عادي

مجازر رواندا في الواجهة مجدداً والقضاء الفرنسي يواجه تحقيقاً

19:39 مساء
قراءة دقيقتين
رواندا

باريس - أ ف ب

طلبت جمعيات وناجون من الإبادة الجماعية في رواندا في رسالة موجهة إلى القضاء الفرنسي، التحقيق في التعليمات التي أصدرتها فرنسا في 1994 بعدم استجواب السلطات المسؤولة عن مجازر «التوتسي». ووجه محامو منظمة «سورفي» (بقاء) والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان وستة ناجين، رسالة في هذا الاتجاه إلى القضاة المسؤولين عن التحقيق في المسؤوليات المحتملة للعملية العسكرية الإنسانية «توركواز» خلال المجازر التي وقعت في بيسيسيرو نهاية يونيو/حزيران من عام 1994.

واستناداً إلى برقية دبلوماسية كشفت مؤخراً، يطالب هؤلاء القضاة بإعادة فتح تحقيقاتهم وتوسيعها، خصوصاً عبر الاستماع إلى آلان جوبيه وزير الخارجية آنذاك، ومستشاره في ذلك الوقت برنار إيمييه الرئيس الحالي للإدارة العامة للأمن الخارجي.

وتطلب هذه البرقية «الدبلوماسية السرية» المرسلة في 15 يوليو/تموز 1994 والموقعة من إيمييه، من ممثل وزارة الخارجية لدى عملية «توركواز»، إبلاغ المسؤولين عن الإبادة الجماعية عبر «قنوات غير مباشرة» بـ«الرغبة في مغادرتهم المنطقة الإنسانية الآمنة» التي كان يسيطر عليها الجيش الفرنسي. وتتابع: «عليكم الإشارة إلى أن الأسرة الدولية وخصوصاً الأمم المتحدة، ستحدد قريباً جداً السلوك الواجب اتباعه فيما يتعلق بما يسمى هذه السلطات».

وعثر فرنسوا غرانر الباحث في منظمة «سورفي» على هذه البرقية التي كشفها موقع «ميديابارت»، في أرشيف مستشار الرئيس فرانسوا ميتران.

وكانت موجهة إلى السفير يانيك جيرار رداً على طلبه بشأن مصير هذه السلطات التي اقترح اعتقال أعضائها أو وضعهم في الإقامة الجبرية. ويطلب المحامون أن يتم الاستماع أيضاً إلى أوبير هوبرت فيدرين الأمين العام لقصر الإليزيه حينذاك.

وكتب المحامون إيريك بلوفييه وأوليفييه فوكس ولوري هاينيش وكارين بوردي وباتريك بودوان وميشال توبيانا، أن هذه البرقية «هي بلا شك عنصر جديد» يمكن أن يسمح بإعادة إطلاق التحقيق «خصوصاً أنها تسلط الضوء على الدعم الفعلي من قبل السلطات الفرنسية العليا للمسؤولين الروانديين».

وتحاول أطراف الادعاء المدني هذه، والتي تتهم عملية «توركواز» بالتخلي عمداً عن مئات من أفراد إثنية «التوتسي» في تلال بيسيسيرو لمرتكبي الإبادة الجماعية بين 27 و30 يونيو/حزيران 1994، استئناف التحقيقات منذ ثلاث سنوات. وكانت التحقيقات قد أغلقت بدون محاكمات صيف 2018، ما مهد الطريق لإسقاط الدعوى بدون الإعلان عن ذلك.

وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 800 ألف شخص معظمهم من أقلية «التوتسي» قتلوا خلال ثلاثة أشهر في رواندا خلال مذابح بدأت بعد هجوم على طائرة الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا في السادس من إبريل/نيسان 1994.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"