البشرة الجافة.. آثار نفسية وجسدية سيئة

01:09 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تعتبر البشرة الجافة من أكثر الأنواع التي تتعرض إلى مشكلات نتيجة افتقادها لليونة والترطيب الطبيعي، وفي أغلب الحالات تكون وراثية، أما البعض الآخر فيكون ناتجاً عن عوامل بيئية ومناخية ومؤثرات مكتسبة أدت إلى نقص المكونات الدهنية والمائية بالبشرة، ما يجعل ملمسها خشناً ومشققاً وتظهر الخطوط الدقيقة والتجاعيد في عمر مبكر، ولذلك فهي تحتاج لعناية خاصة وترطيب مستمر، والعديد من النصائح التي يوصي بها الخبراء والاختصاصيون في هذا التحقيق.

تقول الدكتورة مروة البدري أخصائية الأمراض الجلدية إن البشرة الجافة تكون خشنة المظهر والملمس، وبها قشرة سطحية أو تشققات عميقة واحمرار في الجلد، يمكن أن تصل إلى حد النزيف خاصة في الأطراف، الوجه، والشفتين، حيث إنها تفتقد الليونة بسبب فقدان نسبة كبيرة من المياه من الأنسجة، بالإضافة إلى الشعور المتكرر بالحكة وخاصة عند استخدام الصابون، ما ينجم عنه صعوبة في حركة المضغ أو الابتسام والكلام، وظهور الخطوط الدقيقة مبكراً.


أسباب وعوامل


توضح د. مروة أن العوامل الخارجية والبيئية تلعب دوراً أساسياً في جفاف البشرة، كانخفاض درجة الحرارة أو الرطوبة، التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، استخدام الماء الساخن بكثرة، أو بسبب التعامل المباشر مع الكيماويات ومواد البناء والمطهرات، وهناك الأسباب الداخلية التي تشمل الأمراض الوراثية كالصدفية، السمكية، الإكزيما، الفطريات وبعض أنواع العدوى مثل حدوث جفاف الجسم نتيجة الإصابة بداء السكرى، أو نقص الهرمونات بالغدة الدرقية، قلة الامتصاص من الأمعاء، أمراض الكلى، عدم شرب كميات كافية من الماء، أو تكون عرضاً جانبياً لتناول بعض العقاقير، ويتم تشخيص جفاف البشرة عن طريق الفحص السريري والتاريخ الطبي للمريض، وقياس شدة الأعراض مثل الحكة، الاحمرار، التقشير، التشققات، التجاعيد باستخدام معايير طبية، وأجهزة قياس نسبة رطوبة البشرة وفقدان المياه في سطح الجلد.


مشكلات مرضية


تذكر د. مروة أن جفاف البشرة يتعدى كونه مشكلة ظاهرية تؤثر في المظهر الخارجي، لأنه يتسبب بوجود خلل في الاحتفاظ بالمياه في الجسم، والحفاظ على درجة حرارته الطبيعية، ما يؤثر في الحالة الصحية العامة للشخص، كما يؤدي الجفاف السطحي إلى عدم القدرة على عزل السموم والمواد الكيماوية المحيطة التي تنفذ إلى داخل الجسم لتؤذي الجهاز المناعي، وتتسبب في نفاذ البكتيريا، والفطريات، والفيروسات الضارة التي تحتاج للعلاج لمنع تفاقمها أو تحولها لالتهابات أو عدوى مزمنة، فضلاً عن الآثار النفسية للحكة التي تعوق النشاط اليومي، وتعرض المصاب للأرق والإجهاد والألم.


الخطوط الدقيقة


تشير الدكتورة منال عبد الغني أخصائية الأمراض الجلدية إلى أن التجاعيد هي الخطوط الدقيقة والثنيات التي تظهر وتتشكل في الجلد نتيجة تراجع كميات البروتينات والكولاجين والإيلاستين، وتستهدف البشرة الجافة أكثر من غيرها حيث إنها تتسم بالحساسية الزائدة كما تفتقر إلى الليونة، ما يسهل علامات تقدم السن، وتصبح البشرة أقل مرونة وأكثر هشاشة حيث تقل الدهون في طبقات البشرة العميقة، وتكون مترهلة والخطوط أكثر وضوحاً، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى مثل التدخين، التعرض للأشعة فوق البنفسجية التي تساهم في تكسير الأنسجة الضامة، والتوتر واستخدام تعبيرات الوجه بشكل متكرر.


نصائح وقائية


توصي د. منال ببعض النصائح للوقاية من ظهور تجاعيد الوجه مبكراً، باستعمال الواقــي الشمسي لتجنب تأثير أشـــعة الشمس الضارة في البشرة، ووضع مرطبات الجلد بشكل يومي ودائم، لتساهم فــــي ترطيب خلايا البشرة والحفاظ على الماء بداخــــلها، استخدام مضادات الأكسدة والكولاجين الموضعي، وكريمات الريتينـــويد المستخرجة من فيتامين (A)، والحرص على تناول غذاء صحي يحتوي على الفيتامينات خاصة فيتامين (C) الذي يخفــف مــــــــن التجاعـيد، كــــما تفــيد أحمـــــاض الفــــاكهة الطبيعــــــية المعروفة باســـم الألفاهيدروكســــي أسيد، فــــي تقشـــــير البشرة وتخفيف التصبغات.


تحسين المظهر


تذكر د. منال أنه يمكن تحسين مظهر البشرة المعرضة للتجاعيد بواسطة أشعة الليزر التي تعمل على التخلص من الطبقات العالية من الجلد، وتترك جرحاً خفيف لا يلاحظ، ما ينتج عنه تحفيز الجلد على إنتاج الكولاجين بكثرة لكي يجعل البشرة خالية من هذه المشكلة، كما يعمل التقشير الكيميائي السطحي على شد الخطوط الدقيقة، وتسمح عملية حقن العضلات بالبوتوكس للبشرة بالتمدد باتجاه سلس للتخلص من التجاعيد، بالإضافة إلى حقن الفيلر حيث يقوم المختص بملء طبقات الجلد ببعض المواد كحمض الهياليورونيك ومادة الكولاجين وغيرها من المركبات الأخرى للحفاظ على شباب البشرة، ويمكن استخدام تقنية التقشير العميق باستخدام حمض الساليسيليك أو حمض ثلاثي كلوراسيتيك الذي يقلل من ظهور التجاعيد.


تدابير علاجية


تبين الدكتورة سوزان الزغبي أخصائية الأمراض الجلدية، أن جفاف الجلد عادةً غير ضار، ويتعرض له الأشخاص في معظم الحالات نتيجة عوامل خارجية مثل الطقس الحار أو البارد، انخفاض نسبة الرطوبة في الهواء، ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض على البشرة كالخطوط الدقيقة والاحمرار، أو الشعور بشد الجلد خاصة بعد الاغتسال أو السباحة، وجود حكة وخشونة وشقوق في الجلد، ولذلك تحتاج هذه الحالة إلى الاهتمام والعناية بشكل مستمر، ويتم تحديدها بحسب نوع الجلد والعمر ووجود تأثيرات نتيجة الجفاف كحب الشباب والتجاعيد والتشقق، ولذلك يجب التقليل من التعرض للماء، عدم الإكثار من استعمال الصابون القلوي، استخدام المرطبات كالجلسرين، حمض الآكتيك، الأكوافور، اليوريا، اللآنولين، وزيت الجوجوبا لحماية المناطق التي تتعرض للجفاف أكثر من غيرها كاليدين وأسفل القدمين، بالإضافة إلى استخدام الكريمات ذات القوام الكثيف، والمراهم التي تحتوى على الفازلين وخاصة في الليل.


حماية منزلية


تؤكد د. سوزان على أن وضع المرطبات على البشرة عـــــدة مرات في اليوم، يعمل كحاجـــــز لمنع تســـــرب المياه منها، واخــــــتيار الأنواع التي تحتوي على زيوت طبيعية، حـيث إنها تجعـل البشـرة تحتفظ بترطيــبها لفترة أطول، وهناك بعـــض النصائح التي تحد من التعرض للجفاف:
* ضرورة تقليل التعرض للمياه الساخنة وبحد أقصى 15 دقيقة ووضع المرطب في غضون دقيقتين بعد الاستحمام.
* استخدام الغسول المناسب للتخلص من الجفاف، والابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على المواد القلوية.
* الحد من وضع مزيلات العرق والمنظفات المضادة للبكتيريا والعطور والكحول.
* اختيار الأقمشة اللطيفة على البشرة مثل القطن والحرير، وغسلها بمنظفات خالية من الصبغات حتى لا تتسبب في تهيج الجلد.
* استخدام المنتجات التي تحتوى على الجلسرين حمض اللاكتيك أو اليوريا.
* في حال تعرض البشرة للحكة نتيجة الجفاف، ينصح بوضع كمادات باردة على المنطقة المصابة، واستخدام المرهم المخصص بحسب وصفة الطبيب لتقليل الالتهاب.


علاجات حديثة


تعد حُقن البوتكس من الإجراءات الآمنة التي ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية؛ لأنها تعمل على إرخاء العضلات للتخلص من الخطوط الدقيقة، وتمنح البشرة شباباً متجدداً، وخلوّاً من العيوب، ولا تحتاج لوقت طويل في الشفاء، حيث يستطيع الشخص مزاولة الأنشطة اليومية بعد الانتهاء من هذا الإجراء خلال ساعات قليلة، كما تُستخدم حقن البوتكس لبعض المشكلات المرضية الأخرى كالصداع النصفي، التعرق الزائد، تشنجات الرقبة، العين الكسولة، فرط المثانة، ومجموعة من التطبيقات الجمالية لتحسين مظهر الشفاه أو الخدود أو الحاجب، وعلى الرغم من النتائج الهائلة التي حققتها هذه التقنية الحديثة فإنه ربما تتسبب في بعض الآثار الجانبية في موقع الحقن كالالتهاب، الاحمرار، الانتفاخ، ويمكن أن تؤثر على الأنسجة المحيطة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"