائه، فلما انصرف الناس، ولم يبق إلا هو والرجل قال له: ارفع هذا المصلى وخذ ما تحته، فرفع الرجل المصلى، فإذا تحته ألف درهم، فقال له أبو حنيفة: خذها وأصلح بها من شأنك، فقال الرجل: إني موسر، وقد أنعم الله عليَّ، ولا حاجة لي بها، فقال له أبو حنيفة: إذا كان الله قد أنعم عليك فأين آثار نعمته؟! أما بلغك أن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)؟ فينبغي عليك أن تصلح من شأنك حتى لا تَغُم صديقك.

من كتاب «صور من حياة التابعين» للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"