عادي

الليبراليــة ليســت فلسفــة

23:08 مساء
قراءة دقيقة واحدة
1

يشير د. ياسر قنصوه في كتابه «الليبرالية.. إشكالية مفهوم»، إلى أن السوفسطائيين كانوا يمثلون نقطة تحول في تاريخ الفكر الفلسفي، فهم أول من وجّه الفكر باتجاه عالم الإنسانية الرحب، حيث يكون الإنسان، لا الطبيعة، موضع النظر الجدير بالانتباه، وأن تكون قضاياه أو مصيره مبعث التفكير والجدل، ومنذ تلك اللحظة صار الإنسان (الفرد) بتغيره وحركته ونسبيته موضع الاهتمام من قبل الرؤى والنظريات والمذاهب الفلسفية التي اختلفت حول تفسيره للحقيقة: هل هي ثابتة أم متغيرة؟ وتم طرح مسألة الذات في مقابل الموضوع.

ويوضح قنصوه أن النزعة الفردية تمثل أساساً فلسفياً لمفهوم الليبرالية، وقد عبرت الفردية الليبرالية في طورها الأول عن إمكانات الخلاص الفردي، فكما تعد الخطيئة الأولى بالمعنى المسيحي هي مصدر اغتراب الفرد في عالمه الدنيوي، وبالتالي الانصياع الكامل للسلطة الكنسية التي باشرت مهمتها من خلال إدماج الفرد في المؤسسة الدينية، فقد دفعت الليبرالية الفرد ليوثق عقده الاجتماعي مع السلطة الحاكمة التي صارت علمانية، من ناحية أخرى.

ويشير الكتاب إلى أن الأفكار الليبرالية المتباينة المختلفة لا يمكن أن تشكل مذهباً فلسفياً ومتكاملاً له منهجية محددة، تحدد أسس التعامل معه، إننا أمام ليبراليات متعددة تحمل كل ليبرالية منها على حدة، سماتها المميزة لها عن غيرها، بالنسبة إلى سائر الليبراليات الأخرى، ولبيان مفهوم الليبرالية تم افتراض النزعة الفردية كأساس فلسفي للمفهوم الليبرالي، بوصفها البنية الأساسية التي أخرجت الليبرالية إلى حيز الوجود، ثم دعمتها بتصوراتها الفردية المتنوعة المتعددة، حتى أصبحت أيديولوجيا الطبقة المتوسطة، التي تميزها عن سائر الأيديولوجيات الأخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"