«الروماتيزم».. اضطراب يسبب تآكل المفصل

00:22 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تعتبر اضطرابات الروماتيزم من المصطلحات الشاملة التي تتضمن العديد من المشكلات، التي تسبب آلام المفاصل ويصل عددها لأكثر من 180 نوعاً، وتنقسم بشكل رئيسي إلى قسمين هما: شيخوخة المفصل التي تحدث مع التقدم في العمر، ويشار إليها بهشاشة العظام، والقسم الثاني هو أمراض المفصل الالتهابية التي تصيب مفاصل الأصابع، اليدين، الركبتين، والقدمين، ويمكن أن تؤثر مع تطور الحالة في الجسم بأكمله، وفى السطور القادمة يتحدث الخبراء والأخصائيون عن أمراض الروماتيزم الشائعة وطرق الوقاية والعلاج.

يقول الدكتور محمد حنفى سلامة استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل إن الروماتيزم هو مجموعة من الأمراض يزيد عددها على 140 مرضاً، تؤثر في الجهاز الحركي والعضلي للإنسان، وتصيب المفاصل، العظام، الأوتار، والأنسجة الضامة، والروماتويد، وتعتبر آلام المفاصل وعدم الحركة أهم مؤشرات الإصابة، كما يرافق ارتفاع درجة الحرارة مشكلات الأوعية والتهابات الشعيرات الدموية، ويصاحب الذئبة الحمراء تغيرات على الجلد وسقوط الشعر، وظهور بقع حمراء في الوجه، ويعانى مريض الروماتيزم المصاحب للصدفية من تغيرات واضحة في مفاصل اليدين والقدمين، إلى جانب التغيرات الجلدية.

أسباب الإصابة

يلفت د.محمد إلى أن أسباب الروماتيزم تختلف من مريض لآخر، بحسب السن وأسلوب الحياة كخشونة المفاصل، أما أمراض الأنسجة الضامة كالذئبة الحمراء، والروماتويد والتهاب الشرايين فهي تعتبر أمراض مناعية، وتحدث نتيجة خلل في الجهاز المناعة، حيث يبدأ إفراز أجسام مضادة تهاجم المفاصل وأجزاء أخري كالرئة والقلب والأمعاء، وتجدر الإشارة إلى أن العلم لم يتوصل حتى الآن إلى أسباب خلل الجهاز المناعي.

ويضيف: لا يوجد للأمراض الروماتيزمية اختبارات تشخيصية جازمة تؤكد أو تنفى الإصابة، ولكن يعتمد الطبيب على الفحص الإكلينيكي للمريض، والتاريخ الوراثي والمرضي للأسرة، وبعض التحليل الإضافية، وصور الأشعة عند اللزوم.

أعراض متنوعة

يشير د.محمد إلى أن مشكلات الروماتيزم تختلف أعراضها بحسب نوع الإصابة، فربما تظهر في شكل مرض الذئبة الحمراء، التهاب الشرايين أو العضلات، وهناك ما يسمى بالروماتيزم الانتكاسي أو خشونة المفاصل، التي ترتبط في أغلب الحالات بالتقدم في العمر، وكذلك الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات متكررة، وتؤدي أيضاً إلى خشونة مبكرة، بالإضافة إلى بعض الأمراض الروماتيزمية المتعلقة بالتمثيل الغذائي كداء النقرس الذي ينجم عن زيادة إفراز حمض البوليك، وهناك فئات مستهدفة أكثر من غيرهم بالروماتيزم مثل مريض السكر الذي يعاني من آلام روماتيزمية والتهابات في المفاصل، كما يسبب كسل الغدة الدرقية آلاماً في العضلات والإجهاد العام.

التهاب المفصل الصدفي

يذكر الدكتور قيدار الجلبي أخصائي أمراض المفاصل والطب الفيزيائي والتأهيل الطبي أن الاضطرابات الروماتيزمية تشمل العديد من الأمراض التي تستهدف المفاصل وتتسبب في مضاعفات ومخاطر تعوق الحركة وممارسة الأنشطة اليومية، وعلى سبيل المثال يؤثر التهاب المفاصل الصدفي في الجهاز المناعي الذاتي، ويصيب الأشخاص الذين يعانون من الصدفية، ويسبب تورماً للمفاصل الكبيرة الموجودة في الجسم، وتتضمن مفاصل أصابع القدمين أو اليدين أو الظهر أو الحوض.

الحمى الروماتيزمية

يوضح د.قيدار أن العدوى البكتيرية الموجودة في الحلق غير المعالجة يمكن أن تتطور إلى حمى روماتيزمية، إذ إن الجهاز المناعي يستجيب للعدوى الأولية، ما يؤدي إلى استجابة التهابية شاملة تلحق الضرر بالخلايا السليمة، وتعتبر هذه الحالة شائعة الحدوث لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 15 سنة، وتتضمن الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، الحمى أو تورم الغدد اللمفاوية، أو ألماً في المفاصل والصدر أو صعوبة في التنفس، وفي حالات نادرة يمكن حدوث طفح جلدي أو وجود كتل تحت الجلد.

الذئبة الحمراء

يلفت د.قيدار إلى أن مرض الذئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاباً في المفاصل، وينتشر في مناطق متعددة في الجسم، ويؤثر في البشرة، الكلى، القلب، الرئتين، الدماغ، أو الدم، وربما تحدث نوبة الذئبة فجأة بدون سابق إنذار، متسببة في ظهور علامات ومؤشرات غير محتملة، وتتضمن آلاماً في العضلات والمفاصل، ارتفاع درجة الحرارة الشديد، حساسية من الشمس والضوء الاصطناعي، تساقط الشعر، ظهور تقرحات على الفم، والشعور بالتعب والإجهاد العام.

التهاب الفقار

يفيد د.قيدار بأن التهاب الفقار حالة التهابية تؤثر في العمود الفقري فقط، ويؤدي إلى تصلب المفاصل الموجودة في هذه المنطقة، وفي مراحل الإصابة المبكرة يرافقها ظهور ألم في الجزء السفلى من العمود الفقري، التي تتضمن مفاصل الحوض التي تربط بين عظام الحوض والعَجز، كما يؤثر التهاب الفقار أيضاً في مفاصل الكتفين والفخذين، ورغم ندرة هذه الحالة، إلا أنها يمكن أن تُحدث بعض المضاعفات على أجهزة الجسم مثل القلب أو الرئتين أو الجهاز العصبي.

النقرس

يؤكد د.قيدار أن داء النقرس يحدث عندما يتراكم حمض اليوريك الزائد في المفاصل، ولا يعتبر من أمراض المناعة الذاتية في البداية، وتظهر أعراضه على شكل آلام في مفاصل أصبع القدم الكبيرة، ومع مرور الوقت يمكن أن ينتشر إلى مفاصل القدم والذراعين، ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات تتضمن وجود حصوات في الكلى، حيث إن وظيفة الكليتين تكمن في التخلص من نسبة اليوريك الزائد في الجسم، وربما تستمر نوبة النقرس لأيام، بسبب الضغط العصبي، ويمكن تجنب الإصابة من خلال تجنب الأطعمة الغنية بحمض اليوريك مثل اللحوم والمحار.

فئة مستهدفة

يذكر الدكتور يوجيش آجراوال أخصائي جراحة العظام أن مشكلات الروماتيزم تستهدف على الأكثر الأشخاص الذين يعانون من الآلام الناجمة عن هشاشة العظام، والمصابون بشيخوخة المفصل حيث تبدأ المعاناة من تلك الآلام بعد عمر الـ 30، وتصيب البدناء أصحاب مؤشر كتلة الجسم المرتفع، وأيضاً العاملين في الوظائف التي لا تتطلب الحركة، وتتميز بفترات جلوس مطولة، كما أن بيئة العمل غير الصحية التي ينخرط بها الأشخاص بأعمال يدوية شاقة لزمن طويل، تشكل أيضاً سبباً لإصابة فئة أخرى بمشكلات الروماتيزم في سن مبكرة، وتتمثل المضاعفات في الشعور بألم حاد في المفصل يؤدى إلى عدم القدرة على مزاولة العمل، وفي الحالات الأكثر حدة لا يستطيع الشخص القيام بأنشطة الحياة اليومية وانعدام النوم بسبب آلام الليل.

طرق علاجية

يشير د.يوجيش إلى أن علاج الحالات الخفيفة من مشكلات الروماتيزم تتطلب إجراء تعديل على أسلوب الحياة، أما في حال زادت الأعراض فيتم استخدام أدوية عن طريق الفم أو حقن في المكان المصاب، لإعادة الغضروف لتحسين تشحيم المفصل، وفي الحالات المتقدمة فيمكن أن يلجأ الطبيب للتدخل الجراحي لتصحيح محاذاة المفصل المصاب، إصلاح أو إزالة الجزء التالف من المفصل من خلال الإجراءات الجراحية التلسكوبية، ويكون الحل الأخير في عدم استجابة الجسم لهذه العلاجات هو استبدال المفصل.

الالتهاب الروماتويدى

يحدث التهاب المفاصل الروماتويدى نتيجة اضطراب في الجهاز المناعي، حيث إنه يهاجم الأنسجة الصحية الموجودة في المفاصل الزلالية عن طريق الخطأ، وتظهر الأعراض بعد المهاجمة، ما يؤدي إلى إطلاق بروتينات التهابية تسمى السايتوكينات، وتسبب تلف الأنسجة والتهاب المفاصل، ومع مرور الوقت يمكن أن يتسبب في تآكل الغشاء الزلالي والغضاريف المحيطة، ويعاني المصاب من تصلب وتورم وألم في بعض المفاصل كاليدين أو المعصمين أو الركبتين أو الكاحلين، ومن العوامل التي تساهم في الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي هي العامل الوراثي أو السمنة أو زيادة الوزن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"