«كورونا» يلزم الطلاب بتناول وجبة إفطار صحية

لتكوين مناعة قوية
04:42 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: أمير السني

حذر خبراء تغذية وتربويون من خطورة التهاون في تناول واختيار وجبة الإفطار المدرسي خلال فترة انتشار وباء فيروس (كورونا) التي تحتاج إلى تكوين مناعة صحية لدى الطالب، حتى يستطيع إكمال عامه الدراسي دون التعرض لأمراض تضعف قوته، مشيرين إلى وجوب اتباع نظام غذائي صحي يحتوى على العديد من الفيتامينات والبروتينات وغيرها من عناصر بناء الجسم، التي تؤثر في استيعاب الطالب وقدرته على فهم الدرس والتركيز والمذاكرة والبحث.

يوضح الدكتور عمر محمد علي، اختصاصي التغذية أنه يتوجب على الطلاب اتباع نظام صحي، لبناء جسم قوي يستطيع مكافحة الفيروسات وخاصة (كورونا) لأن هذه الفترة تحتاج إلى عناصر غذائيّة كاملة، تمد الطالب بالطاقة الذّهنية والجسدية خلال اليوم الدراسي.
ويشير إلى أنّ الفترة القادمة يجب الامتناع عن تناول الوجبات السالبة التي لا تفيد الطالب مثل الوجبات السريعة الجاهزة والشبس والحلويات التي لا تحتوي على مواد مساعدة على بناء الجسم والمشروبات الغازية، حيث إن الوقت الذي يقضيه الطلاب في المدرسة يعادل 50 % من وقتهم خلال النهار، ما يؤكد أهمية التغذية السليمة في المدارس وجعلها وسيلة مثاليّة لغرس أسس نمط الحياة الصحي وعادات تناول الطعام بطريقة صحيّة.
ويبين أن التغذية السليمة تعتبر من أهم الأمور التي تؤثر في عملية النمو والتطور لدى الطلاب، إضافة لكونها عاملاً أساسياً لدعم القدرة على التركيز، ودعم القدرات الذهنية، وتطوير التحصيل العلمي.
إن النظام الغذائي الصحي يساعد على تطور جسم الطالب ونموه، وبإمكان التغذية السليمة أن تسهم بشكل ملحوظ في تجاوز الوباء بسلام.
ويشير إلى ضمان جودة ونوعية الطعام في الوجبة المدرسية ويوصى بتحضيرها بالمنزل، وإعداد «ساندويش» صحي من الخبز ويفضل المصنوع من القمح الكامل ويحتوي على إمكانات منوعة مثل منتجات الحليب قليل الدسم، والإكثار من الخضروات الورقية (خس، خيار، جرجير، طماطم، كوسة، بامية، سبانخ، وزهرة البروكلي).
جرعات صحية
ويقول الدكتور محمد يحيى اختصاصي التغذية، إن الغذاء المدرسي أمر بالغ الأهمية لصحة الطلاب، ويضمن حصول الطالب على التغذية التي يحتاج إليها طوال اليوم للتعلم، ويجب أن تستوفي الوجبات القابلة للاسترداد معايير التغذية، وألا توفر أكثر من 30 في المئة من السعرات الحرارية من الدهون وأقل من 10 في المئة من السعرات الحرارية من الدهون المشبعة.
ويضيف: تناول الطعام في المدرسة يوميًاً لا يعني تغذية وصحة أفضل فحسب، بل يعني أيضاً زيادة فرص الحصول على تعليم أفضل، لهذا من الضروري تشجيع الأطفال عامةً والطلاب خاصةً على تناول وجبة الإفطار، وأن تتوافر في معايير التغذية لدى الطلبة الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات.
ويقول إن انقطاع الطعام والشراب طوال فترة الليل، يحتاج الطالب فيها إلى وجبة فطور متوازنة تمده بالطاقة خلال ساعات الصباح الأولى، وتجعله يحافظ على فترة كافية من النوم، موضحاً أن بعض تلاميذ المدارس يعانون الإرهاق والإعياء أو فقر الدم، لعدم تناولهم الطعام الصحّي الذي يحتوي على العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها الجسم.
الوجبة المتوازنة
ويناشد الدكتور حسام عبدالجواد أولياء الأمور، الاهتمام بتوفير وجبة إفطار صباحية صحية تحتوي على ما بين ربع ونصف ما يحتويه الهرم الغذائي، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر إيجاباً في الوجبات اللاحقة، فيحول دون تناول وجبة الغداء بشراهة وسرعة وحتى التخمة الضارة لسد الجوع الشديد، وأن الوجبة المتوازنة هي التي تحتوي على نشويات مركبة، وبروتينات ودهنيات نباتية غير مشبعة من بينها أقراص الزعتر أو السبانخ مع كوب حليب وكعكة بينسون.
ويعتبر الحليب ومنتجاته من الأغذية المهمة للطالب، إذ توفر هذه المجموعة الغذائية نسبة كبيرة من البروتين وفيتامين «د» والكالسيوم الضرورية للنمو ولصحة العظام. ويحتاج الطالب إلى ثلاث حصص يومية من الحليب ومنتجاته، إضافة إلى الخضار وسلطات الخضار المتنوعة من 5 ألوان خلال اليوم لاحتوائها على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، التي تزيد من قدرة جهاز المناعة على محاربة الأمراض وتقي الجسم من العدوى.
ويشدد على ضرورة شرب الماء باستهلاك 18 كوباً من الماء يومياً والامتناع عن تناول مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية والعصير التي تؤدي للعديد من المشاكل الصحية من بينها السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والشرايين، والكبد الدهني، وعدم انتظام دقات القلب، كما يجب عدم تزويد الطفل بالحلويات والموالح التي تؤدي إلى الشعور بالجوع والعطش بعد فترة زمنية قصيرة وبالتالي تحد من تركيزه.
ويشير إلى أن تأثير العناصر الغذائية يختلف تبعاً لأدوارها ووظائفها وأهميتها لجسم الإنسان. فعلى سبيل المثال، نجد أن الجلوكوز هو الوقود للطاقة في خلايا المخ، ولهذا يتأثر عمل الدماغ إذا لم يتم تناول كميات كافية منه، وينعكس ذلك إحساساً بالخمول والتعب.
المقاصف المدرسية
ويؤكد التربوي عبيد علي السماحي أن للمدارس دوراً مهماً في تشكيل عادات الأكل الصحي للطلاب من خلال تقديم وجبات تحتوي على عناصر غذائية مهمة داخل المقاصف، ولكننا، وللأسف، نجد أن التغذية المدرسية تؤخذ اليوم باستخفاف أكثر من أي وقت مضى من قبل بعض الناشئة وأولياء أمورهم، في حين أن الدراسات العلمية المتزايدة، تفترض مزيداً من الاهتمام بهذا الشأن.
نظام غذائي صحي يضم العديد من الفيتامينات والبروتينات
التغذية الصحية تتطلب الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"