الشارقة وعظمة الإنجاز

00:58 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

الوحدة الحقيقية التي تصنع الأوطان؛ هي تلك التي تكون بين القائد ومواطنيه، حيث يمارس القائد دور الأب في أسرة حقيقية، فيعطف على الصغير، ويرحم الضعيف، ويساند من يحتاج إلى المساعدة، ويقف مع من يتعثر؛ فيرق لحاله، ويلبّي مطلبه، وينشله من فقره، بلا منّة أو أذى.

 هذه المواقف النبيلة يجسدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بأفعاله، وذلك من خلال لقائه بإخوانه وأبنائه من المواطنين، حيث يعمل، ليل نهار، من أجل توفير الحياة المستقرة والعيش الكريم لكل إخوانه وأبنائه.

 وقد التزمت دوائر حكومة الشارقة تلك المبادئ التي أرساها سموه، فبدأت قنوات الاتصال الحكومي بين السلطة والعامة، عبر القنوات الإعلامية، من أجل الارتقاء بالأداء، ومتابعة المشاريع والخطط الاقتصادية وبما يحقق الفائدة للإمارة، كما أصبح هناك، بشكل دوري، اتصال مباشر بين القيادة وأبنائها المواطنين عبر برنامج «الخط المباشر» الذي يبث من أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة، وهو المنبر الذي ابتكره سموه، ينصت بنفسه إلى شكاوى ومطالب وهموم الناس، ويتحدث إليهم من خلاله عبر مداخلات سموه الهاتفية، على الهواء مباشرة، ويتابعه بعناية أينما كان، مهما كانت مشاغل سموه.

 وقد استشهد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام بكلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي أكد فيها التزام الشارقة بتطبيق مبادئ الاتصال الحكومي خلال السنوات العشر الماضية، موضحاً «أن حاكم الشارقة خير مثال لتطبيق الاتصال الحكومي بمتابعته الدائمة سواء عبر برنامج الخط المباشر، أو عبر القنوات الإعلامية الأخرى».

 وعن أهمية برامج البث المباشر وما توفره من قنوات للتواصل ما بين المواطنين والجهات المسؤولة، قال: «فتحت برامج الخط المباشر الأبواب أمام المواطنين والمقيمين وحتى الجهات الحكومية للتواصل وطرح الآراء على الهواء مباشرة، وهي تعتبر منصة لحل بعض التحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات، ولعلها تعتبر اليوم من أهم الوسائل لطرح قضايا الناس».

 وينتظر المواطنون هذا البرنامج بشوق جارف، خاصة تلك اللحظات التي يتداخل فيها سموه من أجل تلبية مطالب أبنائه ورعاياه، أو تلك التي تزف بشائر الخير والمكارم والنصائح الأبوية، والمعلومات الثقافية والعلمية والدينية والتاريخية. إن بشائر الخير، التي يزفها سموه لأبنائه المواطنين، تتوالي كما تتوالى السحب حاملة الخير والنماء للأرض؛ لكي تبقى حياة البشر مستقرة باسمة. إن فعال سموه تنبع من قيمه الخلقية كأب للجميع، ومربٍ، وعالم، وأديب، وقبل كل ذلك وبعده، كراعٍ مسؤول عن رعيته بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ يجسدها حديث سموه وتتوجها أفعاله وتوجيهاته.

 هذه الفلسفة هي التي ترسم الأفق الأعلى في تصور شامل تتجلى فيه الاتجاهات والأهداف في السلوك والوقائع، والتضحية المؤثرة في شتى مناحي الحياة والنقلة النفسية البعيدة في الشعور والسلوك، وفي الأهداف والغايات، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، من خلال هذه الفلسفة صدر مرسوم، سموه، الأميري رقم «23» لعام 2019، بإنشاء مؤسسة خاصة للأعمال الإنسانية في الإمارة، بمسمى مؤسسة خالد بن سلطان بن محمد القاسمي، استكمالاً ومواصلة لمسيرة الخير والإنسانية التي تشهدها الإمارة، وتخليداً للذكرى العطرة للشيخ خالد القاسمي «رحمه الله». 

 إن الإنسانية لا تتجزأ لدى سموه، ولا لدى،صاحبة السمو، قرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، حيث ترد كلماتها في كل ما قدمته وتقدمه يداها من خير داخل الإمارة وخارجها  في قول سموها: «إن كل المؤسسات المجتمعية والإنسانية في إمارة الشارقة، تسعى لمساعدة الأفراد الذين لا حول لهم ولا قوة، ويقعون ضحايا المشكلات والحروب والدمار في العالم، هؤلاء يحتاجون منا إلى كل عون». 

 حفظ الله هذا الوطن وقادته، وأدام علينا نعمة الأمن والعزة والمجد والخير والبركة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"