جائحة أسلوب جديد للحياة

00:25 صباحا
قراءة 4 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

بما أن الفيروس الذي يقف وراء الجائحة ما زال موجوداً فإن الحياة لن تعود لطبيعتها في الوقت الحالي، وسوف تتطلب تبعاً لذلك أساليب جديدة تواكب المتغيرات. وسوف يلازمنا لمدة من الزمن ارتداء الكمامة، ويصاحبنا لوقت، قد يطول أو يقصر، المعقم؛ كما أن التباعد الجسدي الذي يفضي بطبيعة الحال إلى التباعد الاجتماعي قد ينشأ عنه الشعور بالعزلة، والوحدة، ما ينعكس سلباً على حالتنا النفسية، والعقلية، ما لم نعرف كيف نتعامل بمرونة مع هذا الوقت الحرج من تاريخ الإنسانية.
خرجت الدراسات والأبحاث العلمية بنتائج - بعيداً عن العقاقير واللقاحات - تلفت أنظارنا للمخاطر المحتملة الناجمة بطريقة غير مباشرة عن الفيروس، وربما نستلهم منها الطرق التي قد نسيّر بها حياتنا بأقل الخسائر الجسدية، والنفسية.


الكمامات الطبية


ارتبطت الجائحة الحالية في أذهان الكبار والصغار بارتداء الكمامة نظراً لأنها تستهدف الجهاز التنفسي؛ وبما أن الكمامة قد تشكل سمات الوقت القادم، فإن العلماء أعطوها ما تستحق من دراسة وتمحيص سواء في كيفية ارتدائها، أو المادة المصنعة منها.
وقام باحثون في مجال علم الميكانيكا من جامعة الينوي، بدراسة 11 نوعاً من الخامات المتوفرة في المنازل مثل فراش السرير، والملابس الجديدة، والمستخدمة، وغيرها، لمعرفة مدى مقدرتها على حجز الرذاذ الذي يعتبر مصدراً للعدوى. وتم استخدام الكمامة الطبية كمعيار.
وأظهرت الدراسة أن جميع الأقمشة التي تم اختبارها فعالة بشكل كبير في منع 100 نانومتر من الجسيمات التي تحملها قطرات الرذاذ عالية السرعة مماثلة لتلك التي قد تنطلق عن طريق التحدث والسعال والعطس، حتى لو كانت طبقة واحدة. وتبين أيضاً أن الأقمشة الأكثر نفاذية يمكن أن تحقق الغرض في حالة كانت طبقتين، أو 3 طبقات، فعلى سبيل المثال، وُجد أن قماش القميص له مقدرة على حجز الرذاذ تشبه تلك الموجودة في القناع الطبي مع الحفاظ على قابلية تهوية مماثلة أو أفضل.


أجهزة التعقيم


نشاهد في مدخل كثير من الأماكن العامة حجيرة صغيرة يمر عبرها الزائر حتى يتم تعقيمه من الخارج قبل دخوله للمكان، ويتساءل كثير من الناس عن مدى فاعلية تلك الأجهزة في تحقيق الغرض المطلوب.
ووجدت دراسة أجراها باحثو جامعة هيروشيما، أن استخدام ضوء الأشعة فوق البنفسجية C بطول موجي 222 نانومتراً، وهو أكثر أماناً للاستخدام حول البشر، يقضي بشكل فعال على فيروس كورونا المستجد.
ويقول الباحثون إن تلك الأشعة لا تخترق الطبقة الخارجية غير الحية للعين البشرية والجلد، لذلك لن تسبب ضرراً للخلايا الحية تحتها. وهذا يجعله بديلاً أكثر أماناً، وفاعلية لمصابيح مبيد الجراثيم 254 نانومتراً المستخدم بشكل متزايد في تطهير مرافق الرعاية الصحية.


النظارات واقية



كشفت دراسات متأخرة عن أن العين نافذة يمكن أن يدخل منها فيروس كورونا للجسم لوجود المستقبلات التي يرتبط بها الفيروس عند دخوله للخلية الجسدية. وهنا يتبادر سؤال حول فائدة ارتداء النظارات في صد الفيروس.
يقترح فريق من العلماء من الصين أن الأشخاص الذين يرتدون النظارات أكثر من 8 ساعات في اليوم قد يكونون أقل عرضة للإصابة بالعدوى.
وتسلط نتائج الدراسة الحالية الضوء على حقيقة أنه من أجل احتواء انتشاره بشكل فعال، يجب على الأشخاص ممارسة جميع تدابير الوقاية الموصى بها، مثل غسل اليدين بشكل متكرر، وتجنب لمس العينين باليد، إضافة إلى ارتداء الأقنعة، والحفاظ على التباعد الجسدي، واتباع قواعد العزل المنزلي. ويمكن أن يُضاف إلى ذلك ارتداء النظارة الطبية، أو الشمسية عند التواجد في الخارج.


وسائد «الألياف الدقيقة»


تابع الباحثون كل مناحي الحياة اليومية لمعرفة الطرق التي يمكن أن ينتقل بها الفيروس للإنسان؛ وكانت الوسائد إحدى محطات البحث.
وتشير دراسة جديدة أجراها باحثون صينيون ونشرتها مجلة «علم السموم البيئية وسلامة البيئة»، إلى أن مسببات الأمراض التنفسية التي تخرج من النائم أثناء التنفس، أو سيلان اللعاب لا تسقط على أغطية الوسائد فحسب، بل يمكنها أيضاً اختراق الغطاء الخارجي، وتذهب إلى حشو المكون من الألياف الدقيقة.
ويمكن أن يظل الفيروس حياً على الألياف لعدة ساعات، إلى عدة أيام، في درجة حرارة الغرفة، وبعد دخوله يصبح من الصعب تطهير الوسادة بالطرق المعروفة؛ وهي نتائج تهم بدرجة كبيرة نزلاء الفنادق، حيث يجب عليهم الحذر بشدة.


حرائق الغابات


لا تنفصل البيئة عن صحة الإنسان، لذلك يشكل الحفاظ على سلامتها أحد العوامل الأساسية لصحة الإنسان. ويحذر خبراء الصحة من أن انخفاض جودة الهواء وتصاعد الأدخنة من حرائق الغابات ربما يزيد خطر الإصابة بكوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد.
وأوضح علماء السموم البيئية من جامعة ولاية بويز، الآثار الضارة لتلوث الهواء، لا سيما الدخان الناتج عن حرائق الغابات، على الصحة وسط جائحة فيروس كورونا.
وأشار الباحثون إلى أن الجمع بين درجات الحرارة المرتفعة وزيادة مستويات الجزيئات الناتجة عن الحريق يمكن أن يؤثر سلباً في صحة الرئة. وإذا كان الشخص يعاني تلفاً في الرئة، أو مرضاً في الجهاز التنفسي، فإن مستويات جزيئات الدخان، وإن كانت معتدلة، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المرض.


الصحة العقلية


بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن «كوفيد-19» جائحة عالمية في منتصف مارس/ آذار 2020، دخلت سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى إبطاء انتشار الفيروس المسبب للمرض، منها إغلاق المدارس، والأعمال ومتطلبات التباعد الجسدي. وانعكست تلك الإجراءات سلباً في الحالة النفسية للبعض، وأصبحوا يشعرون بالعزلة والوحدة خاصة كبار السن، ولكن ارتبطت إجراءات أخرى إيجاباً بالصحة العقلية.
ووجدت دراسة جديدة من جامعة بنسلفانيا أن بعض إجراءات التعامل مع المرض، كارتداء الكمامة والتركيز على تعقيم اليدين، ارتبط إيجاباً بالصحة العقلية.


حمية الكيتو


تقول دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ييل وجامعة لانجون هيلث، وجامعة واشنطن، إن النظام الغذائي الكيتون (نظام غذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات) يساعد على تخفيف النتائج السريرية لمرضى فيروس كورونا. ويتحقق ذلك عن طريق تحسين وظائف الاستقلاب الغذائي المناعي، وتقليل الالتهاب.
ويتعرض نشاط الجهاز المناعي للخطر بشكل عام عند كبار السن بسبب الضعف المرتبط بالعمر؛ وفي الدراسة الحالية التي أُجريت على الفئران المسنة، لاحظ العلماء أن ارتفاع مستويات بيتا هيدروكسي بوتيرات الناجم عن النظام الغذائي الكيتوني يمنع تجميع مركب الجسيم الملتهب، ما يحد بدوره من الالتهابات.
وتشير نتائج الدراسة الحالية إلى أنه يمكن استخدام النظام الغذائي الكيتون كتدخل متاح وبسيط لتحسين نتائج حالة مرضى «كوفيد-19» من كبار السن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"