عادي

«ست أرواح تكفي للهو».. ســرد يــراوغ العـقــل

23:47 مساء
قراءة دقيقتين
1

الشارقة: علاء الدين محمود

في روايتها «ست أرواح تكفي للهو»، تخوض الكاتبة دعاء إبراهيم تجربة سرد مراوغ ومختلف، فعنوان العمل ربما يحيل القارئ إلى نوعية الكتابات المهتمة بعوالم الأرواح والرعب، غير أن القصة في الحقيقة هي مزيج بديع بين الواقع والفانتازيا، تجري أحداثها داخل دماغ شخص يعاني مرضاً نفسياً وهذياناً مستمراً، فذلك المريض يظن أنه قادر على تحويل مرضه إلى معجزة، وتظهر بعض الحقائق المخفية بعد ذلك لنكتشف أن الجميع يعانون الاعتلال النفسي بشكل أو بآخر. فالكاتبة عملت على إدانة المجتمع وتعريته في تعامله مع الأفراد وقسوته عليهم لدرجة تحويلهم إلى مجرمين، وذلك ما جرى مع بطل القصة حيث يقودنا السرد إلى الدخول في تفاصيل حياته ويومياته وأحاديثه مع ذاته، وعلاقته بأسرته والمجتمع من حوله.

العمل وجد صدى كبيراً في المواقع القرائية المتخصصة، وأثار كثيراً من الجدل حول الموضوع وطريقة السرد التي لجأت إليها الكاتبة.

«تداعي حر».. بذلك الوصف تناول أحد القراء توظيف الكاتبة لواحدة من أهم تقنيات السرد المستخدمة في العمل، ويقول: «بتلقائية بديعة، يأخذنا صوت الراوي، وهو بطل القصة، إلى أماكن مختلفة فهو يحكي عن سنوات دراسته الجامعية، وعن انتقاله للعيش في القاهرة، وعن حارته وعلاقة الناس به، وجيرانه، وجاءت كل تلك الانتقالات انسيابية بشكل مدروس، مما أعطى الرواية قدراً من الحيوية مع أجزاء التشويق التي تحفل بها». 

ويقول آخر: «الدهشة هي العنوان العريض للرواية في كل تفاصيلها، خاصة في مسألة اعتمادها على الغرائبيات من أجل محاصرة مشاكل الواقع، باعتبار أن الغرائبية هي الأكثر صدقية في التعبير عن الواقع المحيط بالإنسان».

«عوالم المهمشين».. هكذا تحدث قارئ عن موضوع الرواية الذي وجد فيه مفارقة لافتة، ويقول: «السرد يأخذنا إلى فضاءات المهمشين، وليس المقصود بهم الطبقات الفقيرة؛ بل المرضى النفسيون الذين يتجنبهم المجتمع ويقسو عليهم»، وعلى المنحى نفسه، يرى آخر أن العمل يحتشد بحمولة فكرية، ويقول: «المفارقة الأساسية في العمل، تكمن في أن البطل مريض نفسي، لكنه يطرح كثيراً من الأسئلة الواعية والحكيمة عن العقل والجنون. فالرواية تنهض على مثل تلك التناقضات مما يجعل القارئ يتابع أحداثها بشغف ومتعة».

«أثر كافكا»، هكذا تناول أحد القراء العوالم الغريبة والخيال الجامح داخل القصة ويقول: «يبدو أن الكاتبة متأثرة بصورة كبيرة بفضاءات فرانز كافكا، خاصة ذلك الغوص العميق في النفس البشرية، والتحولات التي تحدث فيها، بتناول فانتازي تكثر فيه التفاصيل التي تبدو غير منطقية في بعض الأحيان». وتوقفت قارئة عند تلك المشاعر المتباينة والمتناقضة التي تصيب القارئ عند انهماكه في متابعة أحداث العمل، وتقول: «هذه الرواية غمرتني بأحاسيس متضاربة وعجيبة، ولا أظن أنني قرأت رواية من قبل جعلتني أبكي فجأة، وأتجهم فجأة، وأغضب وأفكر في الوقت ذاته، فالأسلوب شائق، والفصول يجعل القارئ ينساب معها، والشخصيات صممت بحيث تبقى خالدة في الأذهان، والأحداث غير قابلة للتوقع».

«مرافعة أخلاقية».. تقييم أطلقه أحد القراء على الرواية، وقال: «العمل يطل على أعماق النفس البشرية، ويسلط الضوء على المناطق المظلمة فيها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"