ندف المطر

22:46 مساء
قراءة دقيقة واحدة

ندف المطر..
هدوء غلف المكان..
سكنت الحيوانات، وعادت الطيور أدراجها..
لا يحرك عود الغصين ساكناً..
تعانقت الغيوم.. حتى تمازجت إحداها مع الأخرى..
أرعدت، فاهتز المكان.. ولمع بارقها..
ثم سكبت جميل ما لديها..
تناثر ندف المطر، فأحدث إيقاعاً خافتاً.. طرقات خفيفة يخبرنا بقدومه..
عمّت الأرجاء.. من دون استثناء.. صافحت الأرض بعد طول انتظار.. فأحيت ما جف فيها، وما دفن في قلبها..
سيمفونية تناغمت بعذوبة مع صوت الحياة..
تمازج برائحة فوّاحة ندية.. انتشرت سريعاً.. رائحة الحياة..
قطرات تحمل معها بلسم الحياة.. تحيي بها الأرواح.. وتسكن بها النفوس..
توحي بالفرح وجميل ما هو قادم..
زخات صافية غسلت كل ما علق بها من أدران.. وبدّدت ما يشوب النفس من أحزان..
وضمدت الجراح والآلام..
الأطفال يتراقصون .. بهجة وسعادة تلفهم..
حركات أنعشت الأمل من جديد..
دبّت الحياة فيها.. وضخ الدم في عروقها..
روت الظمآن.. وسقت العطشان..
يرحل سريعاً..
يشعل جذوة الإبداع..
ويرسم لوحة فنية تناسقت أبعادها.. جادت فرشاتها من جمال ما رأته..
جمال يطوقه إحساس بهي.. وشعورٌ ندي..
تتسابق قطرات الماء على أوراق الشجر.. تحرك ما سكن فيها..
تشرق ألوانها خضرة يانعة.. هبوبٌ بارد يصافح تلك البساتين..
تتزاحم طيورها لتشدو بأعذب النغمات..
بلورات عكست الضياء في الأفق..
أحيى الوجود.. وزال ما ترسب بها من الزمان..
فتلك هي الحياة.. تحيا بكلمة طيبة.. وابتسامة رقيقة..
يأتي المطر ويترك بعده جميل الأثر.. بصمة خلفه.. لا يستمر،
نرحل وما تركناه يبقى أثره..

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"