عادي

الصداع تغيرات دماغية غير طبيعية تسبب الآلام

20:57 مساء
قراءة 5 دقائق
الصحة والطب


تحقيق: راندا جرجس
يظهر الصداع على شكل آلام في أعلى أو أحد جانبي الرأس، ويستهدف عدداً كبيراً من الأشخاص خلال المراحل العمرية المختلفة، ويمكن أن يكون كعارض مرافق للعديد من المشكلات المرضية مثل الإنفلونزا، الجيوب الأنفية، ويزول بعد الشفاء منها، أو بسبب التغيرات الهرمونية والإفراط في تناول بعض الأدوية والتدخين، أو نتيجة اضطراب طبي ناجم عن تغيرات غير طبيعية في الدماغ، وتسبب التهاب وتضخم في الأوعية الدموية، وبالتالي الضغط على الأعصاب، وفي بعض الحالات يكون دلالة على تعرض الشخص للضغوط النفسية أو الاكتئاب والإجهاد في العمل، وهناك أنواع من الصداع غير الدائم، ينتهى ثم يعود وترافقه نوبات مفاجأة كالصداع الوعائي، التوتري، العنقودي، والنصفي، وتؤثر هذه الهجمات بشكل سلبي في حياة المصاب، وتعوق القيام بالأنشطة اليومية، وفي السطور القادمة يحدثنا الخبراء والاختصاصيون عن ثلاثة أنواع من الصداع وطرق العلاج والوقاية.

يقول الدكتور قيصر زخكا استشاري طب الأعصاب: إن الصداع هو ألم يشمل مناطق مختلفة من الرأس، فربما يصيب الجبهة، أو النواحي الجانبية (الصدغية) أو الخلف (المنطقة القفوية) أو أعلى الرأس، وتتعدد الأنواع بحسب مكان الإصابة ومدى تكرارها، وترافقه بعض الأعراض مثل: الدوخة، الغثيان، القيء، ارتفاع درجة الحرارة، تشوش البصر، طنين الأذن، آلام بالرقبة وغيرها.
أنواع الإصابة يوضح د. قيصر، أن أسباب الإصابة بالصداع تختلف بحسب العمر، الجنس، طبيعة الأعراض، ومكان الألم، وهل هو متكرر أو ثابت، ومدى استمراره بنفس الشدة وزيادته أو نقصانه، وربما يكون ناتجاً عن بعض المشكلات المرضية كالإنفلونزا، التهاب الجيوب الأنفية، وجع الأسنان، ارتفاع الضغط الشرياني، آلام الرقبة البسيطة، أما الصداع المتكرر الذي يزول بالكامل ثم يعود من جديد بشكل متقارب أو متباعد، مع نوبات متكررة لدقائق أو ساعات فهو يسمى الصداع الأساسي أو الوعائي، ومن أنواعه التوتري، الشقيقة، العنقودي، وهناك أيضاً الصداع التدريجي الناتج عن وجود أورام، أو خراجات، وآفات وعائية.
فئة مستهدفة يشير د. قيصر إلى أن الصداع يعتبر من أكثر المشكلات المرضية التي تستهدف الأشخاص في جميع الفئات العمرية، ويختلف سبب الإصابة بحسب السن، ففي الغالب يكون عند الأطفال ناجماً عن الإنفلونزا، التهاب الأذن والجيوب، التعرض للرضوض أثناء اللعب، أما في سن الشباب فيكون غالباً من نوع الصداع النصفي التوتري، ومع تقدم العمر يحدث نتيجة الأسباب التكتلية والوعائية، أما السيدات الحوامل فيصيبهن الصداع بسبب تسمم الحمل وبعض النزوف الدماغية والتخثرات الوريدية.
تدابير الوقاية يلفت د. قيصر، إلى أن الركن الأساسي في الوقاية من الإصابة بالصداع تبدأ من الالتزام بنمط الحياة الصحي، التغذية الجيدة، وعدد ساعات النوم الكافية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتعزيز الجهاز المناعي، والاهتمام بعمل الفحوص الدورية بعد سن الأربعين ومراجعة الطبيب المختص؛ حيث إن الكشف المبكر يعتبر من أهم وسائل الوقاية والحماية من الأمراض، وكذلك المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والقلب وداء السكرى.
أعراض الشقيقة
يوضح الدكتور فيفيك كاران مختص الأعصاب التداخلية والسكتة الدماغية، أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً في الإصابة بالصداع النصفي أو ما يسمى الشقيقة، إضافة إلى بعض الاضطرابات التي تسبب عدم الاستقرار في تعامل الدماغ مع المعلومات الحسية، وتؤثر في التغيرات الفسيولوجية في الجسم كالنوم والتمارين الرياضية والجوع، وترافقه مجموعة من الأعراض الشائعة، التي تتراوح شدتها من شخص لآخر، وتعوق القيام بالأنشطة والأعمال في الحياة اليومية للمريض، وتتمثل في الشعور بالألم في جانب واحد من الرأس، تشوش الرؤية، ووجود بقع عمياء في مجال البصر، الدوخة، الغثيان، القيء، والحساسية من الضوء والأصوات والروائح، وفي حالات نادرة تحدث صعوبات التحدث، الطنين، مشاكل في السمع، الدوار، وخز في اليدين والقدمين.
عوامل الخطر
يشير د. فيفيك إلى أن الصداع النصفي يستهدف الأشخاص من عمر 15 إلى 55 سنة، ويعتبر النساء الأكثر عرضة لهذه المشكلة مقارنة بالرجال، نتيجة التغيرات الهرمونية التي تتعرض لها السيدات قبل أو بعد أيام الدورة الشهرية، وكذلك أثناء الحمل، أو بعد انقطاع الطمث، إضافة إلى العديد من العوامل والمسببات التي تزيد من فرصة الإصابة عند بعض الأشخاص، كوجود تاريخ عائلي للمرض من أقارب الدرجة الأولى، الذين يعانون الاكتئاب، القلق، السكتة الدماغية، الصرع، وارتفاع ضغط الدم.
وسائل الحماية
يؤكد د. فيفيك، أن الحماية من الصداع النصفي تعتمد بشكل رئيسي على الابتعاد عن المحفزات المحتمل أن تهيج حدوث النوبات والهجمات، مثل اضطرابات النوم، التعرض للإجهاد، انخفاض نسبة السكر في الدم، التجفاف، الأنوار الساطعة، الأصوات العالية، التغيرات الهرمونية، إضافة إلى الإقلاع عن التدخين وعدم شرب الكحوليات، وأسلوب التغذية الصحي والابتعاد عن الوجبات والأطعمة التي تحتوي على التيرامين الموجود في الفول، والجبن المعمر، منتجات الصويا.
الصداع العنقودي
يقول الدكتور عبد الجواد مروان مختص طب الأسرة: إن الصداع العنقودي يأتي على شكل نوبات يمكن أن تصل إلى 8 نوبات في اليوم، وربما تستمر لأسابيع أو أشهر، وتستغرق من 15 إلى 180 دقيقة، ثم يختفي الألم لفترة أو سنوات عدة، وفي الغالب يتركز الألم على جانب واحد من الرأس، ويكون شديداً لدرجة يصعب على الشخص ممارسة الأنشطة الطبيعية ويتداخل بشكل سلبي في نمط الحياة، ولا يوجد حتى الآن سبباً معلوماً لحدوث الصداع العنقودي، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة مثل العوامل الوراثية، التدخين وشرب الكحوليات، ويستهدف الرجال أكثر من النساء.
بدون إنذار
يشير د. عبد الجواد، إلى أن نوبات الصداع العنقودي، تأتى عادة بسرعة، دون سابق إنذار، ويرافقها ألم شديد على جانب واحد من الرأس، وفي أحد العينين وخلفهما واحمرار ونزول الدموع، ويمكن أن ينتشر ليصل إلى أماكن أخرى من الوجه والرأس والرقبة، إضافة إلى الشعور بالتململ، سيلان أو انسداد الأنف، كما يمكن ملاحظة تعرق الوجه، شحوب الجلد، وارتخاء الجفن في الجانب المتأثر.
النوبات والهجمات
تعد النوبات من أكثر الأعراض المرضية التي ترافق الإصابة بالصداع بأنواعه وتزيد مع الشقيقة، ويرافقها آلام تتراوح شدتها بحسب الحالة، ويشير العلماء إلى أنها ناتجة عن تغيرات شاذة في الدماغ، تحرض على حدوث التهاب في الأوعية الدموية، وبالتالي تورمها وانضغاط الأعصاب الموجودة بها، كما اكتشف الباحثون بعض المحرضات التي تحفز حدوث النوبات بشكل متكرر، مثل عدم انتظام ساعات النوم، التغيرات الهرمونية عند النساء، القلق والتوتر، تغيرات المواسم المناخية، والأطعمة كالبقوليات كالفول، ومنتجات الصويا.
طرق التداوي
يذكر د. عبد الجواد، أن الصداع العنقودي لم يكتشف له حتى الآن علاج نهائي، وتعمل طرق التداوي الموجودة كمهدئات لخفض حدة الألم، وتقليل مدة الصداع، ومنع النوبات التي تداهم المريض فجأة، ولذلك فهي تحتاج إلى أدوية قوية وسريعة المفعول، وعلى سبيل المثال يعد استنشاق الأكسجين النقي بنسبة 100% باستخدام القناع آمن ولا توجد له آثار جانبية، ويوفر قدر كبير من الراحة للمرضى المصابين بالصداع العنقودي، إضافة إلى الحقن التي يتم إعطاءها للمصاب على شكل رذاذ للأنف، أما العلاجات الوقائية فتشمل حاصرات قنوات الكالسيوم والستيرويدات القشرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"