«التلي».. إبداعات إماراتية تتوارثها الأجيال

نقوش الماضي
02:14 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»

لم تفقد المرأة الإماراتية حماسها أبداً في سعيها لصناعة زينتها، وحياكة ملابسها وتطريزها بأشكال ورسومات وألوان ترسخ هويتها وملامح تراثها وقدرتها على الإبداع.
وتعتبر صناعة «التلي» من الحرف اليدوية التقليدية التي تبرز الألوان البرّاقة والتصميمات المطرزة الجذّابة، التي انتشرت في دولة الإمارات عبر أجيال عديدة. وكانت هذه الحرفة تُستخدم لتزيين مختلف أنواع ثياب النساء، بدايةً من فساتين الزفاف والملابس الرسمية وحتى الملابس العادية. وتشبه هذه الحرفة التي تتوارثها النساء عبر الأجيال صناعة «الدانتيل»، حيث يُصنع النسيج من خلال لفّ ونسج عدد من الخيوط المختلفة مع بعضها لصناعة شريط طويل رفيع بتصميمات جميلة ومطرزة.
وتحفز صناعة التلي الباحثين في التراث الإماراتي إلى دراسة المفاهيم الجمالية المستقاة من الطبيعة الإماراتية القديمة، فالتلي تختلف رسوماته باختلاف أذواق النسوة اللاتي يقمن بحياكته، وما تتمتع به الخياطة من خبرة يؤثر في المنتج النهائي، فتشتمل على رسوم نباتية، وأخرى زخرفات هندسية ملونة، تظهر كثيراً في القماش الإماراتي القديم، أشهرها شكل «الشطرنج»، وتلي «بوجنب». ويقوم التلي على نسج ست بكرات من الخيوط «الهدوب» الملونة، وتجمع أطرافها بعقدة مشتركة تثبت بإبرة صغيرة على «الكاجوجة»، وهي مخدة قطن بيضاوية يثبت عليها التلي، لتساعد في تثبيت الخيوط ونسجها بدقة.
وصناعة التلي واحدة من المهن التراثية التي لن تتخلى عنها المرأة الإماراتية، فما زالت النساء حتى اليوم يورثن بناتهن صناعة التلي، وما زال الطلب على أثواب التلي موجوداً، وتزداد قيمتها يوماً تلو آخر، كونها من المشغولات اليدوية التراثية التي حافظت عليها المرأة الإماراتية. لذلك تحضر حرفة صناعة التلي في المهرجانات التراثية، وتقدم بوصفها جزءاً من التراث الإماراتي الذي يؤكد إبداع النساء، وذائقتهن الجمالية في تزيين الأثواب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"