دبي: «الخليج»
توفي المصمم الفرنسي العالمي بيير كاردان، مؤسس العلامة التجارية التي تحمل اسمه، في فرنسا عن عمر يناهز الـ 98 سنة. ولد كاردان، في إيطاليا، عام 1922 في مدينة «سان دي بيجايو كالالتا»، لكنه هاجر إلى فرنسا وترعرع فيها منذ الصغر.
بدأ كاردان، مسيرته في عالم الأزياء في عمر الـ 14 سنة؛ حيث إنه تعلم أساسيات التصميم كمتدرب في أحد محال إحاكة وبيع الملابس في فرنسا. في عام 1939، انتقل كاردان، إلى مدينة «فيشي» الفرنسية، ومن هنا بدأ في صنع الملابس بنفسه.
مع بداية الحرب العالمية الثانية، عمل كاردان، في الصليب الأحمر، وقد كانت هذه الخطوة نقطة تغيير جذري في حياته، حين أنه اكتشف من خلالها ميوله للأعمال الإنسانية التي ما زال أثرها ملموساً إلى اليوم. ما إن انتهت الحرب، انتقل كاردان، إلى باريس ليبدأ محطة أخرى في حياته. درس الهندسة المعمارية تزامناً مع عمله مع مصممة الأزياء الرائدة في ذاك الوقت «Jane Paquin».
عٌرف كاردان، بتصاميمه غير التقليدية؛ إذ كان أحد إلهاماته عصر الفضاء، الذي كان كثورة ثقافية وتكنولوجية في أوائل الخمسينات.
كان كاردان، ذا حسٍ فني فريد من نوعه؛ حيث إنه تخطى الصورة النمطية المرتبطة بالأزياء كمجال عمل وسوق للنساء فقط، وأكد تقديم تصاميمه وأزيائه لكلى الجنسين. أسس كاردان منزل الأزياء الخاص به عام 1950.
كانت دراسته للهندسة المعمارية ملموسة في تصاميمه المستوحاة من الأشكال الهندسية الحادة ذات الزواية والطيات الكثيرة. إضافة إلى كونه أحد رواد توجيه الذوق العام. بدأ كاردان بتصاميم الـ «هوت كوتور» أو الـ «الخياطة الراقية» في عام 1953، وكان أول مصمم وجه تركيزه إلى الموضة اليابانية في عام 1959.
ترك كاردان بصمة ملموسة في عالم الموضة والأعمال كذلك التصاميم الصناعية على حدٍ سواء. دخل كاردان، سوق صناعة أقمشة السيارات التي برع فيها على الرغم من الانتقادات التي وصلته من مصممي باريس. كان لـ «كاردان» عدة اهتمامات، إلى جانب الأزياء، فقد اشترى سلسة مطاعم وفنادق، إضافة إلى تملكه عقاراً عريقاً في «فينيسا» يمثل تاريخ العمارة القوطية الفينيسة.
وكان «التكريس الأسمى» في مسيرته من خلال كونه «أول مصمم أزياء يدخل أكاديمية الفنون الجميلة، بعدما انتزع تقديراً للموضة بوصفها فناً قائما بذاته... ويشهد على ذلك اليوم سيف الأكاديمية الممنوح له والذي صمّمه بنفسه وحفر عليه رموز نجاحه».
كما أظهر المصمم الفرنسي قدرات استشرافية، إذ كان من أوائل المتجهين شرقاً نحو آسيا حيث كان يحظى بشهرة كبيرة. وهو قصد سنة 1957 اليابان في أوج مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية، كذلك نظّم عروض أزياء في الصين بدءاً من 1979.
