جينا ريموندو.. اختيـــار موفّـــق لـــــوزارة التجـــــارة

22:00 مساء
قراءة دقيقتين

مايكل بلومبيرج *

رشّح الرئيس المنتخب جو بايدن عدداً من الاختيارات الممتازة لمجلس وزرائه القادم، بما في ذلك ثلاثة ترأسوا مؤخراً، مجالس المدن، وهم: مارتي والش مرشح لوزارة العمل، ومارسيا فودج للإسكان والتنمية الحضرية، وبيت بوتجيج للنقل.

يدل ذلك على مدى أهمية انخراط رؤساء البلديات وعُمد المدن في حكم البلاد، خاصة أن واشنطن قد تخلت عن مسؤولياتها لسنوات عديدة، وكذلك يدل على مدى فاعلية هؤلاء الأشخاص الذين يشغلون هذه المناصب في إحراز تقدم حتى بدون مساعدة فيدرالية كبيرة، لكن الأمر لم يقتصر على رؤساء البلديات فحسب؛ إذ إن أحدث اختيارات بايدن لفريقه الاقتصادي (جينا ريموندو) حاكمة ولاية رود آيلاند، والمرشحة لمنصب وزيرة التجارة، كان مشجعاً بشكل خاص.

لا يحظى هذا الدور بأعلى مركز في مجلس الوزراء، لكنه من أهم الوظائف الاقتصادية في واشنطن، حيث تمارس وزارة التجارة تأثيراً كبيراً عبر مجموعة من السياسات الاقتصادية الفيدرالية النافذة، مع نطاق واسع يتجاوز حتى نطاق الخزانة، كما يوجه هذا القسم السياسة والموارد الفيدرالية في قضايا تتراوح عبر التجارة الخارجية والتنمية الصناعية، والابتكار التكنولوجي وتغير المناخ.

يمتلك رأس هرم الوزارة المختص والقوي، المنصة والمال لإحداث فرق حقيقي في الآفاق الاقتصادية للبلاد. جينا ريموندو، ديمقراطية مؤيدة للأعمال ولديها خبرة في كل من القطاعين العام والخاص، وترى الحيوية الاقتصادية كأداة للازدهار واسع النطاق والمشترك، تناسب مشروع القانون تماماً.

بصفتها حاكمة ناجحة لولاية رود آيلاند، حددت أهدافاً متطلبة وأحرزت تقدماً حقيقياً، بناء على استراتيجية من ثلاثة أجزاء للرقابة المالية، والإنفاق على التعليم والبنية التحتية، والجهود الدؤوبة لجذب الاستثمار الخاص.

قادت ريموندو الولاية من خلال إعادة هيكلة صعبة سياسياً لنظام المعاشات التقاعدية. ولم يكن ذلك أمراً محبباً دائماً لخصومها، لكنها كانت شجاعة في اتخاذ قرارات صعبة وعادلة من شأنها أن تفيد العمال ودافعي الضرائب على المدى الطويل.

تحت قيادتها، جذبت رود آيلاند العشرات من أرباب العمل والشركات الكبرى إلى الولاية، وخلقت الآلاف من الوظائف عالية الأجر. وباختيارها، يُظهر بايدن أنه يدرك أهمية الجمع بين النجاح الاقتصادي والخطوات لتوسيع الفرص. هذه الأجندة إنما هي مثال للإدارة البراجماتية المؤيدة للمؤسسات التي تحتاجها أمتنا، وأن بايدن، مع هذه الاختيارات وغيرها، يُنصّب نفسه قائداً حقيقياً.

ريموندو تصنع قضيتها بشكل مقنع، وفي رود آيلاند وضعت الأفكار موضع التنفيذ، وقالت: «علينا أن نجد طريقنا إلى الرأسمالية حيث، إذا كنت تعمل بدوام كامل، فأنت لست فقيراً، لديك رعاية صحية وسكن، ويمكن لأطفالك الذهاب إلى مدرسة عامة لائقة. إذا تمكنا من الوصول إلى هذا المكان، فستستمر الرأسمالية».

كلام حسن وأمر جيد لبايدن؛ لأنه اتخذ خياراً رائعاً ورفض الخضوع للضغط من أولئك الذين هم أكثر عدائية للقطاع الخاص. ويمكن أن تكون وزارة التجارة مع ريموندو في طليعة استراتيجيات عودة الولايات المتحدة إلى المسار الصحيح. 

* «بلومبيرج»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤسس وكالة «بلومبيرج» وعمدة نيويورك الأسبق

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"