فوق رأسه المطر

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

فوق رأسه المطر، خارجاً من أزماته مع الوقت والمعنى، هو الاسم العلم، يقرر فتح أياديه الخضراء للملح والغافة، وعلى الرغم من أن بعض الأصدقاء الحقيقيين «ذهبوا ناقصين» إلا أن الشعر كامل عندما يخرج كليلاً من أرض، الشعر الذي نحفظه عن ظهر روح والذي ننشد به الوطن ونُحيي العلم بأبياته واضعينه نصب دقة القلب؛ ذلك الذي يمتلئ بالعاطفة والفجر وأثير الإذاعات، حين يتقدمنا الشاعر ويقول «فوق بيتنا علم، فوق بيتنا قسم»، واثق الخطوات ومسؤول عن وضع البياض في أيدي الغاصة والصيادين، نابض بالحياة وهو يغرف من بحر رأس الخيمة، هو أحمد عيسى العسم الشاعر والأديب الإماراتي الذي يحفظ المشهد كاملاً في رئته وله «سوالف شوق» لا تنتهي.
مع العسم الأماكن دليل الذاكرة، والفرجان لها نصيب في أغاني النهام، «المحارة»  وهو اسم حيه الأول  تحدد مساره وتشترك في ضجيجه الأول، فكل الاكتشافات بدأت من الفريج الحاضن لرطوبة الملح، وعندما تبحث عن قصته ستجدها في التفاصيل الصغيرة المتوارية في«السكيك». 
أما الجرأة على الحب والحياة فهي عنوان رحلته مع الوعي، وسمة نظرته «الحلوة التي تعطيه جمالاً واسعاً» على الرغم من تقلب الزمان وتغير الظروف.
العلَم هو نخلة الشوق التي لن تعرف عطشاً طالما في الأرض قصيدة تمس حياتنا، وتحكي عن رحلاتنا في شرق الذاكرة وغربها، والمخلصون لبحورها يندفعون بحرية حمام، كلاسيكيون، حداثيون، رمزيون وشعراء، وخيط المعنى الذي يربط الكل بالكل والجزء بالكل، هو الدليل إلى السر في البيت والوادي والجبل، «والقلب المنفتح» يسيل كحقيقة مريحة، حتى لو مرض الشعراء.
وللمرض قصة أخرى تؤكد أن «القلب خضر»، والنص مشترك بين سبعة، والمزيد من الأوراق لكتابة إبداعية هو دواء العليل، وعلى الرغم من أن «بو محمد» ظن أنه «يسير وحيداً كتلك الأشياء في الطرقات»، فإن النهوض يحتاج إلى آلاف العيون الراصدة للشمس تحت الراية، ويحتاج للتفاؤل على الرغم من «البكاء في الزوايا»؛ لأن أساتذة الشاعر اقتنصوا «الحب والزملاء والمشاكسات» وعلموه أن «القراءة كنز والثقافة نور»، ولم يكن غريباً على أهل القلم في كل الإمارات استحضار التاريخ واستقراء المستقبل، كما لم يكن غريباً على أحمد العسم أن يخلص «للألف واللام» وصديقه الصياد والبحر الكبير والشعر والدار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"