عادي

«بتكوين» إلى الواجهة مجدداً.. هل تتحول حقاً إلى ذهب؟

21:59 مساء
قراءة 3 دقائق
«بتكوين»

يعيد التهافت المتجدد على عملة بتكوين التي تخطت قيمتها في تداولات الجمعة، 15 ألف دولار، في أعلى مستوى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، الجدل بشأن طبيعة العملات الرقمية: هل هي «ذهب رقمي» أم أصول تنطوي على مجازفة؟
فقد ارتفعت قيمة «البتكوين» بأكثر من 30% خلال أسبوعين ونصف الأسبوع لتقترب من المستوى الأعلى المسجل في ديسمبر/كانون الأول 2017 والذي قارب 20 ألف دولار. وبدأت بتكوين صعودها في 21 أكتوبر/تشرين الأول عندما أعلنت مجموعة «باي بال» العملاقة في مجال الدفع الإلكتروني إطلاق خدمة تتيح «شراء عملات افتراضية وحفظها وبيعها».
وقال رئيس الاتحاد من أجل تطوير الأصول الرقمية سايمن بولروت: «هذا تثبيت لسوق كان يسوده غموض نسبي قبل سنوات».
ومنذ إطلاقها في 2008 على يد شخص مجهول، تقدّم «بتكوين» نفسها بديلاً عن العملات التقليدية من دون ضوابط من المصرف المركزي، وتتولى إصدارها شبكة لامركزية، في مسار ثوري جمع طويلاً بين الأدوات المالية التقليدية والعملات المشفرة.
وأشار بولروت إلى أن وصول لاعبين تقليديين إلى سوق «بتكوين»، بما في ذلك «باي بال» و«ماستركارد»، يمنح «إشارات بالغة الأهمية» عن تجدد الاهتمام بهذه العملة الافتراضية.
كما أن اللاعبين في القطاع ليسوا وحدهم من يقول ذلك، فبعد إعلان «باي بال»، يتحدث المحللون في «جي بي مورجان»؛ أكبر مصرف استثماري في العالم، عن أوجه شبه كبيرة بين البتكوين والذهب.
وأشار هؤلاء إلى أن حجم الرساميل في سوق العملات المشفرة أعلى بعشر مرات من ذلك المسجل على صعيد الذهب. وفسّـرت وسائل إعلام متخصصة ذلك بأنه مؤشر على قدرات نمو كبيرة للبتكوين على الرغم من أن المدير التنفيذي للمصرف جايمي دايمون، وصف هذه العملة الافتراضية قبل عامين بأنها «ضرب من الاحتيال».
وفيما اعتبرت «جي بي مورجان» أن حلول البتكوين محل الذهب قد يتطلب سنوات عدة، فإن سعر العملة الافتراضية ارتفع بنسبة 8,81%، الخميس، فيما ارتفع سعر الذهب في الوقت عينه بنسبة 2,45% بدفع من التشويق السائد بشأن نتائج الانتخابات الأمريكية. وقد أدى ذلك إلى إعادة المقارنة بين هذين النوعين من الأصول.

ذهب رقمي؟

ولفت بولروت إلى أن «العملات الافتراضية قد تشكل ملاذاً في إطار تراجع الثقة في النقد الإلزامي».
وأسوة بالذهب، من شأن البتكوين الإفادة من سياسات البنوك المركزية الكبرى التي تكثف جهودها لتطويق التبعات المدمرة لجائحة «كوفيد ـ 19»، ما من شأنه الإضعاف من جاذبية العملات التي تصدرها.
ويشير البعض مع ذلك، إلى الطابع المتذبذب القائم على المضاربة لهذه العملة الافتراضية الأشهر، فيما يرفض مراقبون كثر للأسواق التقليدية الخوض في الموضوع.
وقال وسيط تجاري في لندن: «لا مكان للبتكوين في محفظة العملات»، مبرراً رفض ذكر اسمه في موضوع عن هذه العملة المشفرة بالقول: «في مارس/آذار، فقدت البتكوين ما يقرب من 25% من قيمتها. بالنسبة لمدير أصول من العملات يستخدم الذهب لإيجاد توازن مع بقية استثماراته، تحمل البتكوين أثراً مدمراً»، لكن بحسب تشارلز موريس من شركة «بايت تري» المتخصصة في العملات المشفرة، فإن «البتكوين تحقق أداء شبيهاً بأسهم شركات التكنولوجيا، الترابط الأقوى هو مع الشبكات الاجتماعية» مثل فيسبوك.
وقال: «هذا النوع من الأصول أقل ارتباطاً بالسوق. ثمة كثير كذلك كالفنون مثلاً، لكن نقطة القوة التي تمتلكها البتكوين مقارنة بها، هي سيولتها».
وأشار موريس إلى تشابه في الاستخدام بين البتكوين والذهب، فلجأ بعض مستخدمي الإنترنت في السنوات الأخيرة إلى العملات المشفرة لمواجهة التضخم المتعاظم في بلدانهم. (أ.ف.ب)

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"