«البحّــــة» أهم أعراض خلل الأحبال الصوتية

01:49 صباحا
قراءة 6 دقائق

تقع الأحبال الصوتية على مدخل القصبة الهوائية، داخل الحنجرة، وهي أوتار مرِنة تتكون من نسيج، في صورة غشاءين مخاطيين يغطيان العضلات والغضاريف، وعند التحدث تتلاقى الأوتار ببعضها بعضاً، وتهتز وتصدر صوتاً.
وتحدد وظيفة الأحبال الصوتية في الكلام، حيث يصدر الصوت من خلال مرور الهواء عبر الأحبال وتذبذبها في حالة الانغلاق، والبلع، فمن الضروري أثناء البلع والأكل بقاؤها منغلقة، بهدف حماية المجرى التنفسي من دخول الأكل، والسوائل إليه، والتنفس، حيث يجب بقاء الأحبال الصوتية مفتوحة لمرور الهواء أثناء التنفس.
أعراض أمراض الأحبال الصوتية، تحدث نتيجة الخلل في الأداء الوظيفي لها، فتظهر«البحة»، أو فقدان الصوت بسبب عدم انغلاق الأحبال أثناء الكلام، ويتعسر التنفس نتيجة عدم فتح الأحبال الصوتية، ومشاكل بالكامل في البلع، فيتسرب الطعام والسوائل إلى مجرى التنفس، وخلال أسبوعين على الأكثر، إذا لم يحدث تحسن في هذه الأعراض، تجب استشارة الطبيب.
ويجري التشخيص عادة في عيادة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، بتقييم الأحبال الصوتية بواسطة منظار خاص لحنجرة الصوت، وتقييم المناطق المحيطة به، وتجرى أيضاً فحوص أخرى بناء على وضع الخلل في الأحبال الصوتية كفحص الجهاز العصبي، والرقبة، والرئة، ويمكن أيضاً تسجيل وتصوير حركة الأحبال وذبذبتها بواسطة جهاز خاص، وفى حالة شلل الأحبال تجرى صورة ملونة للبلع لتقييم عمل الأوتار أثناءه، وفحص الأورام يتطلب صورة مقطعية للحنجرة لتحديد مدى الانتشار، ومرحلته.
وتفتح، وتغلق الأحبال الصوتية بحركة بطيئة، وثابتة أثناء توليد الصوت، ولكن عندما يصاب شخص بالالتهاب تنتفخ ومعها تتغير الطريقة التي يتحرك بها الهواء عبر الحلق، وينتج عنه تشويه للأصوات التي تنتجها الأحبال الصوتية، بين صوت أجش، أو هادئ، بحيث لا يمكن سماعه بشكل صحيح.
والتهاب الأحبال الصوتية يحدث خلاله تورم للأحبال الصوتية، ويكون حاداً، أو مزمناً، وغالباً يعالج من دون مضاعفات، أوعواقب وخيمة، كما يمكن أن تتحسن الحالة بلا علاج في نحو 7 أيام.


التهاب الأحبال


يمكن تقسيم أسباب الالتهاب حسب الحالة إذا كانت حادة، أو مزمنة، والالتهابات الفيروسية المسببة للبرد والإنفلونزا الأكثر شيوعاً في الحالة الحادة، وكذلك الصياح العالي بصورة زائدة، وقد يكون بسبب مرض الدفتيريا، ولكنها حالة نادرة، بينما التهاب الأحبال الصوتية المزمن يحدث بسبب التدخين، وتناول الكحول، فكلاهما يهيّج الأحبال، ويكون سبباً أيضاً لارتجاع المريء، وتشمل الأسباب الأخرى الإصابة بعدوى فطرية، مثل مرض القلاع، أو ضربة في الحلق، والحساسية، والجيوب الأنفية، وكذلك العدوى البكتيرية، والسرطان.
ويمكن علاج التهاب الأحبال الصوتية بالتوقف عن التدخين، حيث إنه السبب الرئيسي في تلف الشعيرات والخلايا المكونة للأحبال الصوتية، والخطورة تكمن في تحول تلك الخلايا لأورام خبيثة، وضرورة تجنب الحديث بصوت مرتفع، ويتطلب الأمر تدخلاً جراحياً لوقف الأذى عن العصب المسؤول عن الأحبال، وما يصاحبه من عدم الكلام لفترة بعد العملية. ومن ناحية أخرى، ضرورة معالجة الارتجاع المعِدي لأن ارتداد الأحماض من المعدة أثناء النوم يؤثر بشكل كبير في الحنجرة، ومن المهم تفادي ملوثات البيئة من غبار، وأتربة، ومواد كيماوية، وأدخنة، وكلها تسبب بحدوث «بحة» في الأحبال.
ويمكن استخدام «غرغرة» لبقاء الحنجرة رطبة والتخفيف من جفافها، وفي كل الأحوال يجب فحص الدم.
وتختلف الأعراض لدى الأطفال عن البالغين، فالحالة تترافق مع خشونة صوت، وسعال نباحي، وارتفاع في درجة الحرارة، والرعاية الطبية مطلوبة للأطفال الذين يعانون صعوبة في التنفس، أو البلع، وسيلان اللعاب، أو حمى درجة حرارتها فوق 39 درجة مئوية، والذين يعانون أصواتاً عالية عند التنفس.


انقطاع الإشارات


يحدث شلل الأحبال الصوتية عند انقطاع الإشارات العصبية المغذية لها، ما يؤدي إلى شلل في عضلات الأحبال يؤثر في القدرة على الحديث، وأيضاً التنفس، وهناك أسباب عدة وراء ذلك، منها تلف الأعصاب أثناء الجراحة، بجانب مشكلات في التنفس والبلع، والسرطان، ويمكن أيضاً أن يكون عدوى فيروسية، أو اضطراباً عصبياً.
ويتضمن العلاج الجانب الصوتي، إلا أن الجراحة ضرورية في بعض الأحيان، ويصيب الشلل في معظم الحالات واحداً فقط من الأحبال الصوتية، وإذا أصيب زوجاً الأحبال بالكامل، فهذا يعني للمريض أن هناك صعوبات صوتية. وتظهر أعراض الشلل في الهمس، وانخفاض طبقة الصوت، و«البحة»، والتنفس بصوت مزعج، والتقاط النفس أثناء الحديث مع عدم القدرة على الكلام بصوت مرتفع، والسعال مع الشراب، أو بلع الطعام، وتطهير الحلق المتكرر، ومع تفاقم هذه الأعراض لابد من استشارة الطبيب، فقد تتطور الحالة إلى تزايد مشكلة التنفس لتهدد حياة المريض، لأن الشلل يمنع فتحة مجرى الهواء من الانفتاح، أو الانغلاق بشكل كامل، فتحدث مضاعفات مثل اختناق، أو«اشتف» الطعام، أو السوائل، ما يؤدي إلى التهاب رئوي حاد، وخطورته تتطلب عناية طبية فورية.
ويعالج ضعف الصوت وعدم القدرة على الكلام باستمرار إذا أصيب حبل صوتي واحد بالشلل بإجراء تدريبات تخاطب لتحسين الصوت، انتظاراً لعودة حركة الحبل إلى طبيعته، وإذا لم يحدث ذلك خلال ستة أشهر يستخدم حقن الحبل الصوتي المشلول بمادة مثل الكولاجين، بحيث تزيد من حجمه وبالتالي تتحسن نبرة وحدّة الصوت إلى حد كبير، وفي حالة إصابة كلا الحبلين بالشلل فإن المريض يعانى صعوبة التنفس والاختناق، وعندها لابد من إجراء شق بالقصبة الهوائية لإنقاذ حياة المريض، وإذا لم يحدث تحسن خلال ستة أشهر من حدوث الشلل يتم استئصال الجزء الخلفي من الحبل الصوتي بواسطة الليزر الجراحي، لتوسيع مجرى التنفس بالحنجرة، من دون الحاجة إلى إجراء فتح خارجي في الرقبة.


سرطان «البحّة»


تحدث أورام الحنجرة الحميدة من فرط استعمال الأحبال الصوتية، مثل الكلام لمدة طويلة، وبصوت مرتفع، أو بسبب الصراخ، ويؤدي إلى إحداث زوائد على سطح الأحبال الصوتية، والدلالة على هذا المرض «البحة»، يمكن خلال الفحص ملاحظة عقديات صغيرة في مركز الجزء المتحرك للأوتار الصوتية، والتدرب على كيفية التحدث بطريقة تحمي الحنجرة والأوتار من المشاكل المرضية.
يلجأ الطبيب للتخلص من العقد أو الزوائد عن طريق الجراحة، وفي حالة الورم الخبيث، يعتبر سرطان الحنجرة المرض الثاني من حيث الانتشار بين أورام الرأس والرقبة، وينتشر سرطان الحنجرة أكثر في الأحبال الصوتية، ويندر ظهوره في جزء الحنجرة الذي يعلو الأحبال الصوتية، أو السفلي.
وتعتبر البحة العلامة الظاهرة لسرطان الأحبال الصوتية، وإذا استمرت أكثر من أسبوعين يجب استشارة الطبيب، فظهور سرطان في الجزء الذي يعلو الأحبال يحدث آلاماً ومضايقات في البلع، وظهوره في الأسفل يسبب صعوبة في التنفس، والاكتشاف المبكر للسرطان مفتاح العلاج، وفي المراحل المبكرة يمكن إجراء جراحة، أو أشعة، وتكون النتائج ممتازة، ويتم الشفاء، بينما في المراحل المتأخرة التي ينتشر فيها السرطان يستلزم العلاج استئصالاً جزئياً، أو كاملاً للحنجرة، مع العقيدات الليمفاوية العنقية، ويكون ذلك بالتزامن مع العلاج بالأشعة.
وتقسم مراحل المرض إلى أربع حسب مدى الانتشار، ففي المرحلتين الأولى والثانية، يتم العلاج جراحياً لاستئصال الورم، أو عن طريق العلاج بالأشعة، والجراحة بالليزر تكون بإزالة الورم من داخل الحنجرة مع الحفاظ على الأوتار الصوتية، وعلى الصوت، متجنباً طبياً مضاعفات الأشعة العلاجية على المدى البعيد، بينما العلاج بالأشعة يتم بتعريض المريض لعدة جلسات على مدى ستة أسابيع، والنتائج في كلتا الحالتين ممتازة.
ويعتمد العلاج في المرحلة الثالثة على الاستئصال الكامل للحنجرة، أو بالأشعة العلاجية، وكلاهما يعطي النتيجة نفسها، أما المرحلة الرابعة فالعلاج الأمثل هو الاستئصال الكامل للحنجرة أولاً، ثم العلاج بالأشعة بعد الاستئصال مع العلاج الكيماوي، ولكن تقدر نسبة النجاح بـ50%، وفي كل الحالات السابقة يجب إبلاغ المريض عن المضاعفات المزمنة للأشعة العلاجية.


تشنج الأحبال


يطلق على التقلص المفاجئ في الأحبال الصوتية اصطلاح «تشنج»، نتيجة وجود خلل يتسبب بضيق في التنفس، ما يمنع تدفق الهواء إلى الرئتين، ويحدث انغلاق يؤدي إلى شعور المريض بالاختناق وعدم القدرة على التحدث والتنفس، ويحتاج إلى مراجعة الطبيب المختص من أجل إجراء التشخيص الصحيح، ومعرفة إن كان ما حدث نتيجة زيادة في الحمض المعوي الذي طال الأحبال الصوتية، وواجهت الرئتان صعود الحمض من خلال غلق الأحبال.
الملاحظة الأولى للطبيب التوقف عن تناول الأدوية المسببة للحمض المعوي، مثل الكورتيزون.
تنفصل في الحالات العادية الأحبال عند التنفس وتسمى بابتعاد الأحبال الصوتية، ولكن في التشنج تنضغط قسرياً معاً ما يعرف باقتراب الأحبال، ما يسبب الانغلاق الكلي، أو الجزئي لمجرى الهواء.
ويعتقد الأطباء أن تشنج الحنجرة صورة انعكاسية لمنع الاختناق، ويعاني البعض تشنج الحنجرة نتيجة للقلق والضغط العصبي، حيث يزيد فرط التنفس والقلق خلال نوبة التشنج وضيق الحلق، ويحتاج المريض لطبيب نفسي، ويمكن إيقاف المرض عبر التحكم في عملية التنفس بالشفاه أثناء الشهيق، والزفير، إلى جانب تمارين لزيادة الليونة في الرقبة.


نعومة الصوت


يتميز صوت الرجل بالخشونة نتيجة طول الحبل الصوتي، والدليل على ذلك «تفاحة آدم»، وهو غضروف متواجد في الحنجرة حجمه كبير وبارز للأمام ما يعنى كبر حجم الأحبال الصوتية، وخشونة الصوت، ولكن يعانى بعض الرجال رقة الصوت حتى أنه يقترب من صوت الأنثى، الأمر الذي يسبب لهم حرجاً، وأسباب الحالة عدة، منها قصر طول الحبل الصوتي، أو حدوث ارتخاء، أو ضعف في الأحبال، أو لأسباب متعلقة بالهرمونات، والعلاج إجراء عملية في حالة ارتخاء الأحبال لإعادتها لوضعها، وفي حالات أخرى تتطلب الخضوع لجلسات تخاطب وتمارين على خشونة الصوت.
وتجنب الأطعمة المهرمنة من أهم النصائح اللازمة لزيادة الخشونة، وعدم تناول الأدوية التي تؤثر بشكل سلبي في الجسم، والهرمونات الذكرية مثل الكورتيزون والمهدئا ت، والابتعاد عن الضغط العصبي، والتوتر؛ لأنه يعمل بشكل سلبي على الحد من إنتاج الهرمونات، والمحافظة على الوزن المثالي، والابتعاد عن السمنة، وضرورة ممارسة الرياضة التي تحفز الجسم بشكل إيجابي لتكوين هرمون التستوستيرون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"